الجزيرة – اختارت مجلة تايم الأميركية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شخصية عام 2015 بوصفها “أقوى زعيمة أوروبية” واجهت جملة من التحديات منها أزمات الديون واللاجئين والقضية الأوكرانية.
تقول المجلة إن ميركل تتربع على القيادة في كل أزمة تواجه الاتحاد الأوروبي، فكانت اللاعب الذي لا يمكن الاستغناء عنه في أزمة الديون حيث أعلنت ألمانيا أنها ستنقذ اليونان (سبب الأزمة) بشروط صارمة.
وأعلنت برلين كذلك ترحيبها باللاجئين باعتبارهم ضحايا ما وصفتها المجلة بـ”همجية التطرف الإسلامي” وليسوا حاملين لها.
وأبدت استعدادها لنشر قواتها خارج البلاد لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، كما قادت الاتحاد الأوروبي في قضية التدخل الروسي بالقضية الأوكرانية.
وتشير تايم إلى أن ألمانيا أمضت سبعين عاما تختبر ترياقا لما وصفتها بقوميتها المسمومة والعسكرة وماضيها في الإبادة الجماعية، لكن ميركل حددت جملة مختلفة من القيم، وهي الإنسانية والكرم والتسامح لإظهار قدرة ألمانيا على الإنقاذ أكثر منه على التدمير، وفق تعبيرها.
كما أن ميركل -والكلام للمجلة- تتخذ مواقفها الخاصة بكل صمود، رغم الانتقادات من الداخل والخارج.
فعن قضية اللاجئين، وصفها متظاهرون ألمان بالخائنة، ونعتها المرشح الجمهوري في سباق الرئاسة الأميركية دونالد ترامب بـ”المجنونة”.
وبينما حذر حلفاؤها من ثورة شعبية، حذر معارضوها من انهيار اقتصادي وانتحار ثقافي، وفق المجلة.
وتشير تايم إلى أن ميركل عادة ما تسلك الطريق الصعب سواء “اتفقت أم اختلفت معها”، موضحة أن اختبار القادة لا يأتي إلا عندما لا يريد الناس أن يتبعوهم.
وميركل التي ولدت عام 1954 في ما كان يعرف ببرلين الشرقية قبل أن يتم الاتحاد بين شطري ألمانيا الشرقي والغربي عام 1954، دخلت العالم السياسي في وقت كان ينظر إلى الشرقيين باعتبارهم كائنات فضائية، ويشكل عام 2015 الذكرى العاشرة لها في منصبها مستشارة للبلاد.
ويأتي اختيار مجلة تايم لميركل (كامرأة) المرة الأولى منذ 29 عاما، حين اختارت رئيسة الفلبين السابقة كورازون أكينو عام 1986.
وفي إطار تعليقها على المدة الطويلة لاختيار امرأة، تقول تايم إن الاختيار يقع على شخصيات تتمتع بنفوذ مؤسساتي، فتؤثر في الأخبار وحياة الناس، في السراء والضراء.
ومنذ 1986 -تضيف المجلة- كان هناك أربع رؤساء أميركيين، وبضع قيادات روسية، وجميعهم رجال، وكذلك البابا الذي ينتخب عادة من الرجال.