الأخ الشيشاني الأكبر، وهو القتيل تامرلان المشتبه مع شقيقه المعتقل في تفجيري “ماراثون بوسطن” الاثنين قبل الماضي، تحدث هاتفيا عن رغبته بالجهاد في مكان ما، وكانت المكالمة بينه وبين والدته قبل عامين، ويبدو أنها نصحته أو ربما اقترحت عليه بأن يفعل ذلك في فلسطين، وقام قسم للرصد والتنصت تابع لجهاز الأمن الاتحادي الروسي بتسجيل المكالمة سرا، وزود السلطات الأمنية الأميركية بتفاصيلها، ولكن متأخرا قبل أيام قليلة فقط.
معظم وسائل الإعلام الأميركية التي أطلعت عليها “العربية.نت” أمس واليوم الأحد، نقلت هذه المعلومة المهمة عن مسؤول في “أف.بي.آي” طلب عدم ذكر اسمه، وبعضها شرح أن الوالدة قد تكون متطرفة هي الأخرى وساهمت بتحريض ابنها البكر على ما ارتكبه مع شقيقه الأصغر دجوهار. مع ذلك قالت في مؤتمر صحافي عقدته الخميس الماضي في مدينة “مخاتشكالا” عاصمة منطقة داغستان الروسية، حيث تقيم مع زوجها، إن ابنيها بريئان، وإن الأكبر بشكل خاص تم توريطه عمدا لتحميل المسلمين مسؤولية التفجير.
المكالمة الهاتفية بين الأم وابنها كانت في بداية 2011 وفيها رد الابن على والدته حين التطرق إلى الجهاد في فلسطين بأن ما يمنعه من القيام بذلك هو عدم معرفته باللغة العربية، أي أنه سيجد صعوبات في التواصل مع من قد يقاتل معهم هناك. أما بقية تفاصيل المكالمة فغير معروفة بعد.
كما سجل جهاز الأمن الاتحادي الروسي، المعروف باسم FSB اختصارا، مكالمة هاتفية ثانية يبدو أنها مثيرة لاهتمام المحققين وأجرتها الأم مع أحدهم يقيم في الجنوب الروسي، وموضوع تحت رادار “الأف.بي.آي” برسم التحقيق، لكن المسؤول في مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي لم يأت على تفاصيلها لوسائل الإعلام أيضا.
البحث عن “ميشا” ومن يكون
وكان الأمن الروسي أبلغ نظيره الأميركي بارتيابه بتطرف الأم وابنها بعد رصده للمكالمة الشهيرة، مع ذلك لم يكشف عن مزيد من التفاصيل تلبي الفضول وتؤكد الشكوك، لذلك لم يتمكن “أف.بي.آي” حين حقق مع تامرلان في يونيو/حزيران 2011 من العثور على ما يدينه “فأقفل ملفه عند تلك النقطة مؤقتا وطلب المزيد من المعلومات من الروس” على حد ما ذكرت محطة “إي.بي.سي” الأميركية في تقرير لها أمس.
أشهر مرت وقام الأمن الروسي بتزويد نظيره الأميركي بالمعلومات نفسها تقريبا، فكرر “أف.بي.آي” طلبه آملا بمزيد من التفاصيل، لكنه لم يتلق شيئا، إلى أن فاجأ الشيشاني وأخوه العالم بالتفجيرين في المدينة التي استقبلتهما مع أبويهما زبيدة وأنزور، البالغين من العمر 45 و47 سنة، وابنتيهما المقيمتان حاليا في نيوجيرسي، كعائلة هاربة من حرب الشيشان قبل 11 سنة وتبحث عن الأمان، فحصلت على حق اللجوء، ومن بعدها جنسيات أميركية للجميع باستثناء تامرلان، ثم كان بعدها ما كان.
وأكثر ما يبحث عنه “أف.بي.آي” حاليا، طبقا لما علمت “العربية.نت” كآخر المستجدات، هو “لاب توب” كان يستخدمه الأخوة تسارناييف قبل التفجير المزدوج، ويبدو أنهما ألقياه بمكب للنفايات تم نقلها مع غيرها الى مجمّع نفاياتي ضخم يبعد 90 كيلومترا عن بوسطن، حيث ينشط فريق بحثا عنه منذ يومين، إلى جانب معرفة ما فعله تامرلان في روسيا حين أمضى فيها 6 أشهر العام الماضي، كما وإلى أي حد قام شخص لقبه “ميشا” بالتأثير عليه، وهو روسي مسيحي يقيم في الولايات المتحدة واعتنق الإسلام، ويريدونه لتحقيق مكثف، فمن هو “ميشا” وأين هو الآن؟