تحول قسم من طائرة ركاب لبنانية إلى ما يشبه “حلبة ملاكمة” وهي متجهة على ارتفاع 35 ألفا من الأقدام من بيروت إلى لندن، حين دخل راكبان لبنانيان في خناقة من نوع هدد سلامتها يوم الأربعاء الماضي، فاضطر قائد الطائرة التابعة لشركة “طيران الشرق الأوسط” المعروفة باسم Middle Eastern Airlines انجليزياً، إلى الهبوط بها اضطرارياً بمطار اسطنبول لفض المشكل.
أحد ركابها “كان قريباً متر واحد تقريباً” من حيث بدأ اللكم والضرب، فصور الجزء الأخير من “المعركة” بكاميرا هاتفه الجوال، وجعل مما التقط فيديو “يوتيوبي” الطراز، ظهر أمس الجمعة، وبسرعة وصل صداه مرفقاً بمئات من التعليقات انتشرت في مواقع التواصل، ومنها لركاب كانوا على متن الطائرة، ومما كتبوه تم الإلمام إلى حد ما بما حصل.
ضاقت بلاد الثمانين ألف صاروخ بأهلها واللاجئين إليها
نسمع نسوة يصرخن فجأة في بداية الفيديو، حين انقض راكب في زاوية من الطائرة على آخر أكبر منه سناً، وراح يمعن بخصمه لكماً وضرباً بشكل خاص على فروة رأسه، وسريعاً تدخل أفراد من طاقم الطائرة مع ركاب آخرين لمنع الأصغر سناً من الاستمرار بما كان فيه أثناء الرحلة التي بدأت إقلاعاً من “مطار رفيق الحريري الدولي” ببيروت، وانتهت متأخرة بالوصول إلى لندن بعد الهبوط الاضطراري في اسطنبول.
نلاحظ أن الشاب المتعارك انهال بضربات عدة من قبضته على رأس الأكبر سناً، وحشره في الزاوية، فتراجع المضروب إلى الخلف حين أبعدوه، فيما راحت مضيفة تصرخ به بعد أن وجدته يعاند ويرغب في العودة إلى قتال شرس لم يستمر سوى دقائق معدودات، إلا أن خبره طوى العالم، مرفقاً أمس واليوم السبت بالفيديو.
بالتأكيد حدث تلاسن بين الراكبين لسبب ما، ثم تلا التلاسن نوع من التحدي وما شابه، وبدوره انتهى التحدي بانقضاض واحد على الآخر، إلا أن التعليقات في مواقع التواصل عبرت عبر الخناقة عن واقع الحال على الأرض في لبنان، وأحدهم كتب تغريدة “تويترية” قال فيها إن بلاد الثمانين ألف صاروخ ضاقت بأهلها واللاجئين إليها، ولم يعد من مجال للتقاتل الداخلي إلا في الجو.
وقبل انتشار الفيديو أمس، أشار عدد من وسائل الإعلام اللبنانية إلى الخناقة، وأن سببها إعجاب المسافر “ز.أ.ش” بمضيفة، إلى درجة أنه قام بطلبات عدة منها، فأحضرت إليه ما طلب “إلا أنه تشاجر معها فجأة وضربها”، مضيفة أن راكبين دافعا عنها واشتبكا معه، وفي هذا الوقت علم قائد الطائرة بما يحصل فأغلق باب قيادتها، ووسط الهرج والمرج والصراخ طلب الهبوط الاضطراري، فهبطت طائرة “الميدل ايست” بمطار اسطنبول وطوقتها الشرطة التي صعد أفراد منها إليها واعتقلوا “زأ.ش” وأنزلوه مقيداً، وبعد 3 ساعات أقلعت الطائرة من دونه إلى لندن.