كتب راجح الخوري في النهار اللبنانية:
ليبيا من ديكتاتورية عقيد الجنون والمجون الذي مات كجرذ، الى ديكتاتورية الفوضى والخراب، فها هو “الطاعون الصومالي” يضرب في كل شبر منها.
في 15 فبراير المقبل تصادف الذكرى الثالثة للثورة، لكن من المؤكد انه لن يجرؤ مسؤول في الدولة الليبية على الخروج من بيته لحضور اي احتفال في المناسبة . اكتب هذه السطور بعدما قرأت لساعات كل ما يتعلق بعملية خطف رئيس الوزراء علي زيدان، من خطفه ولماذا، ومن أطلقه وكيف، وماذا يمكن ان يترتب على العملية، لكنني عجزت مثل الكثيرين في ليبيا وخارجها، عن فهم ما جرى ولماذا، كل ما قاله زيدان انه اختطف الى “مركز مكافحة الجريمة” وعومل بطريقة سيئة وان وراء الخطف مجموعة سياسية معينة هدفها الاطاحة بالحكومة !
مجموعة؟
اي مجموعة وهناك دزينة من المجموعات المسلحة الفالتة تقيم الحواجز وتخطف وتقتل وتصفّي الضباط والقضاة والسياسيين فقد قتل حتى الآن ثلاثين ضابطاً في بنغازي وحدها بينهم قائد الشرطة، كما قتل السفير الاميركي واربعة ديبلوماسيين . وقد اصبح لمصراتة دولتها وللزنتان دولتها ولبني وليد دولتها ولسرت دولتها، اما الدولة المركزية التي انبثقت عن الانتخابات فغير قادرة على حماية افرادها، الى درجة ان رئيس الوزراء يقيم في فندق وقد اختطف منه، وان ابن وزير الدفاع عبدالله الثني اختطف قبل اسبوعين وليس في وسع والده ان يعرف عنه شيئاً !
في ليبيا 500 الف عنصر ينتمون اسمياً الى أسلاك الجيش والشرطة وقوات الامن ويتلقون أجورهم وحصلوا من زيدان نفسه زيادة بنسبة 20 % على رواتبهم، لكن ليس في وسع شرطي ان يوقف صبياً مسلحاً ينزل الى الشارع ويطلق النار لإخافة الناس، ولعل هذا ما جعل وزير الداخلية عاشور شوايل يستقيل قبل ستة اشهر ليستقيل خلفه محمد الشيخ من بعده قبل اسبوعين !
تقول صحيفة “الاندبندنت” في تحقيق ميداني من ليبيا ان هذا البلد الذي خلع ديكتاتوراً سفّاحاً ومهرجاً يتقدم بسرعة نحو الفوضى والخراب، فالحكومة تتفكك والبلاد تتشظى تحت سطوة الميليشيات، ويروي الذين زاوا العاصمة طرابلس انها تغرق في جبال من النفايات تمتد الى مسافة كيلومترات وان باب العزيزية مقر القذافي صار مزبلة ضخمة !
هل قام “الاخوان المسلمون” باختطاف زيدان وخصوصاً بعدما هددوا قبل ايام باسقاط الحكومة لأنه زار مصر بعد سقوط مرسي، وهل “انصار الشريعة” هم الذين خطفوه على خلفية اعلان جون كيري ان اعتقال ابو انس الليبي تم بمعرفة الحكومة، ورغم ان تلميحات زيدان تضع “الاخوان” في دائرة الاتهام، فان الفوضى العارمة لن تكشف العملية، لكنها تجرف ليبيا الى نادي الدول الفاشلة .
rajeh.khoury@annahar.com.lb
الفوضى والخراب، فها هو “الطاعون الصومالي” يضرب في كل شبر منها. … وهناك دزينة من المجموعات المسلحة الفالتة تقيم الحواجز وتخطف وتقتل وتصفّي الضباط والقضاة والسياسيين فقد قتل حتى الآن ثلاثين ضابطاً في بنغازي وحدها .. وقد اصبح لمصراتة دولتها وللزنتان دولتها ولبني وليد دولتها ولسرت دولتها، اما الدولة المركزية التي انبثقت عن الانتخابات فغير قادرة على حماية افرادها، ,, ويروي الذين زاوا العاصمة طرابلس انها تغرق في جبال من النفايات تمتد الى مسافة كيلومترات وان باب العزيزية مقر القذافي صار مزبلة ضخمة >>>>
القانون لا يحمي المغفلين ,, لا أتشفى لكن لعلّ القوم يعودون لصوابهم بعد رؤية العذاب الأليم .. فهذا جزاء من يضع يده بيد الغرب و الناتو
ألم تكونو بأمان و كان لديكم العديد من الخدمات الحكومية المجانية؟ خلي الناتو ينفعكم !
شدة وتزول ان شاء الله