ًًًًًً كتب / محمد عبد السيد
كثيرا ما يخرج من ارض الياسمين والجمال نفائس وجواهر في كافة المجالات الفنية والثقافية والادبية والتراثية وتنثر ريحها الذكي في البلدان حولها وتجعل المدينة الخلابة تفيض بأغلي شيئ تجود به تونس وهو الادب والشعر التراث المتفرد والجميل ….
سوسة (المحروسة) وهو الاسم الذي استعمله المسلمون، و المرجّح أنه من أصل أمازيغي لمدينة سوسة التونسية … ًًًًً سوسة مدينة ساحلية نشيطة ثقافيا على مر العصور ومراكز الثقافة فيها في العصور الإسلامية هي: الكتاتيب وهي المؤسسات التعليمية الأولى ودورها تحفيظ القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية والفقهية. المسجد الكبير في قلب المدينة ووقع تأسيسه منذ القرن الثاني الهجري وبناه الأغالبة وبقي منارة تعليمية بارزة يقدم إليه الطلاب من كامل بلاد المغرب والأندلس. المساجد الصغيرة ومنها مسجد أبو فتاتة وهو أقدم مسجد بمدينة سوسة أسس في العهد الأغلبي. الرباطات وهي عبارة عن أماكن للعبادة ومراقبة السواحل خوفا من إغارة البيزنطيين على السواحل الإسلامية وتتباعد الرباطات بحوالي 5 كيلومترات عن بعضها البعض وتنتشر على طول سواحل بلاد المغرب. وكانت الرباطات تعج بالعلماء والعباد من الرجال وكانوا يداومون على قراءة القرآن والحديث النبوي ويكثرون من التنفل ويضيفون إلى ذلك مراقبة الشواطئ ليلا نهارا. ويتكثف الحضور إلى هذه الأماكن في شهر رمضان. وقد زالت هذه الرباطات في العهد الفاطمي. المدارس وهي مؤسسة حادثة في الحضارة العربية الإسلامية تطورت بعد القرن الخامس للهجرة/الحادي عشر الميلادي
أما في الفترة المعاصرة فقد اكتسبت سوسة من تجربتها الدفينة على المستوى الحضاري والمعرفي لتنجب العديد من الكتاب و الشعراء بالإضافة إلى العديد من الجمعيات الثقافية التي تحرص على تركيز وتفعيل العمل الثقافي – المعرفي وتشريك كل الأفراد فيه وكل المؤسسات.. وقد شهدت مدينة سوسة وانطلاقا من سنة 2009 نشوء نوع جديد منن الحراك الثقافي حملته حركة نشيد على عاتقها لتحاول إرساء نهج جديد للعمل الثقافي يقوم أساسا على ركيزتي السلام والمحبّة الذان إن صُقلا بالمعرفة أنجبا جيلا من الحكماء والإنسانيين.
“لمياء عمر عياد” اسمها الادبي جمع اسمها واسم اباها عمر واسم عائلة زوجها عياد.(.زوجها الذي له الفضل الكبير في نجاح مسيرتها فكان المدون لكتاباتها و الميسر لتنقلاتها ماديا ومعنويا )
ولدت لمياء وترعرعت في جوهرة الساحل التونسي مدينة سوسة انقطعت عن التعليم لزواجها المبكر و تفرغت للبيت وللاولاد ومع ذالك لم تترك الكتابة والقراءة.. والتعلم.. والتعمق في كل ما تتامله. مع اوجاع (الغربة) التي كانت تعيشها بعيدا عن سوسة والاهل والبحر والاصدقاء
حتى بدات تستشعر بطاقة رهيبة فيها ،اصبح ماتكتبه ليس خواطرا بل يتعدى السرد العادي وانه شعر.. ونثر …هذا بشهادة اكاديميين في مجال الادب و الشعر من اصدقائها…حين كانت تلاقيهم على شبكة التواصل او في ملتقيات ادبية …
ومنها انطلقت رسميا تحرق الحرف رملا فينصهر فتنفخ فيه من روحها فتتشكل القصيدة..طبعا كانت تستمع للتوجيهات والنصائح وتتعلم ولازالت..
اصدرت لها مجموعة شعرية” احبك جدا” طبعت في مصر عن دار الصرح للنشر والتوزيع بالقاهرة
ومجموعة شعرية ثانية “شذرات االحنين” مترجمة للفارسية ترجمة د.جمال نصاري عن دار هارمونتيك للنشر والتوزيع بايران
لمياء هي التي تعشق السفر جدا خصوصي للجنوب التونسي ..وايضا تعشق الامسيات الشعرية المميزة الاي تضيف لها وللساحة . ايضا تعشق المحاضرات العلمية الادبية . عضوة في عديد من الجمعيات في تونس ومنتسبة رسميا في جمعيات عربية ثقافية
تعشق تظاهرة اكتشف بلادك التي لم تتخلف عليها والتي تعلمت منها الكثير الكثير وتعتبر من مؤسسيها .
كما حضرت العديد من المهرجانات الوطنية والدولية سافرت الجزائر والمغرب واروع مافي هذه السفرات انها كانت بدعوات خاصة لها … كتشريف وكتأثيث دون وفد او مجموعة مصاحبة ….
الجزائر الحبيبة سافرت لها عدة مرات ولكن ليس كهذه السفرة التي لن تنساها ابدا
قسنطينة: دعوة من جامعة الامير عبد القادر كان لها الشرف ان تفتتح برنامج عاصمة الثقافة 2015 في قاعة ابن باديس وقد شعرت بالخوف الشديد رغم ثقتها بحرفها ..ولان القصائد بعيدة عن الرومانسية وهي التي تلقب “بشاعرة الرجل” .. وامام جمهور اكاديمي كان من البديهي الخوف والرعشة ،لكن الحمد لله كانت الامسية ناجحة وراقية جدا وكان الاعلام بانواعه موجود وهذا ماشهد به .. كما كانت الرحلة الى المغرب من اروع المحطات التي لن تنساها ايضا: كوكبة من الاصدقاء المثقفين ولحظات من السعادة في جمال بلد عظيم كالمغرب.
لمياء عمر عياد امراة تحمل الكثير من الحزن والتخوف من المستقبل …علمتها الحياة ان تعالج الامور بالصمت حين لا ينفع الكلام وان تجعل الحرف وسيلة راقية فتخفي فيها صرخاتها المدوية امام واقع اليم تعيشه الشعوب وبالاخص الدول العربية..
لمياء تعرضت لكثير من الخيبات من القريب قبل البعيد ..لهذا تعلمت ان لا تصنف الاصدقاء وان تعامل كل من حولها بالانسانية فقط… لايهمها الايديوليجيات التي يتعاملون بها بعض المثقفين ..كما انها تستغرب خلو المشاعر من بعض الشعراء المحيطين بها …تعلمت ان لا تسرع الخطى الى الشهرة والبروز.. فقط تكون لها بصمة وعمق في هذه الخطى وان كانت بطيئة ….ان لا تستسلم للمجاملات وتجعلها ترتفع سرابا نحو القمة ..فقط ان تتعلم وتجتهد وترضي قناعاتها .
قابلت رجالا ونساء سيكونون في سطور مذكراتها من اروع واجمل الارواح الذي قابلتهم وتعلمت منهم …كذالك تعلمت ان الحياة ليست مُرّة …بل نحن من يصنع مذاقها، لهذا لم ولن تندم على شيء هي فعلته على اقتناع وللاسف لم يكن كما اعتقدت …
من اهم احلامها الشخصية ان تكون من ابرز شعراء النثر في الوطن العربي وتحلم ان يمتدد العمر لها حتى ترى الاقصى محررا