عبد الباري عطوان – القدس العربي
فجّر لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي قنبلة من العيار الثقيل عندما كشف عن موافقة الحكومة الجزائرية على السماح للطائرات الحربية الفرنسية، التي تشن غارات على مواقع الجماعات الاسلامية الجهادية المسلحة في شمالي مالي، بعبور المجال الجوي الجزائري بكل حرية ودون اي شروط.
السلطات الجزائرية التزمت الصمت المطبق ولم تصدر اي بيانات رسمية توضح الأمر من جانبها، وتشرح موقفها الجديد تجاه التدخل الفرنسي العسكري السافر في دولة اسلامية لها حدود مشتركة معها، وتعتبر البوابة الخلفية الرخوة بالنسبة اليها.
السماح لطائرات حربية فرنسية بعبور الأجواء الجزائرية يعتبر في العرف السياسي مباركة لهذه المغامرة الفرنسية، المتمثلة في التدخل في صراع داخلي لدولة ذات سيادة، وثانيا المشاركة بصورة مباشرة في هذا الصراع.
المتحدثون باسم الحكومة الجزائرية اعربوا، وفي اكثر من مناسبة، عن معارضتهم لأي حل عسكري للأزمة في مالي، واصرّوا على ان الحل السلمي التـــــفاوضي هو الطريق الأمــــثل، ورفضوا طلبا امريكيا تقدمت به السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية بمشاركة قوات جزائرية في اي قوة افريقية او غربية لمكافحة الوجود الجهادي في شمالي مالي اثــــناء زيارتها للعاصمة الجزائرية قبل شـــهرين، وأشدنا في هــــذه الصحـــيفة بهذا الموقف الذي وصفناه بالحكمة والشجاعة، ولذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة يتعلق بالاسباب التي دفعت الحكومة الجزائرية الى تغيير موقفها، والوقوف في الخندق نفسه، او على حافته، مع الدولة التي استعمرت الجزائر لأكثر من مئة وثلاثين عاما.
‘ ‘ ‘
ما يجعلنا نطرح هذا السؤال هو نأي الجزائر بنفسها كليا عن تدخل اوسع لحلف الناتو بقيادة فرنسا في دولة عربية مجاورة هي ليبيا، التي تربطها، او بالاحرى زعيمها السابق معمر القذافي، علاقات تحالفية قوية مع قيادتها، حيث وقفت الجزائر على الحياد التام، وهو حياد كلّفها الكثير، فما هي المبررات التي جعلتها تتخلى عنه في حالة مالي؟
لا يمكن ان نتجاهل حقيقة اساسية وهي ان هناك مصلحة مشتركة بين الجزائر وفرنسا في شن حرب ضد الجماعات الجهادية في منطقة الساحل، على اعتبار ان هذه الجماعات لا تخفي استهدافها للسلطة الجزائرية، والعمل على زعزعة استقرارها لعلمانيتها اولا، ولتورطها في تصفية العديد من الجماعات الاسلامية وانصارها في ذروة الحرب الاهلية، التي اودت بحياة حوالى مئتي الف جزائري على مدى عشر سنوات، ولكن خطر هذه الجماعات الجهادية على الجزائر تراجع بشكل ملحوظ في السنوات الاخيرة، وتركز في منطقة الساحل، واقتصر على عمليات الخطف للسياح الاجانب، والفرنسيين خاصة.
الخطوة الجزائرية الرسمية بالوقوف الى جانب التدخل العسكري الفرنسي هذا، ضمنيا او علنيا، ربما تؤدي الى تزايد هذا الخطر، واتساع دائرته، واحياء جذوره داخل الجزائر نفسها من خلال تقديم الذرائع والمبررات لاستهداف النظام، واعادة التأكيد على اتهامات خفتت حدتها، بتعاونه مع الغرب الاستعماري.
واذا كانت السلطات الجزائرية تراهن على نجاح هذه المغامرة العسكرية الفرنسية في القيام بمهمة استئصال الجماعات الجهادية في منطقة الساحل، نيابة عنها ودول اخرى مثل النيجر وموريتانيا ونيجيريا وتشاد، فإن هذا الرهان محفوف بالصعوبات والمخاطر، ومحكوم بالفشل بالقياس الى معظم الحالات المشابهة، العراق وافغانستان على وجه الخصوص.
الحكومة الفرنسية اول من يدرك جيدا هذه الحقيقة، بدليل سحبها لقواتها مبكرا من افغانستان، ورفضها التدخل بكثافة في الحرب الامريكية في العراق، مضافا الى كل ذلك ان فبركتها الاسباب والذرائع للتدخل في ليبيا عسكريا ،مثلما قال سيلفيو برلسكوني رئيس وزراء ايطاليا السابق، لا يمكن ان يكون نموذجا ناجحا، فالنتائج الكارثية لتدخلها في ليبيا هي التي ادت الى تورطها الحالي في مالي.
‘ ‘ ‘
نشرح اكثر ونقول ان تنظيم ‘القــــاعدة’ لم يكن مـــوجودا في ليبيا قبل تدخل حلف الناتو، وحتى اذا وجد، فلم يكن بالقــوة الحالية العائدة بالدرجة الاولى الى حصوله على كميات مهولة من الاسلحة الحديثة والمتطورة، التي تركها النظام الليبي السابق في مخازنه لتتسرب الى معظم دول الجوار في مختلف الاتجاهات، ووصلت حتى سيناء وقطاع غزة، ناهيك عن منطقة الساحل الافريقي.
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ذكر بالأمس ان مهمة قواته الارضية (750 جنديا) والجوية ستستغرق اسبوعا او اسبوعين على الاكثر تنسحب بعدها، وتترك المهمة للقوات الافريقية، وهذا تنبؤ ربما يكون متفائلا اكثر من اللازم، فالتنبؤات الامريكية في فيتنام، وافغانستان والعراق، واخيرا سورية، كانت على الدرجة نفسها من التفاؤل، والنتائج باتت معروفة للجميع، وليس هناك اي داع لذكرها، او بالأحرى التذكير بها.
التدخل الفرنسي العسكري في مالي اثار عشا للدبابير، او للأفاعي السامة، قد تمتد لسعاتها الى معظم دول الجوار، علاوة على فرنسا نفسها، ولا نعتقد ان الرئيس هولاند سيجد النجدة التي لقيها سلفه فرانسوا ساركوزي في مغامرته الأكبر في ليبيا، فألمانيا متحفظة، وايطاليا لا تريد ان تعرف، وبريطانيا ارسلت طائرتين قاذفتين تعطلت احداهما في الطريق، وامريكا باراك اوباما وعدت بالمساعدة الاستخبارية، ولهذا السبب حطّ الرئيس الفرنسي الرّحال في دولة الامارات طالبا المساعدة ماليا وعسكريا، ولا نعرف ماذا كان الردّ.
فرنسا تدخلت حتى الآن ثلاث مرات للإفراج عن رهائنها في مالي والصومال، وفشلت، فهل ستنجح في تدخلها العسكري الحالي في مالي بمواجهة مجموعات جهادية ‘استنزفت’ امريكا في العراق وافغانستان، وقريبا في ليبيا وربما سورية؟
نترك الإجابة للأسابيع، او الشهور، او السنوات المقبلة.
Twitter:@abdelbariatwan
لا أعرف لما اعطاء هذا الموضوع اكبر من حجمه المغرب ايضا عطا لفرنسا الحق بالمرور من اجوائه لماذا التركيز على الجزائر ثانيا الجزائر لا يمكن ان تكون خارج النظام الدولى فهى عضوة في الامم المتحدة وملزمة بمساعدة دولة تنفذ قرارات للامم المتحدة بطلب من الدولة المعنية بالأمر وهى مالى التى طالبت بتدخل دول العالم لانقاذها حكومتها من السقوط على يد الجماعات المسلحة الانفصالية التى تقول انها تريد تطبيق الشريعة وايضا الجزائر لبت طلب رئيس وزراء ذلك البلد الذى زار الجزائر في اليومين السابقين الجزائر رأيها واضح ولن يتغير ومن قال لك يا عطوان ان الارهاب اوقف استهدافنا يا سيدى لولا خبرة المخابرات والجيش وقوى الامن وفطنته مع عقلية تلك الجماعات لما توقفت الانفجارات يوما في الجزائر فالامور لا تفهم بهذه البساطة …………….الجزائر
لست ادري اذا كانت الدول الاسلامية تحكم بالشريعة بالفعل او تدعي العمل بالشريعة ولكن نظريا ولا تطبقه الا بالعلاقات الاسرية اما فيما عدا ذلك فلا يطبق 0وهذا مما يشحع الاعداء على محاربة الدول او المحموعات التي تطالب بتطبيق الشريعة كامريكا وفرنسا واوروبا او ان هذه الدول بححة محاربة هذه المحموعات انما هي لاطماع في خيرات هذه الدول التي لم تحسن ادارة الدولة لاطماعها الخاصة وسوء ادارتها للدولة يعني ان من يحكم هذه الدول انما هم نتاح طلاب دنيا وليسوا بناء دول حرة تريد بناء شعب متعلم يعيش في وطن حر بعز وكرامة 0اي ان هذه الدول تريد العودة الى الاستعمار ولكن بطرق مختلفة حضارية كما تزعم يساعدها هذا الفصيل الذي تخرح من حامعاتها وباع دينه وكرامته بالمال والحاه ويا للاسف خسر الدنيا والاخرة 0
عبد الباري عطوان تحدث عن علمانية السلطة في الجزائر عن أي علمانية يتحدث نحن في الجزائر لا نعرف هذا المصطلح و لا نعترف به أصلا كلنا مسلمون هناك من يطبق تعاليم دينه و هناك من لا يطبق و لكن ليس لدرجة العلمانية فلا يوجد عندنا من مثلا لا يصوم رمضان مثلما يحدث في دول أخرى و مع أني ضد التدخل العسكري في مالي و لكن لا يجب اخفاء حقيقة أن حركة التوحيد و الجهاد قد تمادت كثيرا مع الجزائر التي كانت تريد حل الأمور بسلمية فلماذا تحتجز مثلا هذه الحركة دبلوماسيين جزائريين لا ذنب لهم منذ أكثر من 7 أشهر هؤلاء ليسوا اسلاميين بل هؤلاء تكفيريون أو بالأحرى مجرمون لا يمدون للاسلام بصلة و يجب دحرهم
وانا هذا كان احساسي من جهة هذا التنضيم الارهابي في دولة مالي
انا مقهورة فقط على الناس الي واقعين بين الارهابيين وبين الحكومة
وخاصة هذة الحرب التي لاتميز بين المدني او العسكري – تحرق الاخضر واليابس
وهذة العصابات الانفصالية ممتدة على حدود ليبيا والجزائر