اتضح أن اثنين من قتلى الطائرة الماليزية المنكوبة في أوكرانيا، وكتبت عنهما “العربية.نت” وغيرها من وسائل الإعلام قبل يومين، بأنهما لبنانيا الأصل من أستراليا، هما في الحقيقة من أصل مصري، لا لبناني.
خبرهما ورد في بيان أصدرته السبت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية التي اطلعت على لائحة مفصلة بالركاب، وراجعت سفارة وقنصلية لبنان في أستراليا بعد انتشار خبر يفيد بمقتل الزوجين الأستراليين ألبرت وماري رزق، فتبين لها أنهما يحملان الجنسيتين الأسترالية والمصرية فقط، لا اللبنانية.
لكن الوزارة ما زالت تعمل مع كافة سفاراتها وقنصلياتها في الدول التي فقدت مواطنين لها في الحادثة التي أودت بحياة 298 شخصا للتأكد من عدم وجود أي لبناني الأصل بينهم، برغم صدور أحدث لائحة أمس عن الخطوط الماليزية بأسماء الركاب وجنسياتهم، ومنها يتضح، بحسب مراجعة “العربية.نت” للأسماء فيها، أن رزق وزوجته هما الوحيدان الحاملين، من غير الماليزيين، لاسم عائلة توحي بأصلها العربي.
لولا التأخر بالوصول إلى المطار
وكانت صحف أسترالية ذكرت أن رزق وزوجته، وهما في أواخر الخمسينات من العمر وأبوان لابنين، كانا في طريق العودة الى أستراليا بعد عطلة شهر أمضياها في دول أوروبية، ولأن عائلة رزق لبنانية إجمالا، ولأن في أستراليا أكثر من 400 ألف لبناني بين مغترب ومتحدر، فقد ظن الكثيرون أنهما من أصل لبناني، علما أن عائلة رزق المصرية قد تكون من بين عائلات كثيرة هاجرت من لبنان الى مصر في أوائل القرن الماضي بشكل خاص.
ومما روته صحف أسترالية عن ألبرت رزق وزوجته أنهما كانا عائدين عبر شركة طيران مختلفة، لكنهما تأخرا بالوصول قبل موعد إقلاع طائرتها من مطار أمستردام الخميس الماضي، ووجدا أن طائرة “الماليزية” ستقلع في اليوم نفسه، فحجزا عليها بسبب ارتباط رزق الناشط في حقل العقارات بموعد عمل في مدينة ملبورن، حيث يقيم مع زوجته وابنيه جيمس وفانيسا في مدينة بجوارها اسمها Sunbury بأستراليا، وهكذا استدرجتهما الصدفة المأساوية الى مصيرهما المحتوم.
جولة في “فيسبوكين” متناقضبن
ولا معلومات إضافية عن ألبرت رزق، الناشط أيضا في الحقل الرياضي عبر عضويته في نادي “سنبوري” المحلي بكرة القدم، سوى أن زملاءه في شركة لبيع وشراء العقارات يعمل فيها مديرا بالمدينة، رثوه في صفحاتهم الخاصة بموقع “فيسبوك” التواصلي، ذاكرين إنجازات حققها وجوائز نالها، علما أن له صفحة في الموقع زارتها “العربية.نت” ووجدت أنه غير ناشط فيها منذ عامين تقريبا، لكنه وضع فيها بأن له من عائلته شقيق في “فيسبوك” اسمه فيكتور.
وأكثر ما يؤكد جنسية رزق المصرية هي صفحة شقيقه في “فيسبوك” التي بدأها في أكتوبر الماضي، بحسب ما وجدت “العربية.نت” حين تجولت فيها اليوم الأحد، وفي هذا الوقت القصير ملأها بأكثر من 90 صورة، بعضها عن الإسكندرية ومعظمها عائلي في أستراليا، لكن ليس بينها أي واحدة تضم شقيقه القتيل.
ولا وضع فيكتور في خانة “العائلة” بصفحته “الفيسبوكية” أن له أخا في الموقع اسمه ألبرت، بل فقط ابنه دانيال، مع فتاة اسمها ريتا أليكس، تقيم في لندن وتعرف العربية كفيكتور وابنه المقيم مثله في ملبورن. لكن القتيل ألبرت بين أكثر من 300 صديق في صفحة أخيه، وغالبيتهم أقباط مصريون، معظمهم يقيم في أستراليا، وقلة في الاسكندرية بشكل خاص.