(CNN)– بينما كانوا يقفون قرب خط نهاية ماراثون بوسطن، يهتفون لمتسابقيهم المفضلين، ويشجعونهم على حصد أحد المراكز الأولى في واحد من أشهر سباقات العالم، ووسط أجواء مفعمة بالحياة، قطع دوي انفجارين هائلين أصوات المشجعين، الذين سقط العشرات منهم على الأرض بين قتيل وجريح.
وخلف الانفجاران، اللذان لم تُعرف، حتى اللحظة، الجهة التي تقف ورائهما، ثلاثة قتلى على الأقل، بحسب تقديرات السلطات الأمريكية، جميعهم كانوا لا يزالون في مقتبل أعمارهم، بالإضافة إلى جرح ما يزيد على 183 آخرين، فقد 13 منهم أحد أطرافهم، فيما يسابق آخرون الزمن للنجاة من الإصابات الخطيرة التي لحقت بهم.
وتستعرض CNN هنا لمحات عن القتلى الثلاثة الذين سقطوا نتيجة الهجوم “المفاجئ”، الذي وقع دون سابق إنذار أو تحذير:
كريستل كامبل، 29 سنة، من “أرلينغتون” بولاية ماساشوستس:
“لقد كانت الأفضل”.. هكذا وصفتها أمها باتي كامبل، بينما كانت تغالب دموعها أمام الصحفيين، وتابعت بقولها: “لا يمكنك أن تتمنى ابنة أفضل”، مشيرةً إلى أن الأسرة مازالت تعاني أثار صدمة فقدانها، وقالت: “لقد أحبها الجميع.”
وأضافت الأم “الثكلى”، أثناء محاولتها قراءة بيان صدر عن الأسرة، فيما كان ابنها بيلي يتشبث بذراعها الأيسر: “لقد كان لديها قلب من ذهب، كانت الابتسامة تعلو وجهها دائماً.”
أما جدتها ليليان كامبل، فقالت لـCNN، إن كريستل كانت نوعاً خاصاً من الأشخاص الذين تمت تنشئتهم على مفهوم الصداقة العميقة، وأضافت: “لقد كانت تشعر بسعادة بالغة، كانت عادةً ما تحب الخروج، كما كانت تستمع بعملها.”
وأشارت جدتها إلى أنها كانت معتادة على الذهاب لمشاهدة ماراثون بوسطن سنوياً، منذ أن كانت طفلة صغيرة، وعادةً ما كانت تحب أن تكون موجودة قرب خط نهاية السباق.
كما أصدر أحد مطاعم المأكولات البحرية في بوسطن، والذي عملت به كامبل لفترة من الوقت، بياناً على صفحته بموقع “فيسبوك”، ذكر فيها أنها كانت “امرأة رائعة”، تحظى بحب الجميع.
مارتن ريتشارد، 8 سنوات، من “دورشستر”، ماساشوستس:
مثل العديد من الأطفال، كان مارتن يحرص على تشجيع فريق “بوسطن ريد سوكس”، وأخبر جاره، بيل فوري، CNN بأنه “كان يرتدي قميص داستن بيدوريا (الظهير الثاني لريد سوكس)، أثناء توجهه إلى المدرسة الأسبوع الماضي.”
وأضاف أن مارتن كان رياضياً مذهلاً أيضاُ، كما أنه كان طالباً نبيهاً جداً، وكان عادةً ما يمد يد المساعدة لزملائه الذين قد يجدون صعوبة في أداء واجباتهم، مضيفاً أنه “كان طفلاً هادئاً، حنوناً جداً.. كان شخص يتمتع بالقيادة.”
ونعت مدرسة “نيبرهود هاوس تشارتر” تلميذها مارتن، وذكرت في بيان لها إنه “كان لامعاً، مليء بالحيوية والطاقة، طفل صغير لديه أحلام كبيرة وآمال عريضة تتعلق بمستقبله.. لقد انكسرت قلوبنا بخسارته.”
كما أصدر والده ويليام ريتشارد بياناً، دعا فيه إلى “مواصلة الدعاء من أجل أسرتي، بينما نتذكر مارتن”، حيث مازالت والدته وشقيقته يخضعان للعلاج من الإصابات الخطيرة التي لحقت بهما نتيجة التفجيرات.
طالبة صينية بجامعة بوسطن رفضت أسرتها إعلان اسمها:
بينما لم يتم إعلان اسم الضحية الثالثة، فقد عرفتها جامعة بوسطن بأنها كانت إحدى طالبات السنة النهائية بها، وذكرت أنها تحمل الجنسية الصينية.
وقالت الجامعة، في بيان على موقعها الإلكتروني، إن “الطالبة كانت واحدة من ثلاثة أصدقاء كانوا يشاهدون السباق قرب خط النهاية”، وذكرت أن طالباً آخر أصيب نتيجة التفجيرات، بينما خرج الثالث من الهجوم سالماً.
وفي وقت لاحق، أكدت القنصلية الصينية في نيويورك أن إحدى ضحايا تفجيرات بوسطن طالبة صينية، وامتنعت القنصلية عن ذكر اسم الضحية، وقالت إن ذلك يأتي استجابة لطلب من أسرتها.