هذا المقال بقلم سلمان الأنصاري، وهو كاتب سعودي متخصص في الاتصال السياسي والاستراتيجي:
القضاء على داعش بات هاجساً لدى معظم الدول الإقليمية والعظمى في العالم وكثرت التنبؤات والمبالغات بخصوص المدة الزمنية المطلوبة لتحقيق ذلك. أفواه الكثير من خبراء السياسة والإعلام مازالت مفتوحة إندهاشاً من سرعة توغل داعش في أجزاء كبيرة من دولتين ملتهبتين بالاقتتال العقائدي والطائفي.
داعش لم تستخدم صواريخ نووية أو عابرة قارات أو أسلحة كيماوية أو حتى الى ترسانة ثقيلة في بدايتها. بل حتى لم تستخدم قوة عسكرية مفرطة على الإطلاق كما يتصور البعض. التكتيكات العسكرية المتخذة أيضاً لم تستحق الانبهار. تنظيم داعش وصل الى ما وصل اليه بسبب قوته الناعمة والتي كانت أقوى بكثير من قوتهم “الخشنة” فقد أحسنوا توظيف الإعلام الجديد في تثبيت صورة وحشية لامعقولة لكمية الرعب القادرين على زراعتة في وجدان الجميع ، وجعلوا القرى والمدن تستسلم قبل وصولهم إليها. استخدموا وسائل التواصل الإجتماعي ليبعثوا رسائل لمن يتعاطف معهم من الشباب وهذة الرسائل المغلفة بالدماء تبث روح العزة المزيفة والتمكين الإلهي. معسكرات داعش الإلكترونية كانت أقوى وأشد من جميع معسكراتهم العسكرية.
إن كان الإعلام التقليدي يسمى بالسلطة الرابعة فالإعلام الجديد وبالأخص التفاعلي أصبح تقريباً في مرحلة نزاع على مركز السلطة الأولى. هناك حتماً قصور إعلامي ملحوظ في مواجهة هذة الموجة التطرفية الأعنف والتي أخذت منحى الهيمنة والسيطرة المطلقة على أهدافها بدلاً من هجمات وتفجيرات عبثية تعودنا عليها من قبل الجماعات المتطرفة الأخرى كالقاعدة. الانتصار ودحض هذه العصابة حتماً ليس بالسهل ولكن أيضاً ليس صعباً جداً كما يتصوره الكثيرون. هذا الانتصار سيتم إذا تمت مواجهة أسلحة داعش الإعلامية الموجهه بأسلحة إعلامية أقوى. الحملة العسكرية حتماً ضرورية لتضييق الخناق على المتطرفين ومنعهم من التوسع ولكن الحملة الإعلامية المنظمة تعتبر أكثر فعالية على المدى البعيد. فما لم تستوعبه معظم دول التحالف هو أن الحروب الإعلامية لا يتم الإنتصار عليها إلا بحروب إعلامية مضادة وذات كفائة عالية في إستخدام أذكى الممارسات الإعلامية التفاعلية. فمعظم حملات دول التحالف الإعلامية السابقة كانت تركز على مدى وحشية ممارسات داعش وكأنهم يحاولون أن يثبتوا للعالم الحر بأن هذه العصابة هي الشر المطلق وهي حتما كذلك ولكن لم يدر في خلدهم ان هذا يصب في مصلحة هذه العصابة التي نجحت في توجيه وتوظيف وسائلها ووسائل الإعلام العالمية في خدمة أهدافها المتمركزة حول نشر ثقافة الرعب والخوف من كيانهم الناشيء.
وبحكم اختصاصي في مجال الاتصال السياسي والاستراتيجي أرى أشد الحملات الإعلامية تأثيراً على الخصوم هي الحملات المبنية على (السخرية والتسخيف). حينما يتم تسخيف القدرات والإمكانيات والتوجهات لدى الخصوم العسكرية الناشئة كداعش فذلك سيؤدي إلى بث روح تفاؤلية كبيرة على من يواجههم على الأرض وستعمل أيضاً على زعزعة الثقة المفرطة لدى هذه الجماعة. تفكك الخلايا الداعشية من قيادات وأفراد لن يتم بلا خلخلة إعلامية شاملة لإنجازاتهم الوقتية والوهمية. الفيلسوف الفرنسي “فولتير” قال بأنه لم يدع ربه في حياته إلا دعوة واحدة وتمت إستجابتها وهي أنه دعى على أعدائه بأن يكونوا سخفاء !
قالوا الكفار عن خير الخلق محمد ان عبد الله انه ساحر و شاعر مجنون
وجنود الدولة الاسلامية ليسوا بأفضل منه صلى الله عليه وسلم
فليسخروا و ليسخفوا متى شاؤوا وكيفما شاؤوا فالايام بيننا دول
الغرب لا يترك شيء للصدفة ولا يعتمد على ذكاء فرد هنا. مؤسسات ستراتيجيه ضخمه لديها خطط ودراسات لعشرات السنين والدواعش مطايه تركب فترا وبعدها يتم الاستغناء عنها مثل القاعدة