راجح الخوري – النهار اللبنانية

حجبت نيران العدوان الاسرائيلي على سوريا الانظار عن ركام جثث المجزرة الاخيرة التي كان النظام قد ارتكبها قبل ساعات في حق المدنيين، لكنها كشفت زيف كل ما قيل ويقال عن دور “سوريا الممانعة والمقاومة”، وليس واضحاً هنا كيف كان احساس الذين ذهبوا للقتال الى جانب النظام عندما استمعوا الى المواقف والتصريحات المدمرة معنوياً اكثر من الدمار الذي احدثته قنابل العدو :
1- عندما يقول الوزير علي حيدر تعليقاً على العدوان “إن الهدنة [ الهدنة ؟] مع العدو قد سقطت وإن بيان حكومتنا رداً عليه بشع وضعيف ولا يرقى الى حجم الهجوم”، فبماذا يحس مثلاً المقاتلون من “الحرس الثوري الايراني” ومن “حزب الله” ومن “عصائب اهل الحق” العراقيين الذين يدعمون نظاماً تبين انه يرتبط بهدنة مع العدو الاسرائيلي، وان بقاءه سيمثل بقاء لهذه الهدنة. أوَلم تعلن اسرئيل انها ابلغته ان الغارات لا ترمي الى اضعافه في مواجهة المعارضة ؟
2 – عندما يعلن النظام كالعادة انه سيرد على العدوان لكنه سيختار [ يختار؟] الوقت المناسب، وان “الرد قد لا يحصل على الفور لأن اسرائيل في حال تأهب”، ويواصل فوراً غاراته بالطيران والصواريخ على المدن السورية، فبماذا يحس هؤلاء وخصوصاً ان “الوقت المناسب” للرد على تاريخ من الاعتداءات المماثلة لم يحن او بالاحرى لم يناسب منذ اربعين عاماً، بينما كان من المناسب والمؤلم حتى الصميم ان تختلط دماء السوريين المهدورة بنيران النظام والعدو في وقت واحد … فيا للمرارة !
3 – وبماذا يحس هؤلاء المقاتلون عندما يعرفون ان ايران سارعت مباشرة بعد العدوان الى دعوة النظام الى التصرف بحكمة [ بحكمة؟]، وليس واضحاً ابداً معنى الحكمة هنا، وخصوصاً ان المرشد علي خامنئي والسيد حسن نصرالله كانا قد اكدا قبل يومين التصميم على منع سقوط هذا النظام. فهل هذا المنع يقتصر على مساعدته في ضرب المعارضة ودعوته الى التحلي بالحكمة في مواجهة العدوان الذي سارع الى اعتباره دليلاً على ان الثورة ضده انما هي مؤامرة اسرائيلية؟!
4 – عندما يقول النظام إنه سمح [سمح؟] للفلسطينيين بالقيام بأعمال ضد اسرائيل، ألا يعني هذا انه لم يكن مسموحاً لهم إلا السهر على حماية اسرائيل؟ ثم من أين سيصل الفلسطينيون الى الجولان والنظام يقصفهم في مخيم اليرموك وغيره بالطيران ومدافع الميدان… هل من جنوب لبنان وحده، يا للسخرية ؟!
5 – وعندما يؤكد وليد المعلم لموسكو حق سوريا بالرد، فيرد سيرغي لافروف محذراً من تطورات خطيرة وانه اجرى “اتصالات لوقف التدهور”، ربما لتأمين ظروف نجاح زيارة نتنياهو الذي قصف وسافر باطمئنان الى الصين فروسيا … ماذا يكون احساس الجميع؟!

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *