(رويترز) – احتشد الاف المحتجين من مؤيدي المرشح الرئاسي عبد الله عبد الله في وسط كابول يوم الثلاثاء في اشارة على التحدي بعد اعلان فوز المرشح المنافس أشرف عبد الغني في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الافغانية التي جرت الشهر الماضي.
وأظهرت النتائج الأولية أن عبد الغني -المسؤول السابق في البنك الدولي- فاز في الجولة الثانية من التصويت التي جرت في 14 يونيو حزيران لكن عبد الله رفض النتيجة قائلا إن التصويت شابته عملية تزوير على نطاق واسع.
ويخشى المراقبون من أن تدفع المواجهة بين عبد الله وعبد الغني أفغانستان إلى الفوضى في ظل غياب قائد واضح للبلاد التي تعاني بالفعل من انقسامات عرقية عميقة.
واتهم عبد الله الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حامد كرزاي -الذي سيترك منصبه بعد أن أمضى 12 عاما في السلطة – بالمساعدة في تزوير التصويت لصالح عبد الغني ووصف ما حدث بأنه “انقلاب” على ارادة الشعب.
وفي احتجاج صاخب احتشد مؤيدو عبد الله في وسط العاصمة كابول وهتف المحتجون “الموت لكرزاي” ومزقوا صورة ضخمة لكرزاي واستبدلوها باخرى لعبد الله.
ووسط اجواء متوترة أعلن عبد الله وهو مقاتل سابق مناهض لحركة طالبان أنه الفائز في الانتخابات ليضع نفسه في مسار تصادمي مع منافسه عبد الغني.
وقال أمام حشد من مؤيديه “أنا الفائز في هذه الجولة من الانتخابات دون شك.”
ويستمد عبد الله معظم دعمه من أقلية الطاجيك في شمال أفغانستان حيث يتولى حلفاؤه هناك مناصب رفيعة أما عبد الغني فيحظى في الأساس بتأييد قبائل البشتون في جنوب وشرق البلاد.
وقال عبد الله “يطالبني الشعب الافغاني بأن أعلن تشكيل حكومتي اليوم. كان هذا وما زال طلب الشعب الأفغاني… لا يمكن أن نتجاهل هذه الدعوة.” ويأتي تصريحه بعد أن تحدث هاتفيا مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقال عبد الله “النقطة الأساسية فيما جرى بحثه مع كل من وزير الخارجية والرئيس هي أن جون كيري سيأتي إلى أفغانستان يوم الجمعة وتعهد الاثنان بأنا يقفا إلى جانب الشعب الأفغاني في الدفاع عن العدالة ومحاربة التزوير والكشف عنه.”
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولين أمريكيين.
وبعيدا عن وسط المدينة مزق مؤيدون لعبد الله صورة اخرى لكرزاي في مطار كابول الدولي.
وفي بيان حاد اللهجة حذر كيري أفغانستان من أن أي محاولة للسيطرة على السلطة بطريقة غير قانونية عقب الانتخابات المتنازع عليها ستحرم البلاد من الدعم الأمريكي.
وقال كيري في البيان الذي أصدرته السفارة الامريكية في كابول “لاحظت بقلق بالغ تقارير عن احتجاجات في أفغانستان وتلميحات الي (حكومة موازية).”
وأضاف قائلا “أي اجراء لتولي السلطة بوسائل خارج الاطار القانوني ستكلف أفغانستان الدعم المالي والأمني من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.”
وتعتمد الحكومة الأفغانية بشدة على الدول المانحة لتمويل كل شيء من شق طرق ودفع رواتب المعلمين والأمن. وتقدم الولايات المتحدة الجزء الأكبر من المساعدات الدولية لأفغانستان.
وبدد الخلاف حول نتيجة الانتخابات الرئاسية الآمال في انتقال سلس للسلطة في أفغانستان وهي مصدر قلق للغرب مع انسحاب معظم القوات التي تقودها الولايات المتحدة من البلاد هذا العام.
وأعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات يوم الاثنين فوز عبد الغني في الجولة الثانية بنسبة 56.44 في المئة من أصوات الناخبين وفقا للنتائج الأولية.
وقد تتغير هذه النسبة عند اعلان النتائج الرسمية النهائية في 22 يوليو تموز.