أقبض على الظلام وكبله ، ثم زج به في سجن جدرانه من نور ، وانظر إليه كيف يتعذب .
خُذ نفساً عميقاً وأحبسه حتى يعترف لك أنه تسرب إلى صدرك ليدبر تفجيراً .
إستمع لأصابعك وهي تتشابك على صدرك أثناء النوم ، فهي تدبر مؤامرة كي تغدر بعنقك .
حاول أن تتجاهل خطوات أقدامك ، واتبع الكذاب حتى باب الدار ، ستتصل معها إلى الحقيقة التي تخفيها عنك .
انظر بإحدى عينيك واغمض الأخرى ، ثم قارن بين أقوالهما .
إحدى أذنيك سمعت كلاما لم تقصد سماعه ، ارحمها فهي غضروف صغير يساعدك في رفع نظارتك !.
عزيزي الحاكم .
إن كل شيء حولك يعمل ضدك ، حتى أنفاسك ، فأحذر أن تثق بقلبك ، فقد تكون نبضاته مجرد تمويه يبقيك حياً وأنت ميت منذ أمد طويل .
تأكد أن الناس تراك في موكب فَخم ومحفل عظيم ، وأنت لا تهتم إن كان منظرك كألظل وراء جنودك وحاشيتك ، فأنت أكبر من أن تحتويك أعينهم الصغيرة والتافهة ، أنت ظلام يكتسح كل الأمكنة ويغطيها حال غياب الشمس . تلك التي تشرق كل يوم لتذكر الناس بأن مازال لديهم أمل جديد بحياة سعيدة ، لماذا لا تحاول الصعود إليها سيدي الرئيس .
لن تحرقك .
جرب ؟
خذ صاروخا واصعد إليها .
هناك شيء يشع منها ويمنح الناس الدفء .
ليس النور بالطبع ، لأنك متأكد من أثر النار الحراري على أجساد شعبك .
هناك شئ يبعث السعادة في لون أشعتها .
لعله مُخدر يتم صنعه بأيادي مخلوقات تعيش في بؤرة الشمس ، انصحك سيدي أن تصعد إلى هناك بكل حاشيتك ورجالك لتتأكد ، فهذا الأمر خطير جدا ، ولعل أحدهم يصدق يوماً ويعتقد أن شمس يومه تدعوه لثورة على التعاسة ، أو تحمسه لخيانة الفقر والجوع .
اصعد سيدي .
ومد يديك إلى الشمس وصافحها إن لم تستطع اطفائها .
واعقد معها معاهدة سلام
وفكر في التطبيع .
لتشرق علينا متى أردت .
وتغرب عنا في قصرك .
ولكن تذكر : “الجراثيم تموت عندما تتعرض للشمس ” حقيقية علمية ..