أكد تقرير استراتيجي صادر عن المركز السوري لدعم القرار بروز الدور الإيراني في الأزمة السورية في شهر مايو الماضي بشكل لافت.

واعتبر التقرير الذي حمل عنوان “حل تفاوضي أم حرب استنزاف طويلة” أن شهر مايو الماضي شهد تسارعاً لافتا للأحداث في القضية السورية على المستويين السياسي والعسكري، شاركت فيه كل الأطراف المنخرطة في الصراع، مؤكداً بروز دور إيران الرئيسي فيه كما لم يظهر من قبل.

وكشف المركز في تقريره أنه بموازاة مضاعفتها دعمها العسكري للنظام، لم تكف إيران، على لسان مسؤوليها العسكريين والسياسيين، عن تأكيد دورها الحاسم في الحرب، ومسؤوليتها عن صمود النظام وبقائه، لدرجة أثارت فيها ردود فعل داخل دائرة قرار النظام الضيقة.

وكان أكثر التصريحات الإيرانية تقويضاً لسمعة النظام السوري ما جاء على لسان العميد حسين حمداني نائب قائد الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، الذي قال من دون مواربة، إن حدود دفاع إيران أصبحت في جنوب لبنان، وإن بشار الأسد يخوض الحرب بالنيابة عنا، أو هو نائبنا في سوريا، بعد أن أكد كثير من المسؤولين قبله أنه لا تفاوض على بقائه في السلطة.
الموقف الأميركي والعربي سجل تطوراً لافتاً

ورأى التقرير أن الموقف الأميركي والعربي سجل تطورا لافتا على مستويين: مستوى تجاوز الخلافات والتوافق على التنسيق والعمل الجماعي بين جميع الأطراف المساهمة في دعم النشاط العسكري لقوى الثورة، ومستوى الخطط السياسية والعسكرية التي تهدف إلى مواجهة نتائج إجهاض النظام لمشروع المفاوضات التي لم يتسنَّ لها التقدم في جنيف، وتصميمه على الحسم العسكري وتحدي قرارات الأمم المتحدة، المتعلقة بمواجهة الكارثة الإنسانية وتقديم الدعم للمعوزين ووقف حملة البراميل المتفجرة ضد المدنيين.

وبحسب التقرير فأهم ما جسد هذا التطور هو تجديد الاعتراف بالائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري، والسماح له بفتح سفارات وممثليات في عاصمة الولايات المتحدة وغيرها من عواصم “تجمع دول أصدقاء الشعب السوري”، وتأكيد واشنطن وبلدان أخرى عديدة زيادة مساعداتها العسكرية للثوار، وأخيرا تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن لدفع الملف السوري لانتهاكات حقوق الإنسان إلى محكمة الجنايات الدولية.
النظام وميليشيات إيرانية

ويوضح التقرير أنه أمام هذه التحولات زاد النظام السوري والميليشيات التابعة لإيران، وعلى رأسها ميليشيات حزب الله الذين يشعرون الآن جميعا أنهم في سباق مع الزمن، من ضغطهم العسكري على مواقع الثوار، ومن استخدام الهجمات الجوية وتدمير الأحياء والقرى بالبراميل المتفجرة، أملا باستعادة السيطرة على المنطقة الحيوية أو المركزية من البلاد، ووضع الأطراف الدولية والسورية الأخرى أمام الأمر الواقع.

وأشار إلى تكثيف قوى النظام وحلفائه الجهود الرامية إلى استعادة المبادرة السياسية أو التظاهر باستعادتها، مثل السعي لتوسيع دائرة توقيع الهدن والتسويات المحلية مع مقاتلين تم حصارهم وعزلهم خلال السنتين الماضيتين وحرمانهم من كل وسائل الحياة.

وكثّفت قوات النظام الضغوط على المقاتلين والمدنيين السوريين من خلال توسيع دائرة تدمير المدن والاستخدام المتجدد للأسلحة الكيمياوية كالكلور وغيره من الغازات السامة التي اضطرت بعثة تدمير الأسلحة الكيمياوية السورية إلى إرسال بعثة خاصة لتقصي الحقائق عنها.

ويصدر المركز تقريرا شهريا عن الوضع في سوريا بجهود مجموعة من الباحثين في مقدمتهم رئيس المركز د.برهان غليون الأستاذ المدرس في جامعة “سوربون” الفرنسية.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *