كشف الإعلام الأمريكي النقاب عن أول تفاصيل قضية العثور على جثتي شقيقتين سعوديتين مربوطتين معًا وغارقتين في “نهر هدسون” بنيويورك، مشيرة إلى أن الشرطة ليست لديها إجابات شافية عن جميع ملابسات الحادث.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن شخصًا كان يتجول في حديقة “ريفرسايد” بعد ظهر الأربعاء الماضي على ضفة النهر إذ لاحظ شيئًا بارزًا على الضفة واستدعى الشرطة في الحال.
وتحت أسفل رصيف صغير بارز بالحديقة الكائنة في شارع 68، كانت ترقد جثتا شابتين مربوطتين ببعضهما بشريط لاصق من منطقتي الخصر والكاحلين.
وقالت الشرطة إن الجثتين لم تظلا في الماء لفترة طويلة، وكانتا مرتديتين سروالي جينز أسود متماثلين وسترتين سوداوين مع فراء، فيما لم يكن جسداهما يحملان علامات واضحة لتعرضهما لصدمة نتيجة الارتطام.
واجهت الشرطة في البداية مشكلة في التعرف على الفتاتين، وبعد يوم من العثور عليهما ظهرت بعض العلامات التي تؤكد أوجه تشابه مدهشة بينهما حيث نفس الشعر المجعد الداكن، ونفس القوام، ونفس لون الجلد.
وفي يوم الجمعة، علم المحققون أن الشقيقتين من المملكة العربية السعودية وتعيشان في “فيرفاكس” بولاية فرجينيا.
روتانا فارع 22 سنة، وتالا فارع 16 سنة، كان لديهما تاريخ من الاختفاء، وطلبتا مؤخرًا اللجوء إلى الولايات المتحدة، وفقًا لما ذكرته الشرطة.
لكن بعيدًا عن ذلك، ظلت ظروف وفاتهما غامضة، إذ كافح المحققون لتجميع كيف وصلت شابتان من مدينة تبعد أكثر من 250 ميلًا بطول ضفة نهر هدسون في مانهاتن.
وتحقق الشرطة في احتمال اتفاق الشقيقتين على الانتحار، وربط نفسيهما معًا ثم القفز في النهر، لكن المحققين لم يستبعدوا أن يكون الحادث جريمة قتل، وبينما لم يحدد مكتب الفحص الطبي سبب الوفاة بعد، لم يدعِ أحد معرفته بالجثث.
من جانبه، قال ديرموت ف. شيا، رئيس المباحث، في تصريحات خاصة يوم الخميس: “لا نعرف أين وقعت الجريمة لدينا مأساة مروعة بالتأكيد”.
في البداية، رجّحت الشرطة أن الفتاتين ربما قفزتا من جسر جورج واشنطن، إذ إن الأشخاص الذين يقفزون من الجسر غالبًا ما ينتهي بهم المطاف في ريفرسايد بارك، لكن المحققين قالوا إن جثتي الفتاتين كانتا ستعانيان من علامات الصدمة بعد سقوطهما من هذا الارتفاع، بالإضافة إلى أنه كان عليهما القفز خلال النهار، وفي هذه الحالة كان أي قائد سيارة سيشاهدهما.
وقال أحد المسؤولين عن فرض القانون، طالبًا عدم الكشف عن هويته لأن التحقيقات مازالت جارية: “نبحث حاليًا عن نقطة دخولهما إلى المياه، ونتحرى جانبي النهر”. ولا يزال من غير الواضح أين كانت الشقيقتان تقيمان قبل وفاتهما.
ومن جانبها، رفضت شرطة مقاطعة فيرفاكس تقديم أي معلومات حول حياتهما في فرجينيا، مستشهدة بقانون حظر مشاركة أي معلومات تساعد في التعرف على ضحية جريمة تحت سن 18 عامًا.
فيما ذكرت صحيفة “عرب نيوز”، وهي صحيفة سعودية تصدر بالإنجليزية، أن روتانا فاريا كانت تعيش في نيويورك، بينما ظلت أمها وشقيقتها الصغرى في ولاية فرجينيا.
وقالت الصحيفة إن الأم كانت أبلغت بأن تالا مفقودة منذ شهرين، ثم أوقفت جهود البحث عندما اكتشفت أن الفتاة كانت تزور أختها الكبرى، وقالت “عرب نيوز” إن الشقيقتان كانتا على اتصال مع أمهما قبل نحو أسبوع.
وذكرت شرطة نيويورك أن الأم التي لم يكشف عن هويتها أبلغت عن ابنتيها في العام الماضي، وقالت الشرطة إنه عندما رصدت الفتاتان، طلبتا الحماية وتم وضعهما في ملجأ.
في وقت سابق من هذا العام، كانت روتانا فاريا تعيش في شقة بالطابق الخامس في مجمع فاخر بالقرب من مركز تجاري في “فيرفاكس كورنر” بولاية فرجينيا، وهو حي ضواحي يقع على بعد 30 دقيقة بالسيارة من واشنطن، وفقًا لأقوال وكيل تأجير عقاري هناك، فيما انتقلت السيدة فارع من المكان في تموز/ يوليو الماضي.
وفي أواخر آب/ أغسطس الماضي، وصل بلاغ لسلطات مقاطعة فيرفاكس بشأن فقدان تالا فاريا مرة أخرى، ومن ثم وزعت السلطات منشورًا على الإنترنت يفيد بأن تالا مفقودة.
وبحسب المنشور فإنها ربما تكون مع شقيقتها روتانا، وذكرت الشرطة في نيويورك في تشرين الأول/ أكتوبر الجاري أن شخصًا ما أبلغ عن وجود الشقيقتين المفقودتين في فرجينيا.
كما تلقت الأم مكالمة من سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن لإبلاغها بأن ابنتيها تقدمتا بطلب لجوء، حسبما ذكرت الشرطة.