نشرت مجلة التايمز الأمريكية تقريرا مطولا تحدثت فيه عن ثروة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السرية، مشيرة إلى الشركات التي يمتلك حصصا فيها، وبعض الأملاك والأصول المخفية.
وافتتحت الصحيفة تقريرها بقولها: “يقولون إن المال يساوي القوة، ويبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمتلك الكثير من القوة، لكن كم لديه؟ هو لا يبوح بذلك أبدا”.
وأضافت: “تعد معرفة القيمة الصافية لثروة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدفا اسمى لكثير من العملاء السريين والقراصنة حول العالم، لكن ثروة “عميل الاستخبارات الروسي السابق”، وفك شيفرة توزيعها تكاد تكو معقدة، فهي على الأرجح موزعة بين شبكات سرية من الشركات القابضة، والعقارات فضلا عن حسابات بنوك لأشخاص آخرين”.
ولفتت إلى أنه في الوقت التي أصبحت مطامع وأهداف بوتين السياسية تحت المراقبة الدائمة من العالم، باتت محاولات تحديد وكشف ثرواته تكشف لنا عن طرق تنفذه وإفشاء سيادته.
وأوضحت المجلة الأمريكية الشهيرة أن “معظم التقديرات تستشهد بمستشار الكرملين السابق، ستانيسلاف بيلكوفسكي، ففي العام 2007 قال إن بوتين يملك ثروة صافية على الأقل 40 مليار دولار، وهو الرقم الذي من شأنه أن يضع بوتين في المرتبة العاشرة عالميا في مجلة فوربس لأصحاب المليارات”.
يشار إلى أن تصنيف فوربس لزعماء العالم الأكثر ثراء لم يشمل بوتين، حيث قال الموقع في العام 2015 إنه لا يمكنه التأكد من صحة أرقام ثروة بوتين.
وبينت المجلة إلى أن مصدر الكرملين يستند إلى تقديرات تشير إلى حصة بوتين في العديد من الشركات، معظمها في قطاع النفط. حيث قال إن الرئيس الروسي يسيطر على 37? من شركة النفط سورجوت، و 4.5? من شركة الغاز الطبيعي غازبروم، ويحوز على حصة كبيرة في شركة Gunvor القابضة.
“على الأقل يملك 40 مليار”، هذا ما أكده بيلكوسفي في صحيفة الغارديان في ذلك الوقت، مضيفا أن الحد الأقصى لا يمكننا أن نعرفه. أظن أن هناك الكثير من الشركات التي لا أعلم عنها شيئا.
كما أن للحكومة الأمريكية صلة في شركة Gunvor، حيث قالت وزارة الخزانة الأمريكية في العام 2014 ، بحسب الصحيفة، إن “ لدى بوتين استثمارات في شركة “Gunvor” وله صلاحية على تمويل الشركة، لتفرض بعدها عقوبات على الشركة.
“بدورها شركة Gunvor والتي كشفت تقارير أن صافي إيراداتها في عام 2012 وصل إلى 93 مليار دولار نفت وجود أي ملكية للرئيس الروسي في الشركة” تقول المجلة.
وتلفت أنه “في وقت لاحق، وبالتحديد في العام 2012، رفع بيلكوفيسكي تقديراته لثروة بوتين إلى 70 مليار دولار، استنادا إلى معلومات جديدة من “مصادر سرية حول الشركات”.
وتقول المجلة، كان بوتين قاب قوسين أو أدنى من عملاق الكومبيوتر بيل غيتس، الذي وفقا لوكالة بلومبرغ هو أغنى رجل في العالم مع ثروة صافية تصل إلى 84 مليار دولار. فيما يذهب أحد النقاد إلى رقم قد يكون مبالغ فيه، حيث يقول إن القيمة الحقيقية لثروة بوتين هي 200 مليار دولار.
وتبين أنه على خلاف الأصول والمعلومات السري، بوتين يملك أصولا ظاهرة للعيان. حيث أنه من بين ما يملكه قصر على البحر الأسود يبلغ ثمنه نحو مليار دولار.
ويتميز القصر بعمدان رائعة تعود بك إلى قصور القياصرة الروس التي بنيت في القرن الثامن عشر، وفقا للبي بي سي. كما يتضمن مسرحا خاصا، ومهبطا مع الفتحات لداخله لثلاث طائرات هليكوبتر.
وتقول “التايمز” إنه قد تم بناء القصر شخصيا لبوتين، ودفع ثمنه من صندوق سري، أنشأته مجموعة من “ألأولغارشيين”. وفقا لرجل الأعمال الروسي التي يعيش في المنفى سيرجي كوليسنيكوف، حيث قدم أدلة على مخطط للبي بي سي.
ويشير المخطط المزعوم إلى أن السلطة التي يملكها بوتين لا تمنحه فقط الوصول لشركات بلاده، ولكن أيضا لحسابات شخصية من أغنى الأولغارشيين.
والأولغارشية هي نظام سياسي يتصف أفراده بأنهم طبقة ثرية تشكل جزء صغير من سكان الدولة، وهؤلاء يجعلون كل مقدرات الدولة وطريقة عملها تسير وفقاً لمصالحهم وأهدافهم.
وإذا كانت الشائعات صحيحة، فإن القصر الذي في البحر الأسود ليس الوحيد لبوتين. فهو يتمتع بحسب ما تذكر “التايمز” بنحو 20 قصرا آخر، وأربعة يخوت، و 58 طائرة، ومجموعة من الساعات بقيمة 400000 يورو، وفقا لملف فضيحة وضع من قبل نائب رئيس الوزراء السابق في عام 2012.
وتلفت الصحيفة إلى تقرير في صحيفة التيليغراف يشير كاتبه إلى أنه في بلد يحاول فيه 20 مليون شخص تلبية أساسيات الحياة بصعوبة، يعيش رئيسهم حياة مترفة، ومتعة في السفر.
وتشير صحيفة التيليغراف إلى امتلاكه أيضا، ثلاث طوابق بالقرب من ساراتوف، على نهر الفولغا جنوب شرق موسكو، حيث الثريات ألمانية والأثاث إيطالي، كما يضم غرفة بلياردو، وحديقة الشتاء، وحوض سباحة وساونا.”
وتختم المجلة بقولها: “ربما نحن لن نعرف”، مضيفة أنه “خلافا لدونالد ترامب، وقلل بوتين علنا صافي ثروته”، وقال لوكالة بلومبيرغ: “هذا لغو فقط، هراء، لا شيء يدعو للمناقشة”.