كتب محمد الدسوقى رشدى في اليوم السابع المصرية:
قبل 48 ساعة من الآن أفتى الشيخ الملتحى علاء أبوالنصر الأمين العام لحزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية بأن الحفاظ على الشرعية أهم من حرمة الدماء، وكأن الشيخ صاحب اللحية الطويلة لم يقرأ الأمر النبوى الذى قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام «لحرمة دم المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة»، وبعيدا عن التعاليم النبوية التى لا يعرف منها علاء أبوالنصر وأمثاله سوى ما يخدم مصالحهم، عبر الرجل عن ما يحمله من فيروسات فكرية ونفسية حينما وصف مظاهرات 30 يونيو القادم بأنها انتفاضة «خمورجية»، دون أن يخبرنا كيف ارتضى لنفسه أن يحتمى فى هؤلاء «الخمورجية» صباح 25 يناير وهم يخرجون للتظاهر ضد مبارك، ولماذا جبن على أن يخرج هو وجماعته قبل هذا التاريخ فى مظاهرة واحدة ضد النظام الذى يصفه الآن بالطغيان.
الفتوى الجرائمية التى خرج بها علاء أبوالنصر واعتدى من خلالها على تعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام مشوها دينه ونازعا صفات الرحمة والسماحة من منهجه، ليست «شطحة» فردية من شخص يعانى من خلل فكرى بل بدت فى الأيام الأخيرة ومع تزايد حالة الرعب من تحركات تمرد ومظاهرات سحب الثقة من مرسى وكأنها منهج.. منهج يتبعه السلفيون والإخوان لحماية مرسى ومكاسبهم التى يكفلها لهم بقاؤه فى السلطة حتى ولو كان ذلك عبر إهانة النبى الكريم وإعادة رسم صورة أخرى للرسول عليه الصلاة والسلام يبدو فيها أكثر دموية وميلا لاستخدام العنف والسلاح.
لا تتعجل يا عزيزى انتظر وستقرأ بنفسك ما يروجه العديد من شباب التيار السلفى من كلمات يهدفون من خلفها تعبئة أنصارهم للرد على المتظاهرين والمعارضة بالعنف، تحت غطاء شرعى يقول بأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يفعل ذلك: اقرأ لكى تفهم أن كل شىء عند هؤلاء قابل للبيع والتشويه من أجل الحفاظ على مكاسبهم وحشد أتباعهم وأنصارهم حتى ولو كان ذلك بالقول الحرام.. وقولهم فى هذه المرة أصاب أول ما أصاب رسول الله الكريم وشوه كل المواقف التى كنا نستخدمها فى الماضى للتدليل على رحمته وعظمته وسماحته.. اقرأ يا سيدى وبتركيز ما نشره الشباب السلفى لحث الأنصار للخروج فى 30 يونيو لمواجهة العلمانيين وأعداء الدين والخمورجية على حسب وصف علاء أبوالنصر:
-إن النبى -صلى الله عليه وسلم- الذى عفا عن أهل مكة فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، هو الذى حدد أناساً بعينهم فقال: اقتلوهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة.
-وأن النبى الذى احتمل إيذاء أهل الطائف لما ذهب لدعوتهم وقال: لعل الله أن يخرج من أصلابهم من لا يشرك به شيئاً، هو الذى قال لمشركى قريش لما غمزوه واستهزأوا به وهو يطوف بالبيت: لقد جئتكم بالذبح.
-وأن النبى الذى احتمل جهل الأعرابى وأعطاه وزاده لما جذبه بردائه وقال: أعطنى فإنه ليس مالك ولا مال أبيك، هو النبى الذى نصح رجلاً يجالسه فقال: كل بيمينك فرد الرجل: لا أستطيع، ما منعه الكبر، فدعا عليه: لا استطعت.. فما رفعها إلى فيه.
-وأن النبى الذى عفا عن رجل استل سيفه وجاء ليقتله وهو نائم، هو نفسه النبى الذى أمر علياً أن يضرب عنق أبوعزة الجحمى الشاعر بعد أن انطلق يؤلب القبائل عليه.
-وأن النبى الذى أعطى الأمان لأهل الذمة وأسقط عن من لا يستطيع منهم الجزية، هو الذى أقر الأعمى لما قتل اليهودية التى خاضت فى النبى مرات وكان ينهاها فما انتهت.
انتهى ما سرده الشباب السلفى من وقائع أرادوا من خلفها أن يحشدوا أنصارهم تحت شعار «الرسول كان يقتل ويعذب معارضيه والمخالفين معه»، وقبل أن نبدأ نقاش حول مدى صحة هذه الوقائع من عدمها، دعنى أخبرك أن الكارثة الكبرى تكمن فى عقول أصحاب اللحى الذين اجتزأوا هذه الوقائع من سياقها التاريخى والسياسى والدينى، وقاموا بلى عنق الأحداث والأحكام ليصنعوا مقارنة غير طبيعية تخدم مصالحهم حتى ولو كان فى هذه المقارنة ظلم لأشرف الخلق أجميعن.
وحاول أصحاب هذه المقارنة الخبيثة الذين استحلوا الطعن فى سمعة النبى محمد صلى الله عليه وسلم أن يبرروا فعلتهم فقالوا فى نهاية رسالتهم قائلين: «الرحمة فى غير موضعها ضعف ومضرة وأن الإسلام يقابل الجهل بالعفو ولكنه لا يقابل الكبر إلا بالسيف وقديماً قالوا: ووضع الندى فى موضع السيف بالعلا *** مضر كوضع السيف فى موضع الندى».
فهل تنتظر يا عزيزى القارئ من أناس ارتضوا بيع وتشويه سماحة محمد صلى الله عليه والسلام مقابل شراء بقاء محمد مرسى فى السلطة حفاظا على دين أو إعلاء لكلمته.. والله ما يريد أمثالهم سوى سلطة تمنحهم قدرة على تمرير طغيانهم من خلال عباءة الدين.
آى كلام فى ساندوتش , كله بيخدم مصالحة !
لما ده رد فعل راجل كاتب ومفكر آمُــال خليتا آيه لراجل الشارع الأمى ..
كاتب خرفان إيش جاب لي جاب…