النهار – لم يصل الفنان عصام بريدي الى المكان الذي قصده، فشبح الموت كان ينتظره على الطريق. في منطقة الدورة كان اللقاء، فاجأ عصام بقسوة، تلاعب بسيارته، قذفه منها ورمى بها من على الجسر.
الخبر صدم اللبنانيين ومحبّي الممثل صاحب الضحكة التي لا تفارق وجهه الوسيم، وتساءل الجميع هل أخطأ بريدي وتصرّف بشكل استفزّ “الشبح” فكلّفته المغامرة حياته؟ ام ان الشبح كان ناصبًا كمينًا على جسر كثرت الاعتراضات على تصميمه “المخيف” وسط ظلام دامس يسيطر على المكان بعد منتصف كلّ ليلة تقريبًا؟
لا توجد تحقيقات علمية في لبنان يتمّ من خلالها إعادة رسم حوادث السير لمعرفة ان كان السبب وراء حدوثها له علاقة بهندسة الطرق أو بخطأ بشري أو الاثنين معاً.
وفي ما يتعلق بالحادث الذي أدى الى وفاة عصام بريدي، قال امين سر اليازا المتخصّص بإدارة السلامة المرورية كامل ابرهيم “يمكن الحديث عن عوامل متداخلة، من سرعة غير ملائمة للظروف المناخية التي كانت سائدة، فقد تكون السرعة المسموح بها على طريق ما 100 كلم في الظروف العادية لكن في طقس ماطر يجب تخفيض السرعة الى النصف تقريباً. لذلك أقول قد يكون عصام يقود حسب السرعة المسموح بها في ظل الظروف العادية، وليس التي كانت موجودة خلال وقوع الحادث”، وأضاف “كما قد يكون هناك سلوك خاطئ من خلال ارسال رسائل على الهاتف كما ذكرت بعض وسائل الاعلام، او قد يكون غلبه النعاس للحظة ما، ويبقى عدم استعماله حزام الأمان السبب الرئيسي لانتهاء الحادث بطريقة مأساوية، حيث ارتطم دولاب السيارة بالحافة ما أدى الى دورانها وفتح باب عصام، الذي خرج منه فارتطم على الارض، وكانت قوة الضربة على الرأس فحصل نزيف ادى الى وفاته على الفور، كما تعرّض لكسور في يديه ورجليه. اما السيارة فوقعت من فوق الجسر على بعد 15 مترًا من مكان اصطدامها بالحافة”.
ليس فقط الخطأ البشري كان السبب وراء حادث بريدي، حيث شرح ابرهيم ان “امكانية عدم وجود انارة وما يحدّد مداخل جسر الدورة بشكل واضح؛ عوامل قد تكون اجتمعت مع العوامل البشرية وكانت النتيجة ارتطام دولاب سيارة بريدي بالحافة وحصول السيناريو الدراماتيكي”. واضاف “ان البيئة المتسامحة للطرق كانت من الممكن ان تمنع وقوع السيارة من على الجسر، لذلك المعالجة العلمية الجديدة لحوادث السير تقوم على مبدأ اساسي يسمّى النظام الآمن، والذي يرتكز على تقبل الخطأ البشري وتأمين سلامة أعلى على الطرق وفي المركبات لتخفيف الأذى الذي ينتج عن الحوادث”.
من جانبه لفت خبير حوادث السير غسان جرمانوس في اتصال مع” النهار” انه “بالتأكيد هناك سرعة عالية كي يصل الحادث الى هذه الدرجة من المأساوية، كما أنه لا يجب ان ننسى ان طرقات لبنان بحاجة الى تأهيل حيث نشهد انزلاقات وانهيارات والمزيد من الحفر عند بداية كل فصل شتاء، اضف الى ذلك ان لا احد يعرف اين تبدأ واين تنتهي الجسور لعدم إضاءة أطرافها”.
أقرأ أيضا: