كشفت وثائق نشرها موقع “كريبتوم” الأميركي المتخصص في نشر الوثائق السرية، أن “وكالة الأمن القومي” الأميركية، تنصتت على 125 مليار اتصال هاتفي ورسائل نصية حول العالم، خلال شهر يناير الماضي فقط، ومعظمها بدول الشرق الأوسط، ويخص مصر وحدها 1.9 مليار اتصال.
وقد تحولت هذه القضية إلى فضيحة عالمية للإدارة الأميركية، على خلفية تسريب العميل السابق للوكالة “إدوارد جوزيف سنودن”- اللاجئ سياسيا بروسيا حالياً، لمعلومات عن عمليات التنصت على الاتصالات، التي تمارسها “الوكالة” داخل الولايات المتحدة وخارجها، بما في ذلك هواتف 35 من القادة والزعماء الأجانب، بينهم هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل “الصديقة” للولايات المتحدة.
اختراق اتصالات القصور الرئاسية
في سياق متصل، كشفت مصدر أمني عن قيام أجهزة سيادية بفتح تحقيقات موسعة وعمليات تمشيط، وتأمين لمنظومة الاتصالات، بعدد من القصور الرئاسية والحكومية والمنشآت المهمة، من أجل الكشف عن أي أجهزة للتجسس بها، بعد ورود معلومات عن زرع أجهزة اختراق داخل هذه المقرات، مرتبطة بالمخابرات الأميركية, وذلك إبان حكم “الإخوان المسلمين”.
من جانبه، أكد الخبير الاستراتيجي اللواء كمال عامر، رئيس المخابرات الحربية الأسبق لـ”العربية.نت”, أن “التنصت” على الاتصالات المصرية من قبل المخابرات الأميركية أو غيرها، دائما ما يكون وراءه نوايا سيئة تهدد سلامة البلاد، فهذه الأجهزة المخابراتية لم تتنصت على مصر كي تحتفظ بالمعلومات المتحصل عليها، وإنما لكي تستغلها على أكمل وجه.
المعلومات للأصدقاء مقابل المصالح
وأضاف عامر: الأخبار والمعلومات المسربة عبر التنصت تمثل أخطاراً جسيمة على البلد، خاصة إذا كان للمتنصت أهداف ومصالح عليا، كحالة أميركا، متسائلاً: ماذا بعد أن يتعرف “المتنصت” على أسرار عسكرية واقتصادية واجتماعية؟ ماذا يفعل بها؟ من المؤكد أنه يستغلها أسوأ استغلال.
وأوضح عامر، أن المخابرات الأميركية تأخذ لنفسها من المعلومات المتحصل عليها، ما يمثل أهمية ومصالح متنوعة لها، أما بالنسبة للمعلومات الأخرى فهي تبحث عن صديق لها بالمنطقة، قد يكون بحاجه لمعلومات عن مصر، وتمنحه هذه المعلومات مقابل مصالح مشتركة بينهما.
المنظمات الدولية وعملية لا أخلاقية
واستطرد الرئيس الأسبق للمخابرات الحربية المصرية اللواء كمال عامر: غالبا ما تكون المعلومات المسربة عبر التنصت تهم إسرائيل صديقة أميركا، أو تهم جماعة الإخوان المسلمين، ولأن “التنصت” عملية لا أخلاقية من الأساس فإنه متاح للمخابرات الأميركية ومباح لها نقل أي معلومات لحلفائها وأصدقائها المقربين.
واختتم “عامر” تصريحاته منادياً بالضغط على المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة لوضع قيود على تسريب المعلومات من دولة إلى أخرى، لكون هذه التسريبات تمثل خطراً على أمن دول أخرى.
التدخل الفني على شبكة الاتصالات
وعن أمن الاتصالات، قال المهندس عقيل بشير، رئيس الشركة المصرية للاتصالات الأسبق لـ”العربية.نت”, إن أمن الاتصالات هو مجموعة الإجراءات التي تكفل منع العدو من الحصول على معلومات عن طريق الاتصالات، ومنعه من التدخل الفني أو التكتيكي على شبكة الاتصالات.
وأردف “بشير”: كما أن هناك ثورة معلومات وثورة اتصالات، فهناك ثورة في عالم التجسس أيضاً، ومن الصعب السيطرة على التجسس ووقفه, إلا عن طريق قوانين دولية تحكم هذه العملية.
اعتذار أميركي وتعويضات مالية
الدكتور مصطفى عبدالرحمن أستاذ القانون الدولي ونائب رئيس جامعة المنوفية أشار لـ”العربية.نت”, إلى أن للأمر شقين، أولهما يتصل بالعلاقات بين البلدين، بحيث يمكن للدبلوماسية المصرية الاحتجاج على ما حدث من تنصت، ويكون واجباً على الولايات المتحدة تقديم اعتذار عن هذا المسلك، وقد يستلزم الأمر تعويضاً مالياً، وثانيهما يتعلق بالتعرف على من أعانوا على التنصت، سواء كانوا موظفين بالحكومة أو خارجها ومحاكمتهم جنائياً، ولفت إلى أهمية التقصي وراء هذه المعلومات لمعرفة مصيرها وتحديد الجهة التي ذهبت إليها, أو استفادت منها.
بظن بالنسبة للخليج الأمريكان مافي داعي يتنصتوا لأن الخليجين هم ذارعين عندهم كل ادوات التنصت ومخبرين امريكا لكي تتنصت عليهم ويفرجوهم اديش هم ك ل ا ب وفية لهم واولهم السعودية وقطر