كتب ابراهيم الامين في صحيفة الاخبار اللبنانية:
ليس أفضل من الغربيين في شرح ما يفكّر فيه أتباعهم من العرب. قبل أيام، ناقش دبلوماسي غربي بارز مع أحد زواره موقف العرب من التطورات الجديدة في سوريا، وسر الحملة المتصاعدة على حزب الله. وقال الدبلوماسي إنّ «مشاركة حزب الله أثمرت نجاحات كبيرة للنظام وجيشه، وتعاظُم دور حزب الله قد يساعد النظام على استرداد حلب وكل ريف دمشق ومناطق أخرى على الحدود مع تركيا ومع الأردن. وهذا أمرٌ خطير».
هذا الكلام يقوله أيضاً كل الخبراء والمعلّقين في الغرب وفي إسرائيل أيضاً، ومفاده واضح للغاية. ويضيف الدبلوماسي لزائره: «إذا كانت مشاركة حزب الله سوف تمنح النظام فرصة تحقيق نجاحات، يجب العمل على خطين: الأول في البحث عن وسائل تقوية المجموعات المسلحة، والثاني في إجبار حزب الله على التراجع، والحدّ من تورّطه في الحرب الدائرة في سوريا».
لكنّ الوقائع الإضافية تشير إلى أنّ «عدّة الشغل» لدى الغرب وأتباعه تفرض موجةَ تصعيدٍ جديدة في الحملة على حزب الله، والأساس، في رأي هؤلاء، يقوم على اعتبار المشاركة «تعبيراً عن حملة شيعيّة ضد أهل السنّة»، وبالتالي صار مفهوماً كلّ ما قيل ويقال وسوف يقال في هذا السياق، من الفتاوى والتحريض الديني، إلى تغذية العنف على خلفيّة مذهبيّة كما يحصل في العراق، ودفع المسلّحين في سوريا إلى ارتكاب فظاعات على هذه الخلفيّة أيضاً، كما حصل أمس في محافظة دير الزور ضد قرية شيعيّة.
لكنّ الأمر لا يستوي عند هذا الحد فقط، فكان لا بدّ من لجوء دول مجلس التعاون إلى خطوة أخرى. وقررت هذه الدول العمل على ضرب «اليد التي توجع»، والمقصود هنا تهديد اللبنانيين الشيعة على وجه الخصوص بقطع أرزاقهم، ومنعهم من العمل في دول مجلس التعاون بتهمة أنهم من أنصار حزب الله. وتأمل دول مجلس التعاون أن تؤدي هذه الخطوة إلى قيام حملة أهلية لبنانية شيعية ضاغطة على حزب الله لأجل إلزامه بخطوات تقود إلى انسحابه من الحرب السورية وتوقفه عن دعم النظام هناك.
كذلك تأمل دول مجلس التعاون أن تتحوّل هذه الخطوة إلى عنصر ضغط على الدولة اللبنانية عموماً (للمصادفة أنّ هذا التفكير يطابق التفكير الإسرائيلي في كل حروب إسرائيل ضد حزب الله في لبنان). وتأمل دول مجلس التعاون مع الدول الداعمة لها أن تقوم ثورة في لبنان ضد مشاركة حزب الله في القتال في سوريا…
حسناً، ما الذي سيحصل؟
بالطبع سوف يكون من الصعب توقُّع تغييرات في استراتيجية كبيرة جداً يخوض حزب الله قتاله في سوريا من ضمنها، وبالتالي فإن توقّع نتائج جديّة لهذه الضغوط هو مجرد وهم.
كذلك، سوف يكون من الصعب توقّع قيام ثورة شيعية في لبنان أو في العالم العربي تُلزم حزب الله بخطوة من هذا القبيل. ثم إنّ من الصعب توقّع شيء إضافي ـــ نوعي على الكلام الذي يقوله أقطاب وإعلام 14 آذار اللبناني والعربي ضد حزب الله.
لذلك، من المفيد أن تفكّر دول الخليج، ومن خلفها الولايات المتحدة، في طريقة أخرى لدعم المجموعات المسلّحة. لقد وفّروا كل الدعم الإعلامي والسياسي والأمني والمالي، وكذلك عمليات التسليح والتدريب، وأرسلوا كل ما يمكن من مقاتلين، ولم يبقَ عندهم إلّا خطوة واحدة: إرسال جيوشهم للقتال في سوريا… علّهم يفعلون ذلك مباشرة، وبسرعة ومن دون مواربة…
■ ■ ■
لي صديق سابق، مع الأسف أنّه صار سابقاً، لكنّه نافذ جداً في إحدى دول مجلس التعاون الخليجي، سبق أن حدّثني بعد شهور على اندلاع الأزمة السورية عن مخاوفه من دور لحزب الله دعماً للرئيس بشار الأسد. وأضاف أنّ خشيته تنطلق من كونه يرى في ما يحصل في البحرين أمراً مشبوهاً، وله بُعْد طائفي، ويتّصل بما تريده إيران من دول الخليج العربي.
أذكر جيداً، بل أحفظ رسالتي الجوابية له بأنّه يجب التنبّه أكثر إلى خلفيّات ما يجري في سوريا وفي البحرين، وقلت له ـــ عسى أن يكون محتفظاً بالرسالة ـــ إنّ المعارضة في البحرين تحتجّ لأنّها لا تحظى بدعم فعلي من «الشيعة العرب»، وإنّ إيران وحزب الله يمارسان الضغط على الأخيرين لمنعهم من القيام بأيّ تحرّك مُساند لأهل البحرين، وإن قيادات معارضة في المنطقة الشرقية في السعودية عبّروا هم أيضاً عن غضبهم لأنّهم «تُركوا لمصيرهم، ومُنعوا من دعم وعون إخوتهم في البحرين».
تواصَل النقاش بعدها لوقت قصير قبل أن ينقطع نهائياً، لكنْ في آخر حلقات التواصل، لفَتُّ انتباه الصديق السابق إلى أن على دول الخليج التنبّه إلى مخاطر السياسة المتّبعة في دعم تدمير سوريا، وفي التحريض على إيران وفي «المعاقبة الجماعية لشيعة الخليج وعلى خلفيّة مذهبيّة»، وأن طبيعة التاريخ تحتّم نفاد صبر مَن صبر طويلاً…
يومها غضب صديقي من كلامي هذا، وحوّره إلى «تهديد»، قائلاً لي: «إذا كان لي معزّة خاصّة عندك، وفي حال شعرت أن الأمور تتجه صوب تصعيد ما، أرجو لفت انتباهي حتى أهرب وعائلتي من هنا».
لم أُجبه في حينها، وانقطع التواصل نهائياً، لكنّني اليوم أقول له إنّ أصدقاءك في قيادة دول الخليج يعلنون الحرب الشاملة… فماذا تتوقّع؟
قدِّرْ من تلقاء نفسك، وتصرَّف!
أولا شكرًا لنورت لانها نشرت للكاتب إبراهيم الأمين لان بالعادة ما بتنشر الا للحثالة والمأجورين في الصحافة اللبنانية….
ثانيا أقول لإبراهيم جنت على نفسها براقش وكل ما تحاول فعله هذه الدول سيرتد عليها قريبا … وضغوطهم على الحزب لن تزيده الا عزما وقناعة ان هؤلاء النعاج لا يمكن ان يكونوا على حق في شيء….
مع أني سني الا انني أؤكد على أن من وصفهم بالنعاج هم كذلك ولن يفعلوا شيئا وعلى الحزب وإيران أن يستمروا فمكة والمدينة تنتظرهم وعلى النعاج الخائفة أن تستسلم لسكين الجزار
ههههههههههههههههههه واضح إنك سني ما في داعي تقول 😀
من هيك عم تنشر شو بتحكي انت بالاول وقليلين الادب اللي مثلك دائما هاي الفاظهن لو محترمه نفسك شوي مش كل تعليق لا يخلو من السفاهه دائما تكوني انت
والله طردهم من دول الخليج لا يكفي بل يجب اقتطاع الخمس من كل أموالهم المنقولة وإعطائها الى الثورة السورية بدل عن بعض الأضرار التي قام بها حزبهم الابليسي واللي مو عاجبه منهم لصرمايتنا