قال مبتعث من الرياض يدرس في مدينة بوسطن الأميركية واتصلت به “العربية.نت” فجر اليوم الثلاثاء، كما اتصلت باثنين آخرين، إن أكثر من 100 ألف سعودي في الولايات المتحدة “تكهربت أعصابهم” ووضعوا أيديهم على قلوبهم منذ نشرت صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية خبرا في موقعها الإلكتروني أمس وضعهم في دائرة الشبهة ومسببات الكراهية، وأعاد إلى ذاكرة الأميركيين ما جرى من كارثة بتفجيرات قام بها تنظيم “القاعدة” في 11 سبتمبر 2001 بواشنطن ونيويورك.
خبر الصحيفة الذي نقلته عنها مئات المحطات والمواقع الإخبارية في العالم، كان عن سعودي قالت إن الشرطة اعتقلته وتحقق معه في مستشفى نقلوه إليه ويخضع فيه للعلاج من جروح أصابته، لاشتباهها بدوره في تفجيرين استهدفا المتجمهرين عند خط الوصول في ماراثون للجري أمس في مدينة بوسطن، وسقط بهما 3 قتلى مع 144 آخرين أصابتهم جروح متنوعة، بحسب ما أوردت قناة “سي إن إن”.
ولم يكن الخبر حقيقيا بالطريقة التي نشرته “نيويورك بوست” من دون مراعاة لما قد يسببه من ردة فعل من الأميركيين على أكثر من 95 ألف مبتعث وحوالي 7 آلاف سعودي في الولايات المتحدة، بل حقيقته وردت على لسان كبير مراسلي محطة “سي.بي.أس” الأميركية، جون ميللر، الذي أكد بأن الشاب البالغ من العمر 20 سنة، محتجز في المستشفى “بمعنى أنه لا يستطيع المغادرة”، في إشارة إلى أنه رهن التحقيق “لكنه ليس معتقلا أو مشتبها فيه”.
وذكر ميللر، الذي كان في السابق مستشارا لدى مكتب التحقيقات الفدرالي “أف.بي.آي” إلى جانب عمله الإعلامي، إن الشاب السعودي كان في موقع الانفجار وفرّ من المكان كسواه، وأثناء فراره لاحظه أحد الأميركيين يتصرف بطريقة أثارت شكوكه فاعترضه وسيطر عليه وسلمه للشرطة، علما أنه لو كان مشاركا بالعملية لما بقي في مكان التفجير، ولو كان انتحاريا لقضى فيه أيضا، وهذه أكبر قرينة تؤكد براءته مما يظنون.
المبتعثة الدكتورة نورة العجاجي كانت هناك أيضاً
وقبل المراسل ميللر، كان الرئيس الأميركي باراك أوباما ألقى كلمة قال فيها: “لم نعرف بعد من فعل هذا أو لماذا، ويجب ألا يتسرع أحد في الاستنتاج قبل أن نعرف كل الحقائق”، في إشارته إلى التفجيرات التي لم يصفها بأنها عمل إرهابي أو هجوم، لكنه استدرك وقال: “ولكن لا يخطئ أحد، فسوف نتوصل إلى حقيقة ما حدث، وسنعرف من الذين فعلوا هذا ولماذا فعلوه” وفق تعبيره.
والشاب السعودي الجريح نزيل الآن في مستشفىBrigham and Women’s Hospital الذي علمت “العربية.نت” أن مبتعثة سعودية نزيلة فيه أيضا من جروح أصابتها، بحسب ما قالت صديقة لها عبر الهاتف، وطلبت كسواها عدم ذكر اسمها.
وروت الصديقة أن أطباء المستشفى وجدوا صعوبة في معالجتها من جروح بالغة أتت على معظم ساقها، ففكروا حتى ببترها، إلا أنهم أخضعوها لعملية ترميم كاملة استغرقت ساعات ونجحت. والجريحة هي الدكتورة نورة العجاجي، وهي بنهاية العشرينات من عمرها وتدرس في جامعة “تافت” المحتوية على مستشفى راق ببوسطن، حيث تقيم مع زوجها وابنها الوحيد منه.
وعبر مبتعث آخر اتصلت به “العربية.نت” عن اعتقاده بأن الشاب السعودي الخاضع للعلاج في المستشفى قد يكون من أقرباء المبتعثة الجريحة في ساقها، وربما كان معها ومع زوجها وابنها يتابعون الماراثون “أو ربما ليس من أقربائها، وتواجد معها في مكان التفجير صدفة” وفق تعبيره.
كما اتصلت “العربية.نت” بمبتعث ثالث عبر عن اعتقاده أيضا بأن المستشفى قد لا يكون فيه إلا سعودي واحد، هي الدكتور العجاجي “وهي نفسها التي اختلط على الصحيفة الأميركية أمرها فظنوها شابا، لأن أحد المبتعثين السعوديين يعمل في المستشفى وأكد لنا خلوها من أي مبتعث آخر” بحسب تأكيده.