(CNN)– عندما خاطب الرئيس باراك أوباما، الشعب الأمريكي، بعد قليل من وقوع التفجيرات التي استهدفت ماراثون بوسطن الاثنين، لم يستخدم على الفور كلمة “إرهاب”، مما أثار كثيراً من التساؤلات.
وبعد أقل من 24 ساعة، عاد الرئيس الأمريكي ليوجه كلمة أخرى، مستخدماً لغة مغايرة، إلا أنه بدا حريصاً في استخدامه لتلك الكلمة، والتي وضعها في بعض عباراته، مشيراً إلى أن إدارته تتعامل مع التفجيرات على أنها “عمل إرهابي.”
ففي كلمته التي وجهها الثلاثاء، قال الرئيس الأمريكي إنه “في أي وقت تستخدم فيه القنابل لاستهداف المدنيين، فإن ذلك يُعد من أعمال الإرهاب.”
وفيما وصف التفجيرات بأنها “عمل شنيع وجبان”، فقد أشار إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالية يتعامل مع التفجيرات على أنها “هجوم إرهابي تم التخطيط له مسبقاً.”
وخلف انفجار عبوتين ناسفتين وضعتا قرب خط النهاية لسباق ماراثون بوسطن، ثلاثة قتلى على الأقل، بينهم طفل في الثامنة من العمر، بالإضافة إلى أكثر من 170 جريحاً، بعضهم إصابتهم خطيرة.
وفي أعقاب تلك التفجيرات، قال الرئيس الأمريكي، في كلمة له من البيت الأبيض، مساء الاثنين: “إننا لم نعرف بعد من فعل ذلك، ولماذا”، فقد حذر الأمريكيين من القفز إلى أية نتائج.
وفيما تجنب أوباما استخدام كلمة “إرهاب”، فقد سارعت بعض الدوائر الأمنية، منها مكتب التحقيقات الفيدرالية، ومسؤولون في البيت الأبيض، بوصف التفجيرات بـ”العمل الإرهابي.”
وقال أيتان غويلمان، المساعد السابق للمدعي العام الأمريكي، إن أوباما بدا شديد الحذر في بداية الأمر، في وصف تفجيرات بوسطن بالإرهاب، إلا أنه عاد ليستخدم الكلمة في ضوء المعلومات التي توفرت أمامه لاحقاً.
وأضاف المسؤول السابق، الذي شارك في التحقيق بتفجيرات أوكلاهوما: “الرئيس كان محقاً تماماً في تحذير الناس بأننا لم نعرف بعد من أقدم على فعل ذلك.”
ويبدو أن سبب امتناع أوباما على استخدام كلمة “إرهاب”، يأتي على خلفية دروس قاسية تعلمها صانع القرار في الولايات المتحدة، بعد رصد ردود الأفعال على تصريحات علنية، أعقبت عدداً من الهجمات والمواقف التي راح ضحيتها مواطنون أمريكيون، أو تعرضت حياتهم للخطر خلالها.
وأوضح ماثيو ميللر، الذي سبق له العمل بمكتب الشؤون العامة في وزارة العدل، خلال الفترة الرئاسية الأولى لأباما، بقوله: لقد كان هناك ثلاثة هجمات خلال الـ17 شهراً الأولى للإدارة.. بل إنها أربعة إذا ما حسبنا هجوم فورت هود.”
وتابع المسؤول السابق قائلاً: “ما تعلمناه في التعامل مع كل واحد منها، أنه من المهم للمسؤولين الحكوميين أن يتواصلوا مبكراً مع العامة، ويطلعونهم على الحقائق أولاً بأول.”
وأضاف أن الرئيس تعلم هذا الدرس في أعقاب محاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية عشية عيد الميلاد في عام 2009، من قبل أحد ركاب الطائرة التي كانت متجهة إلى ديترويت، مستخدماً عبوة ناسفة خبأها في ملابسه الداخلية.
وأوضح أن هذه الواقعة، التي سارع البيت الأبيض بوصفها بـ”هجوم إرهابي”، أخذت كثيراً من الوقت لدى إدارة أوباما، الذي تحدث عنها أمام العامة بعد ثلاثة أيام، الأمر الذي أثار انتقادات حادة من قبل الجمهوريين.
وأضاف ميللر أن الواقعة الثانية تتعلق بمحاولة تفجير شبكة قطارات الأنفاق بمدينة نيويورك، في سبتمبر/ أيلول 2009، بينما تتعلق الثالثة بـ”المجرزة” التي وقعت في قاعدة “فورت هود” العسكرية، في نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس العام، أما الرابعة فتتعلق بمحاولة تفجير ميدان “تايمز سكوير” في نيويورك، في مايو/ أيار 2010.