كتب حازم الامين في صحيفة الحياة:
كان المشهد في مدينة طرابلس قبيحاً ليلة التفجير الذي استهدف أسواقاً تجارية في الضاحية الجنوبية لبيروت. فقد أقدم مواطنون لبنانيون على توزيع الحلوى فرحاً بموت لبنانيين آخرين احتراقاً في تفجير أعمى استهدف بيوتهم وأحياءهم ومتاجرهم.
لا حاجة لتعقيد المعادلة. إنها على هذا المقدار من البساطة. صحيح أن مَن احتفل لم يكن كل أهل طرابلس، لكن طرابلسيين أقدموا على ذلك، ومن المرجح أن المدينة لن تعاقبهم، أو لن تقوى على معاقبتهم، فهم أشد بأساً منها، وقادرون على تقريبها من وجوههم البشعة. مغرد على «تويتر» قال إن أحد المحتفلين كان يحمل سيفاً بيده، وإن آخر كان يبكي فرحاً. أي قبح هذا؟ فقد ظهرت على الشاشات صور لرجال ونساء متفحمين في سياراتهم، وأطفال عالقين في المباني المحترقة. ألم يتخيّل المحتفل ابنه أو شقيقه واحداً من هؤلاء؟ ما الذي يمكن أن يدفع امرءاً للاحتفال بمشهد على هذا المقدار من القسوة؟
المرجح أن حرب الغرائز التي تدور رحاها بين الطوائف في لبنان هي اليوم أشد من تلك التي كانت سائدة خلال الحرب الأهلية اللبنانية. ففي حينه كان العنف المتبادل واليومي يُفرغ شحنات الضغينة من النفوس، ويبذلها على الطرق وفي الشوارع وعلى محاور القتال. اليوم تبدو الضغينة أسيرة النفوس، وهي حين تخرج على شكل انفعال تبدو أبشع من فعل القتل.
لم يعد مهماً البحث في أسباب الضغينة وانبعاث غرائز غير بشرية في أوساط بشر فقراء. لن يجدي النقاش في الأسباب، فنحن في غمرة مكابدة النتائج. والحرب الأهلية التي «لم» تُستأنف بعد وفق ما نعتقد، قد تكون مخرجاً لتفادي ما هو أقبح منها. فنحن نتحارب محمّلين بادعاءات لا تحتمل احتفالاً بالموت، لكننا حين «لا نتحارب» نجعل من تفحم جسم طفل فرصة للانتصار.
صار الموت المتقطع فرصة انقضاض وتجريم. لا يكفي أن تكون قاطعاً في تسمية المجرم، ثمة من ينتظرك ليقول لك أنت شامت والدليل أنك ضد «حزب الله». لا مكان في ظل كل هذا الموت للتمييز، ولا قيمة لسياق طويل من الانحيازات. والمؤلم أن ما يجري لا يخلو من الحقيقة، فقد استهدف «حزب الله» في تفجير الضاحية الجنوبية، فكيف لخصم هذا الحزب أن يُبلور موقفاً متكاملاً من التفجير الذي أودى بحياة مدنيين؟ هذه المعضلة تتكرر كلما تكررت حوادث أمنية يسقط نتيجتها مدنيون في لبنان، ذاك أن الريبة المتبادلة تحول دون تقبل المشاعر، ثم تأتي ظاهرة توزيع الحلوى لتُثبت الريبة، ولتكشف حقيقة أن الصراع لم يعد يحتمل تمييزاً، فإما معنا بالكامل وإما ضدنا بالكامل. فأن تقول مثلاً إن المعارضة السورية هي المسؤولة أخلاقياً عن خطف اللبنانيين التسعة في أعزاز، فهذا لا يكفي في عُرف الغوغاء، فكيف تقول ذلك وأنت مع إسقاط النظام في سورية؟ أنت مع إسقاط النظام، إذاً أنت مع الخاطفين!
والحال أن تفجير الضاحية الجنوبية لبيروت يطرح معضلة أخلاقية جدية على خصوم «حزب الله» من اللبنانيين. فقد انتهت ورقة الصراع مع الحزب إلى يد تكفيريين لا يقيمون وزناً لحياة الأبرياء. ليس مهماً أن نُعدد الأسباب التي أدت إلى ذلك، وأن نُحمّل الحزب المسؤولية، أو أن نقول إنهم صورة عنه. المهم أن تكفيريين اليوم يتولون دفة الصراع، وأن دماً بريئاً يسيل، فأين نحن من ذلك؟ كيف يمكن الحفاظ على موقع الخلاف مع الحزب، والوقوف في وجه قتلة المدنيين في الضاحية الجنوبية؟
لم يعد يكفي القول إن خلافاً كبيراً بيننا وبين «حزب الله» لا يُلغي وقوفنا البدهي إلى جانب الضحية في الضاحية الجنوبية. الوقائع على الأرض صارت تتطلب تعديلاً في هذه المعادلة. الذهاب في الشكوك إلى أقصى ما يمكن، والسؤال عمَّن نحن وعمن حولنا، ومزيد من الانعزال والانعتاق صار ضرورياً في ظل اقتراب الأخلاق التكفيرية القاتلة.
الأرجح أن يكون من أرسل السيارة المفخخة إلى الضاحية الجنوبية هو نفسه من خطف الأب باولو في سورية، ومَن قتل ناشطين مدنيين في الثورة السورية، ومَن يفرض على سكان المدن السورية الثائرة إقامة الحدود وتطبيق الشريعة، والأرجح أنه يمت بقرابة ما إلى خاطفي اللبنانيين في أعزاز. فهل يكفي القول إن تورط «حزب الله» في القصير وفي سورية أفسح في المجال لهذا النوع من الجماعات؟ أو أن عنف النظام في سورية أنتج عنفاً موازياً؟
ثمة ما هو جوهري أكثر من ذلك في تركيبة هذه الجماعات، فهذه ليست مجرد رد فعل، ذاك أن جهازاً كاملاً من العنف يتولى من جهة تدميراً منهجياً لقيم قامت عليها الثورة في سورية في بداياتها، ومن جهة أخرى قتل المدنيين في الضاحية الجنوبية وغيرها من المناطق. ومواجهة ذلك لا تحتمل التأجيل.
ثمة ما هو جوهري أيضاً لجهة أن العنف والمزاج الانتقامي موجودان في بنية ثقافية يصعب تفادي ملاحظتها، وهما ليسا وليدَي رد فعل، فهناك من يستعين بنصوص وتجارب، ومن يشحذ سيوفاً ليرقص، وهي سيوف سليلة سيوف.
طرابلس لم توزع الحلوى في ذلك النهار، فقد أقدم على ذلك فتية يقيمون في ذلك الخراب الذي ولدوا فيه، وهم دائماً على شفير موت مشابه. لكن المباشرة في مراجعةٍ هدفها الوصول إلى نتيجة أخلاقية في ما يتعلق بهؤلاء، تبدو اليوم ملحة. فقد تمكنت جماعات تكفيرية ودموية من الوصول إلى بؤر تمتّ لكثيرين منا بقرابة سياسية، فماذا نفعل؟ حقاً ماذا نفعل؟
يعني غير أخلاقي ان يوزع احدا في طرابلس الحلوى على خلفية الانفجار في الضاحية، لم نسمع بهذه القيم والأخلاق عندما دمرت القصير واستبيحت من الأنجاس في حزب ابليس وعند اقتحامها واحتلالها من قبل المجوس كانت الحلوى توزع في الضاحية وسط الاحتفالات فأي قيم تتكلم عنها يا كاتب المقال يا حازم الأمين .
اما والله انا لم أوزع الحلوى في المدينة التي اسكن بها لأن عدد الفطايس لم يكن حرزان وان شاء الله عند المرة القادمة عندما يفطس أخد قيادي حزب ابليس سوف أوزع الحلوى على أنواعها وسأحاول ان اعمل فيديو لها واضعه على اليوتيوب ونورت ليسر من يسر ويغضب من يغضب
ما حصل في طرابلس خطأ لكن بداية الخطأ كانت الإحتفال في الضاحية الجنوبية بسقوط القصير السورية
البادي اظلم يا صاحب المقال ..لم توزع البقلاوة في الضاحية عندما سقطت القصير فقط بل في ٧ايار وعند كل مناسبة متاحة لهم في قتل او ترهيب او مذلة للسني منعرفهم ومنعرف مستوى المتدني لاخلاقهم فما حدا يوعظ أهل طرابلس
طرابلس وأهلها بعمرهم ما بيشمتوا بقتل إخوتهم بلأسلام او بلبنان بالأخص ولكن حسن نصر الله ذوقهم المر والقطران بمد العون للعلوي والكلام ما بيخلص من عمايل حزب حسون
يخلق الانسان بطبيعة الحال على فطرة الاسلام وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى سنتفعندما يحدث انفجار في اي مكان ويموت اطفال فذلك يموت اطفال من السنه سواء اهله شيعه او هندوس فهو مسلم لا محال
يجب ان ندعي للشيعه او غيرهم بان يهديهم الله الى السنه ، فهم بالآخر لبنانيين وعرب
والظالم فوقه قادر والمظلوم فوقه ناصر لااله الا الله وحده لا شريك له
المضحك أن الاحتفال بي انفجار الضاحية حرام و غلط !!!!
لكن عندما يقتلون الناس بي لبنان هم حلال يوزع بقلاوة بي نص الطريق
و وقت يجتاح بيوت المسلمين كمان حلال عليهم
يشربو من نفس الكأس
كل المصايب من تحت راس عملاء ايران الرواف ض الخونه المحتلين للأراضي اللبنانيه بقوة السلاح