كنت قد قرأتها للمرة الاولى منذ سنوات ، ومع تطور الأحداث على الساحة الداخلية المصرية وغيرها من دول الربيع العربى ، وجدت انها فرصة جيدة لإعادة قراءة الرواية مرة أخرى ، لكن هذه المرة ــ ومع تقليب صغحاتها ــ كنت أشعر كأن مؤلفها “جورج أورويل” قد كتبها لتنطبق على حال بعض ثورات الربيع العربى أكثر من هدفها الأصلى وهى الثورة الشيوعية فى الاتحاد السوفيتى وما تلاها من أحداث.
أكثر ما لفت نظرى هذه المرة هى الوصايا السبعة للثورة ، والتى تجسد مبادئ الحيوانية المتفق عليها بين حيوانات المرزعة بعد قيام ثورتهم وطردهم للجنس البشرى منها ، وكتبوها على أحد حوائط المزرعة ، و كانت كالتالى:
1 ـ كل من يمشي على قدمين فهو عدو. 2 ـ كل من يمشي على أربع أقدام أو له أجنحه هو صديق. 3 ـ يحظر على الحيوان ارتداء الملابس. 4 ـ يحظر على الحيوان النوم على سرير.
5 ـ يحظر على الحيوان تعاطي الخمر. 6 ـ لا يجوز لحيوان قتل حيوان آخر. 7 ـ كل الحيوانات متساوية .
لكن مع الوقت تسلطت الخنازير ،وأعطت لنفسها المكانة الأعلى والأفضل فى المزرعة بين حيواناتها ، و باتت تأخذ النصيب الأكبر من المحصول ، مستفيدة من الحماية التى توفرها لها الكلاب الشرسة ،و الأداة الاعلامية اللبقة التى تولاها حنزيرين هما “مينيموس و سكويلر” ، عموما حتى لا نخوض فى تفاصيل اكثر للرواية ونبتعد عن الوصايا التى تم تحريفها لاحقا ، فمثلا تم تغييب الوصية الاولى والثانية والثالثة.. عندما تعلمت الخنازير (فى نهاية الرواية) المشى على قدمين كالانسان ، بل وأعادت العلاقات مع الجنس البشرى ، وإرتدوا الملابس التى كان يقتنيها مستر جونز صاحب المزرعة القديم ، تحولت الوصية الرابعة الى حذر نوم الحيوان على سرير بملاءات ، و تم إضافت كلمتى “بدون سبب” فى نهاية الوصية السادسة ، و إضافة عبارة ” لكن بعض الحيوانات متساوية أكثر” الى الوصية السابعة.
هذا التحول فى مبادئ الثورة كان نتيجة لحالة من التدليس والخداع الذى إتبعته طبقة الخنازير فى الرواية ، أو ستالين ورجاله فى الاسقاط الواقعى للرواية فى الاتحاد السوفيتى ، أو سارقى الثورات فى دول الربيع العربى ، لكن حتى إن تغيرت المبادئ بفعل فاعل وتم تسفيهها كما يحدث فى بعض وسائل الاعلام العربية ألان ، فإن هذا لا يمكن أن ينفى فعل الثورة وتأثيراتها الايجابية فى إزالة طغيان بعض القادة العرب ، خاصة ان الثورات قد كسرت القيود وقتلت الخوف القابع فى نفوس الشعوب العربية ، وبات من الممكن ــ بل من المشروع ــ ان يثور الشعب ليسقط الطاغية ويحاكمه ، لــكــن تبقى الثورة الغير مكتملة و الغير محققة لكامل أهدافها و المحافظة على كامل مبادئها ..هى المشكلة الكبرى أمام الشعوب .
بقلم / أحمد مصطفى الغـر
@AhmedmElghor
مقال جميل جداً يا احمد لكنني اختلف معك في مسألة مهمة و هي ان إزالة الحكام في وقت عدم وجود البديل امر قد يسبب كوارث كما ان عدم نضج و وعي و تنظيم المعارضة نفسها و عدم تهيئتها للحفاظ على مكتسبات الثورة
شبيه بإطعام طفل رضيع ملوخية بالأرانب مع كل التحبيشة بتاعتها
في كل الدول العربية نحن بحاجة للتغيير لكننا لسنا مهيئين بعد مما قد يتسبب بخراب اكبر أنظر مثلاً الى وضع سوريا حالياً مقارنة مع وضعها قبل الثورة ٠٠