اعتمد أحد الأحزاب السياسية التي تخوض الانتخابات للكنيست الـ19 في إسرائيل، والتي ستجري يوم 22 يناير/كانون الثاني الجاري، بث دعايات انتخابية ذات طابع إباحي وصل حد تعري إحدى المشاركات بصورة تامة تقريباً، بذريعة أنه لا طريقة أخرى للفت نظر الناخبين وإيصال الرسالة إليهم، بحسب القائمين على الحزب، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة في إسرائيل.
ويصر حزب “كالكالا” الذي يعرّف نفسه بأنه حزب اقتصادي على صحة اختياره لدعايته الانتخابية في ظل استباحة الحكومة للاقتصاد وقيامها بتعرية الناس اقتصادياً، وفق ما تمت كتابته على جسد الفتاة التي تظهر في الدعاية التلفزيونية: “الدولة تقوم بتعريتنا، فهل كان يجب أن نصل إلى مثل هذا الوضع لكي تصغوا لنا؟ نحن حزب سيهتم بألا تقوم الدولة بتعريتكم“.
وعلى ضوء الانتقادات اللاذعة، التي لقيتها هذه الدعاية من جهات عديدة، على رأسها منظمات نسائية اعتبرتها متاجرة بجسد المرأة واستغلالاً سافراً له، تم إلغاء الدعاية وعدم بثها مجدداً في القنوات التلفزيونية، لكن الحزب لم يبتعد كثيراً في دعايته التالية التي أظهرت الفتاة تتصرف بشهوانية أيضاً في مشاهد مختلفة، ما يعني ضرب الانتقادات عرض الحائط والاستمرار في نفس النهج الإباحي في مخاطبة الناخب الإسرائيلي.
ويقوم مؤسسو الحزب من خلال توجهاتهم للجمهور وحديثهم مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، ومن خلال صفحتهم على “فيسبوك” بتبرير اختيارهم هذا بقولهم: “إننا نريد أن يتم الإصغاء لنا، وللأسف في واقعنا اليوم لن يستمع أحد إلينا إذا لم نتعمد الاستفزاز. لدينا طرح جدي ومهم للقضايا الاقتصادية، لكن ليس هناك من يسمعنا ولا من يمنحنا منصة لإيصال رسالتنا، ولذلك لا مناص من اتباع طريقة يمكنها أن تثير ضجة كبيرة”.
وترى الممثلة التي أدت الأدوار في دعايات الحزب أن “الناس أحبونا ووصلنا إليهم. من دون دعاية استفزازية لا يمكن أن يصل صوت الأحزاب الصغيرة في إسرائيل”.
أما رئيسة الحزب، يوليا شمالوف، فأعربت عن استهجانها للانتقادات التي وجهتها المنظمات النسائية للدعاية قائلة: “أنا لا أفهم حساسية هذه المنظمات من الدعاية التي لا تستهدف النساء، ولكنها تبث رسالة واضحة بأن العبء الاقتصادي يعمل على تعرية مواطني الدولة، وبدل الصراخ والاهتمام بالقشور أنصح هذه المنظمات بالعمل من أجل المساواة بين الجنسين”.