ما هو تأثير الاحتلال على المحتل؟ أوين جونز يكتب في صحيفة الغارديان عن تأثير احتلال غزة على أخلاقيات شريحة من المجتمع الإسرائيلي.
ومثالا على ذلك يستعيد الكاتب حكاية الصحفية الأمريكية ديانا ماغناي، مراسلة محطة سي ان ان الأمريكية في إسرائيل (سابقا).
كانت الصحفية تبث تقريرا لمحطتها من سديروت حين لاحظت مجموعة من الشبان والفتيات على التلة المجاورة يرصدون سقوط الصواريخ الإسرائيلية على غزة، ويهتفون بحماس وجذل كلما سقط أحدها على المدن والبلدات المكتظة في قطاع غزة.
وتلقت الصحفية تهديدا بأنه لو قالت كلمة خطأ في تقريرها فإنهم سيدمرون سيارتها.
كتبت ديانا هذا في تغريدة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، ووصفتهم “بالحثالة” لكنها حذفت التغريدة بعد عشرين دقيقة.
قبل ذلك بأيام ظهرت صور لشبان إسرائيليين يشاهدون قصف غزة على شاشات التلفزيون، بعضهم يدخن النرجيلة باسترخاء والبعض الآخر يأكل الذرة (البشار)، وكانهم يشاهدون فيلما مسليا.
يلاحظ الكاتب المفارقة في وضع الناس على جانبي الحدود، فبينما يشعر الفلسطينيون في غزة بالهلع والصواريخ تسقط عليهم يجد الإسرائيليون على الجانب الآخر الوضع مسليا ومبهجا.
يسارع الكاتب إلى الاستدراك أن هذا الموقف لا يميز غالبية المجتمع الإسرائيلي، وإن كان يعكس كيف تختلف قيمة الضحية في نظر الشعب الذي يحتل شعبا آخر حين تكون فلسطينية عن قيمتها لو كانت إسرائيلية، ويرى في هذا مأزقا إخلاقيا.
لو رأى الإسرائيلي ان حياة من يخضعهم جيش بلاده مساوية لحياة أي إسرائيلي لرأى في موت أي شخص خسارة، كما يقول الكاتب.