راجح الخوري – النهار اللبنانية
كل هذه العنصرية المقيتة وليس هناك وسط الوضع العربي الراهن من يقرأ او يتنبه الى كلام بنيامين نتنياهو الذي استعمل المنطق اياه الذي استعمله ادولف هتلر من قبل قائلاً: “إن اسرائيل جزيرة نور واستقرار في محيط مظلم ومزلزل وعاصف”!
لكن لا بد لهذه الظلمة المتقدمة في المنطقة من ان تنجلي في نهاية الأمر، رغم الحرص الاميركي – الصهيوني على دفع العرب في اتجاه العصر الحجري، بالعمل لإرساء نصف قرن جديد من الخواء والانقسام والتقاتل داخل المجتمعات العربية عبر دفع “الاخوان المسلمين” الآن الى السلطة على أشلاء “الربيع العربي”، يعقب نصف قرن ينقضي من حكم انظمة الاشتراكية الزائفة والإفلاس من “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”، التي لم تجلب لنا غير تاريخ من الهزائم في بناء الدول كما في محاربة اسرائيل.
نصف قرن كامل من الاكاذيب وقرع طبول فلسطين ومن احتكار الوطنية والتقدمية ورفع رايات “القومجيات”، وانتظرناهم من الشرق فجاؤونا بالنكبة من الغرب، لننتهي الآن مع اندلاع الثورة في سوريا، ليس الى الحرص الاسرائيلي الصريح على بقاء النظام السوري كعامل أمان واستقرار في الجولان وغير الجولان، بل الى كلام أهل النظام عن ان سقوطهم سيهدد أمن اسرائيل!
من أوهام عبد الناصر العسكرية الى أوهام السادات السلمية الى فرعونية مبارك، ولكن ها هو محمد مرسي يبدأ عهده بعدما انقضّ “الإخوان” على السلطة برسالة ودّ “الى الصديق المخلص من الصديق الوفي” ليسرّ قلب شمعون بيريس وترتاح اسرائيل، في حين لا يزال العرض الأميركي قيد الدرس على طاولة مرسي: “ندعم “الاخوان” في حكم مصر ونعطيهم دوراً إقليمياً في مقابل مرابطة قوات أميركية في سيناء لحماية اسرائيل”.
“اسرائيل جزيرة نور واستقرار في محيط مظلم ومزلزل وعاصف”، ولكن أوَلم يكن هذا بسبب قيام اسرائيل على أرض فلسطين [من يتذكر فلسطين؟] وتشظّي العرب الذين كانوا وقوداً في مرحلة “الاستقطاب الثنائي” في زمن التصنيفات الغبية بين تقدميين ورجعيين والتي حملت مصر الى القتال في يمن عبدالله السلال لا في اسرائيل مناحيم بيغن؟ أولئك العرب الذين صاروا الآن وقود الكراهية المذهبية بين السنّة والشيعة وما تنذر به من حروب، بعدما أطلقت أميركا شرارتها في أفغانستان ثم في العراق، لتتولى إيران النفخ في ألسنتها وعسيسها من البحرين الى المغرب مروراً بالسعودية واليمن والكويت ولبنان ومصر والسودان، كل هذا بعدما كانت طهران قد تسللت الى المنطقة تحت رايات القضية الفلسطينية، ولم يتنبّه العرب يوماً الى فضيحة “إيران غيت” عندما دعمت اسرائيل الثورة الإيرانية.
“جزيرة نور واستقرار”، بينما يقاتل “حزب الله” وإيران الى جانب النظام السوري الذي تستميت اسرائيل ليبقى!!
نصف قرن جديد من الخواء والانقسام والتقاتل داخل المجتمعات العربية عبر دفع “الاخوان المسلمين” الآن الى السلطة على أشلاء “الربيع العربي”
نصف قرن كامل من الاكاذيب وقرع طبول فلسطين ومن احتكار الوطنية والتقدمية ورفع رايات “القومجيات”، وانتظرناهم من الشرق فجاؤونا بالنكبة من الغرب، لننتهي الآن مع اندلاع الثورة في سوريا،
من أوهام عبد الناصر العسكرية الى أوهام السادات السلمية الى فرعونية مبارك، ولكن ها هو محمد مرسي يبدأ عهده بعدما انقضّ “الإخوان” على السلطة برسالة ودّ “الى الصديق المخلص من الصديق الوفي” ليسرّ قلب شمعون بيريس وترتاح اسرائيل، >>>>>>>>>>>
اتفق بمعظم ماجاء به المقال كتابة جيدة
وجدت هذا خطير((في حين لا يزال العرض الأميركي قيد الدرس على طاولة مرسي: “ندعم “الاخوان” في حكم مصر ونعطيهم دوراً إقليمياً في مقابل مرابطة قوات أميركية في سيناء لحماية اسرائيل)) وهل هكذا عرض قابل حتى للتفكير؟؟؟ لكن أمريكا جاءت بمرسي ليس من أجل لاشيء!
بل إسرائيل من تقصف و تخترق الأجواء السورية فكيف تستميت ليبقى النظام السوري؟
إطعامنا كل الحقائق (التي نعرفها أساسا) منذ بداية المقال لن تشفع لك بتمرير كذبة كتحلية لختم الوجبة