يبدو أن أولى إنجازات رحلة أوباما إلى الشرق الأوسط كانت تحسين العلاقات السياسية بين حليفتيها الأهم في المنطقة تركيا وإسرائيل، حيث شارك أوباما في اتصال استمر 30 دقيقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء التركي طيب أوردغان، اعتذر فيه نتنياهو على قتل القوات الإسرائيلية تسعة أتراك كانوا على متن باخرة “مافي مرمرة” التي انطلقت من تركيا باتجاه غزة قبل حوالي ثلاث سنوات في تحد للحصار البحري الإسرائيلي على غزة.
ومقابل ذلك، قبل أردوغان الاعتذار، وتم الاتفاق معا على إعادة سفيري البلدين.
نتنياهو وعد أيضا بدفع التعويضات المادية لعائلات الضحايا واعترف بالأخطاء العملية التي حدثت خلال الحادثة، وتشير التقارير إلى أن تركيا قالت إنها ستلغي الدعاوي القانونية ضد القوات الإسرائيلية، وكانت القضية قد أدت إلى سحب تركيا لسفيرها من إسرائيل.
وأصدر البيت الأبيض بيانا مباشرة بعد المكالمة، وقال إن إعادة العلاقات مهم جدا من أجل السلام والأمن في المنطقة، ووصف مسؤول أمريكي رفيع المستوى الاتصال “بالخطوة الأولى” لإعادة العلاقات بين البلدين، وقال إن أوباما ونتنياهو قد تحدثا عن القضية خلال نقاشاتهما هذا الأسبوع. وتمت المكالمة في المطار قبل أن ينطلق أوباما إلى الأردن آخر محطة في زيارته للمنطقة.
ومن غير الواضح بعد إن كان أردوغان قد اعتذر بدوره لنتنياهو عقب وصفه الصهيونية “بالجريمة ضد الإنسانية” المشابهة للفاشية أو معاداة السامية. وكان أردوغان قد طالب إسرائيل بالاعتذار، ودفع التعويض ورفع الحصار عن غزة، ويبدو أنه حصل على اثنين من هذه الطلبات.
وفي وقت سابق، أعلن مسؤول أمريكي كبير على متن الطائرة الرئاسية الأمريكية “أير فورس وان” الجمعة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذر لنظيره التركي رجب طيب أردوغان عن الهجوم الإسرائيلي على سفن كانت تنقل مساعدات إلى قطاع غزة عام 2010 ما أدى إلى مقتل تسعة أتراك.
وقال المسؤول نفسه في إشارة إلى نتنياهو خلال تحادث الأخير هاتفياً مع نظيره التركي “بالنيابة عن الإسرائيليين، اعتذر عن أي وفاة سببتها هذه الأخطاء العملانية”، مضيفاً أن “رئيس الوزراء أردوغان قبل الاعتذار باسم تركيا”.