غياب المساعدات العربية والإسلامية الرسمية والشعبية إزاء الشعب المنكوب في هايتي فضيحة مطبقة بكل معنى الكلمة. معظم الحكومات العربية مقصر بشكل مدهش، والأثرياء العرب في العالم العربي والخارج الذي ينفقون الملايين على مناسبات ومشتريات تافهة يغيبون، والمنظمات الخيرية وغير الحكومية العربية بالكاد تُرى في هذه المناسبات. حتى الإعلام العربي، المكتوب والمتلفز، لم يعطِ هذه الكارثة وما زال لا يعطيها الاهتمام الكافي الذي من الممكن أن يرفع من حساسيات الرأي العام ويعزز الشعور بالتضامن الإنساني. فبعد التغطية «الإخبارية» العاجلة لحدث الزلزال في الأيام الأولى سرعان ما توارت أخباره وأخبار المآسي التي أنتجها.
صرنا نقرأ عن «احتلال» هايتي من قبل الولايات المتحدة عبر القوات العسكرية التي أرسلت الى هناك لحماية المطار وتسهيل المساعدات وتوفير الأمن، أكثر مما نقرأ ونعرف عن مئات الألوف من المنكوبين الذين ينامون في العراء. كثير من المعلقين العرب أبدى حرصاً على «سيادة هايتي» من الهايتيين أنفسهم وحكومتهم التي استنجدت بأميركا ودول العالم لمساعدتها في الحفاظ على الحد الأدنى من تسيير الدولة المنهارة مع الزلزال.
بعض «تعليقات القراء» في بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية تثير الغثيان، حيث تعيد علينا ما كنا سمعناه أيام كارثة تسونامي عام 2005 من أن زلزال هايتي هو «عقاب من الله» ضد هذا البلد الفقير وشعبه بسبب فسقه ومجونه. عقلنا الديني المريض بالعقاب والثواب أُقفل على تفكير آلي سقيم لم تعد للمشاعر الإنسانية فيه أي مكانة. لكن هذه الفضيحة المخجلة ليست سوى حلقة مما يمكن وصفه بزمن الفضيحة العربي الذي نحياه، رسمياً وشعبياً، ونخبوياً، بلا استثناء.
حتى كتابة هذه السطور لا تظهر في قوائم الدول التي قدمت مساعدات لهايتي بعد كارثة الزلزال أي دولة عربية يزيد ما قدمته من مساعدات على مليون دولار. «الولايات المتحدة الإمبريالية» تتصدر القائمة بـ 133 مليون دولار تتبعها كندا برقم مقارب ثم البنك الدولي بمئة مليون دولار، يليه الاتحاد الأوروبي (45 مليون دولار) ثم بريطانيا وفرنسا بمساعدات متقاربة في حدود 30 مليون دولار. من الدول العربية والإسلامية، وعلى الأقل في القائمة المحدثة المنشورة على موقع صحيفة «الغارديان» البريطانية، هناك الكويت والمغرب وإندونيسيا وكل منها تبرع بمليون دولار. إسرائيل قدمت مستشفى ميدانياً ومئة وخمسين طبيباً مرافقاً.
المثير في القائمة، حتى الآن، هو غياب أصحاب الحناجر الصادحة بـ «مناهضة الإمبريالية». فشافيز الثوري المناضل الذي أشبع القارة الأميركية اللاتينية كلاماً ضد أميركا لم يدفع بفنزويلا لتكون في قائمة الدول التي قدمت مساعدات، وكي يثبت بالفعل لا بالشعار حقيقة التضامن اللاتيني. كل ما قدمته فنزويلا لا يتعدى مساعدات عينية أقرب إلى الرمزية وتبدو وكأنها لرفع العتب لا أكثر. كوبا أيضاً لم تختلف في محدودية مساعدتها عن فنزويلا، واقتصرت مساعدتها على إرسال 30 طبيباً. ينطبق الشيء نفسه على المساعدات الإيرانية الرمزية التي لا نعرف كيف يريد عبرها أحمدي نجاد مواجهة الغطرسة الأميركية في كل العالم! تخلّف أصحاب الحناجر الثورية ينافسه تخلّف أصحاب الحناجر الدينية، المسيحية والإسلامية على حد سواء.
فحتى هذه اللحظة يتساءل كثيرون عن تلكؤ الفاتيكان المُتخم بالثروات عن إظهار اهتمام حقيقي بموت ما يقارب مئتي ألف إنسان، وتقديم مساعدة ملموسة تساهم في تخفيف تشرد نصف مليون، وسقوط كامل السكان في قبضة التشرد والجوع والأمراض وغياب الأمن. المنظمات الخيرية الإسلامية تغيب هي الأخرى في مثل هذه الكوارث وبشكل أكثر فضائحية. ففيما عدا مساهمات رمزية جداً من منظمات خيرية وأخرى شبه حكومية في الكويت والإمارات وقطر والأردن ولبنان فإن البلاغة الدعوية والتبشيرية عند هذه المنظمات تتوقف عند حدود مساعدة المسلمين فقط. كأن هذه المنظمات تستجيب لآلام المسلمين فقط. غير المسلمين لا تستحق آلامهم أية استجابة! كل ما سبق يتجمع مرة ثانية في وجهنا مذكراً إيانا بأنه كلما ارتفعت حدة الرطانة والبلاغة التبشيرية والثورية تضاءل الفعل الحقيقي، فالصراخ هو التعويض الأكثر وفرة عن غياب الفعل.
سيقول كثيرون إن المساعدات الأميركية والغربية لهايتي وقبلها لأندونيسيا في كارثة تسونامي وفي أية كارثة طبيعية ليست بريئة، بل هي محملة بالأهداف السياسية والمصالح. وهذا ربما كان صحيحاً لا سيما في الجزء الخاص بالمساعدات الرسمية الحكومية. لكن مع ذلك فإن هناك ملاحظتين عن هذا التحفظ. الأولى تقول إن هذا ليس اكتشافاً جديداً، فالدول تحرص على نفوذها وعلى تقوية وجودها وسياساتها في كل مكان وفي كل ظرف.
وعوض أن يرتاح الناقدون لمنطق نقدهم هذا فإن عليهم الدفاع عن نفوذهم وسياستهم والمنافسة للحفاظ على مواقعهم الدولية حتى عبر المساعدات الإنسانية، إن كان هذا الأمر يستفزهم حقاً. وفي حالة هايتي مثلاً فإننا نُدهش عند التأمل في قائمة الدول المتبرعة ونرى قيمة ما قدمته أو تنوي تقديمه تلك الدول، حيث نلحظ غياب الصين شبه التام عن القائمة، وبهتان الحضور الروسي حيث تبرعت موسكو بمبلغ مخجل هو أقل من مليون دولار، ثم أتبعته بإرسال مئة وثلاثين عامل إغاثة ومستشفى متنقل ربما بعد الانتقادات التي وُجهت لها. إذا كان هذا هو دور بكين وموسكو في الاستجابة للكوارث العالمية، وللعب دور دولي ينافس الولايات المتحدة، كما يأمل الكثيرون منا، فليس علينا أن نتوقع الكثير على صعيد «بروز عالم متعدد القطبية».
أما الملاحظة الثانية فهي باتجاه مختلف، ذلك انه إن كانت بعض الدول والجهات تقدم تلك المساعدات لأغراض سياسية فعلاً وليس بهدف الغوث الإنساني البريء، فلماذا لا يقدم الناقدون النموذج البديل ويقومون بتقديم التبرعات والمساعدة من دون أجندات سياسية حتى ندرك أن نقدهم حقيقي فعلاً وليس تبريراً للقعود وتسويغاً للتقصير؟
أزيد على ما سبق، هناك من يجادل الآن بأن المساعدات العربية يجب أن توجه إلى غزة وأهلها المحاصرين من كل الجهات، عوض أن تذهب إلى هايتي. وثمة مقالات انتقدت مساعدات حفظ ماء الوجه الرمزية التي أرسلت إلى هناك، بدعوى أن الأوْلى إرسالها إلى غزة. وهذا أيضاً منطق سقيم يفتعل الأفضليات ويقابلها إزاء بعضها بعضاً، عوض أن يقر بها جميعاً ويتمترس بالمنطق الإنساني كجوهر لرؤية الأشياء والكوارث. كارثة حصار غزة والدور العربي في ديمومتها فضيحة مخجلة هي الأخرى، ومعاناة مئات الألوف من الغزيين تحت الحصار الإسرائيلي والغربي إدانة سوداء في وجه الرسمية العربية على وجه التحديد.
والسعار الإسرائيلي الوحشي الذي رأيناه في الحرب ضد غزة العام الماضي توج الحصار الظالم وفاقم من معاناة الفلسطينين هناك. لكن تضامننا مع ذلك كله يجب أن لا يستنفد حسّنا التضامني مع الكوارث التي يتعرض لها البشر الآخرون، خاصة عندما تفوق كارثتهم كوارثنا بأشواط. مقارنة الأرقام تقول لنا إن هناك أكثر من مئة وثلاثين قتيلاً أبادهم زلزال هايتي مقابل كل فلسطيني سقط في حرب غزة. وهناك أكثر من مئتي بيت دمرها الزلزال مقابل كل بيت دمره الإسرائيليون في غزة، وهكذا.
ليس القصد هنا التقليل مما يعانيه أهل غزة على الإطلاق، لكن المقصود هو أن نفتح عيوننا على كوارث ومآسي الآخرين وأن لا نقع في نرجسية مريضة تتلذذ بلعب دور الضحية، وهي النرجسية التي نراها عند أبشع صور تطرف اليمين الصهيوني الذي يتاجر بصناعة «الهولوكوست» ويريد حصر مفهوم الضحية عند المعاناة اليهودية و «حرمان» الآخرين من أن يكونوا «ضحايا» بحسب ما يتعرضون له.
ما ترمي إليه هذه السطور ليس جلد الذات، بل المساهمة في دفع من يعنيهم الأمر الى المبادرة لتصحيح ما لا زال بالإمكان تصحيحه، خاصة أن توابع الكارثة تتناسل كل يوم أمام ناظرينا.
خالد الحروب
من المفروض ان مكون اول من يساعد ويقدم العون ليعرف العالم بدينا الحنيف ولكن للأسف عندنا حكام لا يهمهم الدين ……. وإسلاماه لا حبا لمن تنادي
للاسف مافي احد واعي يشوف الناس المساكين المحتاجه
لاحول ولاقوة الا بالله
صوره مؤثره
اكبر مبلغ تم التبرع به هو من الولايات المتحدة الامريكية…….
وهذا طبعا ذكاء،وهم يعلمون(امريكا)ان هذه المبالغ المدفوعة ستعود لهم بارباح طائلة…اما نحن العرب (الكل داير على حل شعره)…لا احد يفكر بالمستقبل…
يا أخي تطالب العرب أن يتبرعوا لسكان هايتي التي تبعد عنا آلاف الكيلومترات ، وهذا واجب انساني وأخلاقي لا خلاف فيه ،، لكن كان الأولى بهم ان يتبرعوا الى من هم من لحمهم ودمهم ،، الى من هم بجانبهم يشكون التشرد والجوع والفقر ،، الى اطفال غزة ،، الى غزة التي دمرها الحقد ،،، وحتى الآن لا يعرف العرب كيف يعيدون اعمارها ،، أليس ذلك أولى لهم ،،، وأتفق مع صاحب المقال ،، ان أثرياء العرب للأسف اموالهم تصرف على المطربين والمطربات ،،
والله حرقت قلوبنا على أهل غزة يلي ناطرين تنفيذ حكم الإعدام بهم عمت قلوبنا عن نكبة هاييتي,,,,!! يلي صاير بهاييتي نكبة زلزال بس يلي صاير بفلسطين وعم يصير وراح يصير بغزة من صنع أيدينا كيف بدنا نساعد المنكوبيين وماعم يطلع بأيدينا شئ لإنقاذ أهل وأطفال غزة حتى لما بدنا نحكي ونعبر عن رأينا ونصرخ بصوت عالي لكل العالم يسمعنا عم يوقفوا بوجوهنا وعم يقولوا لنا لاتحكوا ولاتعلقوا وكأن المشكلة لاتخص سوى أطفال غزة والله يلي عم يصير وراح يصير بغزة راح ندفعه ثمنه غالي مو بس بالآخرة بالدني كمان وشوفوا يلي صاير بهاييتي وأتعظوا خافوا الله ياأمة الإسلام ياأمة حبيبنا المصطفى خافوا الله وهبوا لنجدة غزة من حرب إبادة قادمة
نعيب زماننا والعيب فينا طب ما كل شخص يتبرع بالى يقدر علية بدل ما نقعد ناكل ونشرب فى بيوتنا ونتفرج ونقول المفروض فلان يعمل وفلان يسوى كل واحد يشوف نفسة يقدر يتبرع باية ويتبرع بية مش دة يكون احسن
بلادنا العربيه اولى بالمساعدات.وبخلنا عليها !!!!!!!!!!!!!!!!!
when palistine get help from our country then i allow u to talk about the help for haiti . the way how this subject is write u can tell it’s not from an arab sources .
فضائح حكام العرب نهر أمازون لاينتهي ..
لكنهم يستمتعون بتلك الفضائح ..
ويتلذذون بطعم الخيانة .
هل تعني جميع الحكام العرب يا أخ قيسون ؟ حتى حكام سوريا أيضا ؟؟؟ أراك لم تستثني أحدا من حكام العرب في تعليقك ..!!!! هل هم خائنون ايضا مثل غيرهم كما تقول ،،،، الالفاظ سعد كما يقول اخواننا في مصر ….
أخ توب ..
حين نتكلم عن اللذين يتلذذون بطعم الخيانة انت تعرفهم ..
وهناك رجال يتلذذون بطعم المقاومة وأنت تعرف سوريا أحدهم ..
أستغرب تعليقك ليس كما تعودناه ؟!!!!!!
في هذه الحالة حبيبي قاسيون التحديد مهم ، لاننا لا نستطيع وضع الجميع في نفس السلة وأنتم كمفكر احترم رأيه يعلم ذلك جيدا …فاذا لم نستطع التحديد خوفا من حذف التعليق فعلى الاقل نقول ( بعضهم ) ،،، الست معي في ذلك أيها الصديق ؟…
أؤيدك الرأي أخي العزيز .. شكراً لملاحظتك .
بارك الله فيك وفي رأيك الراجح دائما ،،،
أخى ميمو
اوجزت فانجزت
فانك قلت ما اود ان اقوله
نعيب زماننا والعيب فينا وليس لزماننا عيب سوانا
الدول العربية مصابة بزلزال بقياس 10على سلم رشتر فهم لم يستطيع مساعدة انفسهم فكيف يساعدون هايتي.
و عليهم أخذ المزيد من الدروس و يستوعبوا كيف يجب التعامل مع هذا العالم الذي يعيشون فيه
الحكام العرب شغلتهم أموالهم و بنوهم. كان من المفروض أن تكون الدول المنتجة للبترول في طليعة المتبرعين, لكن مع الأسف… فهذا منهمك في تشييد جدار و ذاك يبني أبراجا تنطح عنان السماء, و الآخر يرمم ملعبا في بريطانيا و يمول مشاريع ماجنة, و فيهم من يدفع مبالغ خيالية للاعبين عقولهم في أقدامهم, و هكذا…موتي يا غزة…و يا هايتي لك أمريكا
لماذا فضيحة ؟؟؟
يساعدون اولا شعوبهم والشعوب الشقيقة وغزة الجريحة وبعدها يروحوا لهــايتي اللي ولله الحمد عندها من يدعمها ويقف لجانبها الدور والباقي على الدول العربية والاسلامية فموريتانيا لم ينظر اليها اي حاكم عربي او يساعدها او يعمل معها علاقات حتى راحت عملت تطبيع مع اسرائيل لتساعدها حينذاك نطقت الدول العربية واعربت عن استيائها مع انها في حرب غزة الاخيرة اوقفت التطبيع
لن نتكلم عن الصومال وغيرها من الدول
وكما يقولون النبي عليه الصلاة والسلام وصى على سابع جار
اذا كانوا قد تركوا الجيران رايحين يروحوا للبعيد؟؟؟؟
بإختصار يااخوان هل ماتقدمه أمريكا واسرائيل من مساعدات للعرب والمسلمين يجعلنا ندخل في مثل هذا النقاش ونشعر بالخزي والعار لاننا لم نساعدهم؟؟ ماذا قدمو للعرب ولبلادهم غير المصائب والكوارث