سي ان ان – يبدو أن الغرب مختلف مع أغلبية المسلمين حول مسألتين أساسيتين على صلة بالحرب الأهلية السورية، هما أهمية الصراع وطبيعة “السيناريوهات الخطيرة” التي قد تنتج عنه، فالغرب يرى أن صعود تنظيم القاعدة والجماعات المتشددة هو أسوأ كابوس ممكن، ولكن الكثير من المسلمين السنّة يرون أن ما يعتبرونه كابوسا قد تحقق بالفعل بالمجازر التي تصيب أبناء جلدتهم.
قبل عامين كنت قد حذرت من إمكانية أن يتحول الصراع في سوريا إلى حرب طويلة بين ديكتاتور دموي ومعارضة مسلحة يمكن أن تصبح خاضعة لإرادة المليشيات الإسلامية، وذلك بسبب طبيعة الانقسامات المذهبية والعرقية في سوريا والقمع الوحشي الذي مارسته الأقلية العلوية على الأكثرية السنية. وللأسف فقد كان تحذيري في محله.
لكن هذا الأمر لم يكن الحصيلة الوحيدة للحرب في سوريا، إذ أن هناك قضية أخرى هي من تداعيات الصراع، وتتمثل في انقسام العالم العربي وتزايد حدة الانقسامات المذهبية وعودة ظهور تنظيم القاعدة وتحول الملف برمته إلى قضية يختلف حولها الغرب والعالم الإسلامي.
وما لم يتمتع المجتمع الدولي بالوعي الكافي من أجل إدراك تداعيات هذا الصراع والمسارعة إلى وضع حد له فإن تلك النتائج السلبية ستزداد وتتسع، وتؤدي إلى توتر في العلاقات الدولية وتُظهر المؤسسات الدولية الموكلة بالحفاظ على السلام في العالم بمظهر العاجز، فقد قتل أكثر من مائة ألف شخص جراء النزاع وتشرد الملايين.
لقد كان لجنود نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد ما يكفي من برودة الأعصاب لتصوير فظاعاتهم عبر الكاميرات ونشرها، وقد تحولت تلك المشاهد المروعة إلى كنز بالنسبة لتنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية التي تغذت على وحشية الأسد من أجل تأسيس خطابها الجهادي، وتمكنت من القول بأن تدخلها في سوريا جاء استجابة لنداء الكثير من المسلمين حول العالم، وذلك أمر ما كانت تلك الجماعات قادرة على قوله حيال دول أخرى حاولت العمل فيها.
إن المذبحة المستمرة ضد الأغلبية السنية حولت سوريا إلى مقصد رئيسي للمليشيات الإسلامية حول العالم، وقد وفر ذلك لتنظيم القاعدة الذي ظهر في سوريا عبر جماعتين هما “الدولة الإسلامية في العراق والشام” و”جبهة النصرة” عوض الاكتفاء بجماعة واحدة، الفرصة للظهور مجددا على مسرح الأحداث والنجاح ثانية في اجتذاب المتطوعين.
ورغم تباين التقديرات فإن المحللين يتفقون على أن آلاف المسلمين من دول مثل الكويت والشيشان والمغرب وبلجيكا وباكستان والسعودية وفرنسا، وحتى الولايات المتحدة نفسها، سافروا إلى سوريا من أجل المشاركة في القتال، بينما تبرع آخرون بآلاف الدولارات من أجل دعم تسليح المعارضة التي باتت تخضع أكثر فأكثر لنفوذ الإسلاميين.
ومع استمرار تضعضع صفوف الجيش الحر – الذي يغلب عليه الطابع العلماني – بسبب الانقسامات المستمرة في صفوفه، تتولى القوى الإسلامية زمام المبادرة في المواجهة مع نظام الأسد، ولم توفر بعض تلك الجماعات، وخاصة منها التنظيمات المرتبطة بالقاعدة، الجيش الحر نفسه، فقامت بطرده من مناطق سيطر عليها بعد معارك طاحنة مع القوات النظامية.
وفي الوقت الذي تتصرف فيه القوى الإقليمية مثل تركيا والسعودية وقطر وإيران وحزب الله مع الصراع في سوريا على أنه لحظة حاسمة في تاريخ المنطقة يمكن أن تؤثر على مسارها السياسي لعقود، فإن الغرب يبدو وكأنه يفقد الاهتمام بهذا النزاع، بل إن ما يزيد القلق بالنسبة للكثيرين في الشرق الأوسط هو واقع تواتر التقارير الإعلامية الأمريكية التي تنسب إلى مسؤولين أمريكيين قولهم إن سيطرة الإسلاميين على سوريا أو أجزاء منها سيكون أمرا كارثيا.
ولكن بالنسبة لغالبية المسلمين السنة الذين يشكلون 85 في المائة من إجمالي المسلمين بالعالم، والبالغ عددهم 1.3 مليار شخص، فإن المهم هو إزاحة الأسد عن السلطة، سواء كان ذلك على يد التنظيمات الإسلامية أو حتى تنظيم القاعدة نفسه، فبالنسبة لهم السيناريو الأسوأ ماثل أمام أعينهم ويحصل حاليا، إذ ما من ظرف أصعب مما هم فيه حاليا.
وقبل أيام أصدر 72 من علماء الدين في السعودية بيانا دعوا فيه المسلمين حول العالم إلى دعم تحالف المليشيات الإسلامية المعارضة الذي ينشط تحت اسم “الجبهة الإسلامية”، والتي لا تضم “جبهة النصرة” ولا “الدولة الإسلامية في العراق والشام،” غير أن البيان لم يدع المسلمين إلى السفر لسوريا والقتال فيها.
غير أن وصف الصراع الدائر في سوريا بـ”الجهاد” هو تطور خطير، خاصة وأن السعودية تحظر على أئمتها الإدلاء بخطب سياسية المحتوى، بل إن السلطات الدينية العليا في المملكة حضت السعوديين على عدم السفر إلى سوريا.
والغريب في الحرب السورية أنها لم تجذب قدامى المقاتلين الذين خاضوا المواجهات في العراق وأفغانستان ودول أخرى، بل إنها تجذب أيضا الكثير من الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام حديثا، بل وحتى الشبان الذين ما يزالون دون سن الرشد القانونية، والذين يسافرون دون إعلام عائلاتهم، حتى أن إعلان فتاة سعودية عن نجاحها ببلوغ سوريا عبر حسابها على تويتر ولد ردة فعل قوية أظهرت عمق تأثير القضية السورية على المتدينين في المنطقة.
ويبدو أن القتال في سوريا لا يجذب المتدينين فحسب، بل إن بعض من يذهب “للجهاد” في سوريا لا يعرف كيفية الصلاة، وذلك وفقا لشريط عبر موقع يوتيوب يتحدث فيه أحد المقاتلين باكيا عن لقائه بـ”مجاهدين” لا يعرفون كيفية تأدية تلك الشعيرة الدينية.
في عقول بعض المسلمين السنة حول العالم يبدو القلق الغربي حيال دور تنظيم القاعدة والتنظيمات الدينية المسلحة الأخرى وإمكانية وصولها إلى السلطة في سوريا وتأثير ذلك على الأقليات وكأنه تكتيك ينسجم ما يعتبرونه “إبادة جماعية” يتعرض لها أشقاؤهم السنة في سنة، بل إن الخارجية السعودية استخدمت أكثر من مرة تعبير “الإبادة” لوصف ما يجري في سوريا، فبالنسبة للسنة يبدو الغرب وكأنه يقول: “من الأفضل أن يموت السنّة على أن يموت أفراد الأقليات المسيحية والدرزية والشيعية والعلوية.”
لقد أدى هذا التصور إلى التحول الكبير في العلاقات بين السعودية – التي تقود العالم السني – وبين الولايات المتحدة، فقد اعتبرت الرياض أن ما يجري منذ أكثر من عامين في سوريا من بين الأسباب الرئيسية التي دفعتها إلى رفض دخول مجلس الأمن بصفة عضو غير دائم.
هذا التباين في التصورات الخاصة بالغرب والسنة لما يجري في سوريا بحاجة إلى إعادة نظر، فالحقيقة هي أن نظام الأسد وتنظيمات القاعدة هما عملة واحدة بوجهين قبيحين، وإذا ما سارع المجتمع الدولي إلى إدراك هذه الحقيقة فسيتوصل بسرعة إلى الحل الوحيد القابل للنجاح، وهو ضرورة مغادرتهما معا لسوريا.
كلنا معك ياأبوحافظ
https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.net/hphotos-ak-prn1/1530540_698489206837921_1655136345_n.jpg
https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash3/1476152_697272493626259_1322722678_n.jpg
يا السى أن أن
هذا تقرير تضحكين فيه على المغفلين والطائفيين فقط ؟
الم تساعد أمريكا من يسمون نفسهم بالسنه من خلال القاعده فى أفغانستان ؟
ألم تساعد أمريكا فى إسقاط القذافى فهل وصل الشيعه للحكم أو الاقليه ؟
ألم تساعد أمريكا فى إسقاط بن على فهل وصل الشيعه أو الاقليه ؟
ألم تساعد أمريكا فى إسقاط حسنى وصعود الاخوان وإسقاطهم وصعود العسكر وستسقطهم عندما يحين الوقت ؟
أمريكا ضد كل عربى ومسلم بكل طوائفهم ولا تعرف غير مصلحتها ومصلحة إسرائيل !
للاسف كانت سوريا ارض الخيرات وكانت الحياه بها بسيطه والسلع الغذائيه فائضه واسعارها رخيصه وكانت دوله مُصدره بغض النظر عن الحكم الدكتاتوري بها ولكن كانت الحياه سهله جداً والكهرباء والماء متوفره وبأرخص الاثمان والزراعه والصناعه كما اصبحت حلب العاصمه الصناعيه لسوريا وقبلت التجار العرب واستثماراتهم بها ولكن بقدرت قادر اصبحت سوريا ارض للاقتتال وتصفية الحسابات ووكر لكل من هو مُطارد من الجهات الامنيه بدول العالم .
الكُل ساهم بدمار سوريا نظام ومعارضه وجيش حثر والعرب واوروبا وامريكا وكل هذا كرمال الصهاينه وما يدور الان بسوريا يصب لمصلة اسرائيل فقط , ومن يقول بأن الوضع الان بسوريا افضل من حكم الاسد سابقاً فهو أكيد في سبات عميق .
نتمنى ان يرجع الزمان ويبقى الاسد رئيساً لسوريا افضل ممايجري الان , تدمرت البلاد والله يعلم متى سترجع سوريا لوضعها الطبيعي ؟؟؟ وهو الامان وهذا شيئ واحد من الاولويات
أكيد يوجد في الغرب جهات تتمنى ليس فقط أن يباد سنة سوريا إنما جميع المسلمين لكن فشروا لن نسمح أن يسبقونا في الأماني أو الأفعال فقررنا أن تمنى أن يبيد بعضنا بعض بالأفعال وشر البلية ما يضحك