كتبت جمانة حداد في النهار اللبنانية:
قصة ربيع الأحمد – الشاب السنّي الذي تزوج فتاة درزية فقطع أقرباؤها عضوه لكي يكون عبرة لمن اعتبر ودرساً لمن يجرؤ على تصديق المزحة التي تقول إننا في لبنان القرن الحادي والعشرين – تصلح، على بشاعتها، بل بسبب هذه البشاعة بالذات، أن تكون استعارة لحال هذا البلد المبتور من فوق ومن تحت.
بلدنا هو المخصيّ أيضاً: دولته مخصية، مؤسساته مخصية، أجهزته مخصية، قدراته مخصية وأمنه مخصي. بلدنا مخصي بسبب هؤلاء الذين ينكّلون بحياتنا، ويسرقونها، ويحوّلونها جحيما، ويغلقون أمامنا كل الأبواب للحؤول دون إيجاد مهربٍ نحمي به هذه الحياة. بلدنا مخصي بسبب ثقافة الكذب والمرض والرجعية والظلامية، وبسبب غرائز قطعانه وهمجية محيطه وعماء شعبه. بلدنا مخصي بسبب كوابيس التنكيل والتخويف والترهيب والرعب، والعربدات السياسية، المحلية والاقليمية والدولية. بلدنا مخصي بسبب كل زعيم يدوس رقاب أنصاره ليصل الى غايته، وبسبب أنصاره الراضين، يتباهون بآثار نعليه على أعناقهم الممعوسة. بلدنا مخصي بسبب كل قاضٍ أو قاضية يطلقان سراح وحش قتل زوجته ضرباً. بلدنا مخصي بسبب كل رجل دين يمنح نفسه الحق في التدخل في شؤون هذا البلد السياسية وحيوات مواطنيها الخاصة. بلدنا مخصي بسبب كل رقيب يخاف تأثير القبلات على أخلاق الشباب والشابات. بلدنا مخصي بسبب كل صاحب ملهى لا يطالب المراهقين الذين يحتسون الكحول لديه بهويّاتهم. بلدنا مخصي بسبب كل موظف في دائرة رسمية جلّ طموحه أن يشرب ركوتَي قهوة “على رواق” الى حين انتهاء دوامه المضحك المبكي. بلدنا مخصي بسبب كل ربّة منزل تضرب خادمتها لأنها لم تساعد ابنها في فروضه جيداً. بلدنا مخصي بسبب كل معلّمة أو أستاذ يظنّان الصراخ وتحقير التلامذة سرَّي الأسلوب التعليمي الناجح. بلدنا مخصي بسبب كل طبيب يعيش من ليسانس النصب أكثر مما يعيش من ديبلوم الطبّ. بلدنا مخصي بسبب كل محامٍ يظنّ الضمير والنزاهة والعدل أمراضاً قابلة للعلاج مع الوقت. بلدنا مخصي بسبب كل مواطن يأكل بالدَّين ويلبس بالدَّين ويسافر بالدَّين ويتوهّم أن الـ”كريديت كارد” ورقة يانصيب رابحة غير منتهية الصلاحية. بلدنا مخصي بسبب كل مدير ينهب أكثر مما يقبض ويقبض أكثر مما يستحق.

■ ■ ■

صباح أمس فاجأتني على الراديو أغنية العظيم وديع الصافي “لبنان يا قطعة سما”، فرحتُ أقهقه كالمجانين من وراء المقود. أي قطعة سماء هي هذه؟ بلدنا مخصيّ نعم. فمن يعيد إليه – عفوكم أيها المحتشمون – “انتصابه” المفقود؟

[email protected]

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫6 تعليقات

  1. اييييييييه خلصت المقال و جاني اكتئاب ….. الله يعيني عليه ..!!!
    مشكلة العرب …، ينتظروا الحلول من الدولة او من الرب عز و جل ….لو ان كل فرد منا صلح نفسه و تعامل بشكل حضاري و ركز على نفسه و ما لا دعوة بالآخر كان حالنا أحسن حال …..
    ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم

  2. تُعيّرُنَا أنّا قَلِيلٌ عَديدُنَا=فقُلْتُ لها: إنّ الكِرَامَ قلِيلُ
    قصيدة السمؤال بعنوان: (إن الكرام قليل)

  3. شو قلة هالادب!!! انضبي يا بنت…. شو هالملافظ الذكورية هيدي… اللي استحو ماتو!!
    رمضان كريم للصبايا رونق ونهى…

  4. كلامها وقح ولكن فيه اشياء من الحقيقه
    نعم كانت تستطيع التعبير عن هذه الحقائق بغير الفاظ ولكن كما يبدو ان هذه الكلمات كالعري تصل اسرع للأسماع لهذا اعتمدته !!
    لا نلومها تربية جامعات امريكا وهذا ما تعلمته من فنون التعبير نلوم من ادخلهم للبلاد العربيه بحجة التعليم

  5. ايه ذكرتيني ب السموأل و الشعر الجاهلي و أيام الدراسة يا noha

    حالة مجتمعاتنا محزنة ..
    ربما استعملت تعابير تخدش الحياء لأن الوضع و القصة أصلا تدور حول هذا و المخجل أكثر الفعل الارهابي الذي ارتكب بأحد أهم الاعضاء البشرية

  6. سلمات يا مودي هلا شفت سلامك يا حلوة … ما لك معصبة ؟؟! ههههه الله؟؟؟ هي كلمة مخصي صارت كلمة تخدش الحياء ههههه لا يا مودي انت واعية أكثر من كدا
    خوذي كلمة مخصي مثل كلمة أعور مثلا او لي ما عندو ايد او رجل …. ما كل عضو من أعضاء جسم الانسان ما فينا نقصيها ….

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *