مترو دبي يستعدّ للإنطلاق بافتتاح مراحله الأولى

في إطار إستراتيجيّة التعمير اللا محدودة التي تشهدها دبي، والتي خطّط لها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي قبل عدّة أعوام، يستعدّ لافتتاح المرحلة الأولى من مشروع مترو دبي في التاسع من الشهر الجاري، حيث ستضمّ تلك المرحلة افتتاح عشر محطات رئيسة على أن يتمّ افتتاح باقي المحطات في فبراير/شباط المقبل.

وتفصيلاً، أكّد مطر الطاير، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات في دبي، على أنّ التكلفة الإجماليّة لخطَّي مترو دبي الأحمر والأخضر بلغت 28 مليار درهم إماراتي، وأنّ المشروع تمّ إنجازه في فترة قياسيّة لم تتجاوز الأربع سنوات، بعدما قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتدشين الأعمال الإنشائيّة ووضع حجر الأساس للمشروع في 21/3/ 2006.

ولكون هذا المشروع من المشاريع المهمّة التي تعدّ بمثابة نقلة حضاريّة على مستوى مشاريع النّقل العام في دبي، حرصت الهيئة على التأكّد من سلامة جميع الأنظمة المتعلقة بالمشروع وتجربتها بصورة مرحليّة، حيث تمّ الالتزام بتنفيذ أعلى معايير السلامة العالمية والاستعانة بمؤسّسات دوليّة لتقويم تلك المعايير في جميع مراحل المشروع، كما تمّ استخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال صناعة القطارات، وتوفير جميع وسائل الأمان والراحة التي بلغت حدّ الرفاهيّة.

لذلك تقرّر في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري أن يتمّ تشغيل 10 محطات رئيسة من أصل 29 محطّة سيتمّ افتتاحها لاحقًا بصورة مرحليّة، أمّا المحطّات التي سيتمّ افتتاحها فهي محطّات الخط الأحمر التي تتمثل في محطة الراشدية والمبنى رقم 3 والمطار وسيتي سنتر والاتحاد والجافلية والرقة وخالد بن الوليد ومول الإمارات والمركز المالي ونخيل هاربور آند تاور.

وأوضح الطاير أنّ مترو دبي سيتمّ تشغيله وفق زمن تقاطر يبلغ 10 دقائق لكلّ قطار، بمعدّل ستة قطارات في الساعة الواحدة، وبطاقة استيعابية تقدّر بنحو 3 آلاف و858 راكبًا في الساعة في كلّ اتّجاه، مشيرًا إلى أنّه يتوقّع أن يصل حجم الطلب على الخط الأحمر 3500 راكب في الساعة في كلّ اتّجاه، لافتًا إلى أنّ وقت تقاطر فتح الأبواب الزجاجيّة للمترو من 25 ثانية إلى 90 ثانية حسب الازدحام في المحطّة.

واستعرض الطاير المعايير التي على أساسها تمّ اختيار المحطّات العشر التي سيتمّ تشغيلها والتي تمثّلت في توافر الكثافة السكانية والأنشطة التجاريّة في المناطق المجاورة للمحطّات وكذلك عدد الهيئات والمصالح الحكوميّة القريبة من كلّ محطّة، إضافة إلى ارتباط المحطّة بمواقف المركبات المتعدّدة الطوابق، وارتباط المحطة بوسائل المواصلات الأخرى.

وأكّد أنه عند وضع تعرفة التنقل، تمّت مراعاة أن تكون في متناول الجميع، حيث تبلغ تكلفة الرحلة من منطقة الراشدية حتى جبل علي خمسة دراهم وثمانين فلسًا.

وأشار إلى أنّ سبب تأجيل افتتاح بعض المحطات على الرّغم من الانتهاء من تجهيزها تمامًا يرجع إلى الأعمال الإنشائيّة للمشاريع الخدماتيّة لبعض المحطات كمحطة جبل علي ومحطّة مول دبي حيث تعذّر الافتتاح بسبب الأعمال الإنشائيّة حول تلك المحطات.

وأوضح أنّ ارتفاع التكلفة الإنشائيّة للمشروع خلافًا لما هو مقرّر منذ بداية الإنشاء ترجع لعدّة أسباب منها اختلاف أسعار السوق على مدى السنوات الماضية إلى جانب زيادة طول الخط الأحمر من النهدة إلى شارع الإمارات بطول 5, 4 كيلومترات ليصل إلى الجداف وبناء محطتين إضافيتين، إضافة إلى بناء محطّات إضافيّة ومرآب على الخط الأحمر وتغيير تصميم جسور المشآة عند كلّ محطّة والتغييرات التجميلية والتكميلية داخل المحطات، غير أن الطاير توقّع أن تبلغ إيرادات المترو ما بين 16 إلى 17 مليار درهم خلال العشر سنوات المقبلة، الأمر الذي يغطّي 50 في المئة من تكلفته، حيث استطاعت الهيئة جلب 8, 4 مليارات من مشروع بيع حقوق التسمية وإعلانات المترو.

وأضاف أنّه سيتمّ تشغيل محطّات المترو خلال شهر رمضان المبارك من السبت إلى الخميس من الساعة السادسة صباحًا وحتى الثانية عشرة منتصف الليل، ويوم الجمعة من الساعة الثانية بعد الظهر وحتى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، أمّا بعد شهر رمضان فسيتمّ تشغيله من السبت إلى الخميس من الساعة السادسة صباحًا وحتى الحادية عشرة ليلاً، ويوم الجمعة من الساعة الثانية بعد الظهر وحتّى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل.

موضحًا أنّه تمّ الاتّفاق مع شركة “سركو” البريطانيّة لتشغيل وصيانة مترو دبي لمدّة عشرة أعوام. وتتطلّع الهيئة خلال الخمسة أعوام الأولى إلى توطين الوظائف بنسبة تتراوح بين 30 و50 في المئة، حيث تتطلّب عمليّة تشغيل وصيانة المترو بخطّيه الأحمر والأخضر عددًا لا يقلّ على 3200 موظف، 50 في المئة منهم من الوظائف الإشرافيّة.

من جهة أخرى، قال عيسى عبد الرحمن الدوسري، المدير التنفيذي لمؤسّسة المواصلات العامّة في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، إنّ المؤسّسة أطلقت 17 خطًّا جديدًا للحافلات العامّة ستغطّي عددًا من المناطق في الإمارة، وتعمل على تغذية خطوط المترو، وإنّ الخطوط سيتمّ تخصيصها لمحطّات مترو الراشدية ومركز دبي المالي ومول الإمارات ونخيل هاربر آند تاور في منطقة مرسى دبي، وستمرّ الحافلات في عدد من مناطق الإمارة، الأمر الذي سيساهم في سيولة الحركة المرورية داخل دبي من خلال جهاز نقل يتميّز بالسرعة والسلاسة والفاعليّة.