عبدالباري عطوان – القدس العربي
اذا لم تكن هذه الهجمات الصاروخية الاسرائيلية على سورية ‘اعلان حرب’، وعدوانا سافرا، وانتهاكا لحرمة سيادة دولة تعيش حربا اهلية، وبطريقة انتهازية بشعة، فما هي الحرب اذن؟
هذه الهجمات الاسرائيلية المتلاحقة تؤكد ان سورية مستهدفة لأنها تشكل خطرا على دولة الاحتلال، في وقت ترتمي فيه معظم الحكومات العربية في احضانها، وتنسق معها، وتتنازل عن ثوابت فلسطينية من اجل ارضائها.
نحن على ابواب حرب اقليمية مدمرة، واذا اندلعت هذه الحرب فإن اسرائيل والدول الداعمة لها، او العربية المتواطئة معها، تتحمل المسؤولية الكاملة عنها، لان اسرائيل هي البادئة بالعدوان، وهي التي تستفز من خلاله الردّ السوري، او الايراني، فلماذا لا ترسل سورية صواريخ لحزب الله وهي التي تتلقى اطنان الاسلحة من امريكا، ولماذا لا تملك سورية صواريخ تلجأ اسرائيل الى تدميرها، وهي التي تحتل اراضي سورية وتتربع على ترسانة نووية ومئات الآلاف من الصواريخ؟
لا نستغرب، بل لا نستبعد، ان تردّ سورية هذه المرة على العدوان، وان لم تردّ فإنها ستخسر هيبتها ، وكل من يقف في خندقها، وكل ادبياتها حول الممانعة والصمود، فالشعب السوري، والشعوب العربية كلها، لم تعدّ مستعدة لتصديق مقولة الردّ في المكان والزمان المناسبين.
ما يجعلنا اكثر قناعة هذه المرة، بأن الردّ ،وبأي شكل من الاشكال قد يكون حتميا، هو ان الغارات الاسرائيلية الاخيرة على اهداف سورية، سواء كانت معامل نووية، او قــــوافل صاروخـــية في طريقها الى حزب الله، باتت تتكرر وبوتيرة متسارعة، ما يوحي بأنها قد تتكرر في الايام المقبلة، وقد تسير جنبا الى جنب مع غارات امريكية جوية تحت ذريعة اختراق ‘الخط الاحمر’ الذي تحدث عنه الرئيس الامريكي باراك اوباما.
ولعل التصريحات التي ادلى بها السيد عمران الزعبي وزير الاعلام السوري، بعد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء وقال فيها ‘ان هذا العدوان الاسرائيلي يفتح الباب واسعا امام جميع الاحتمالات، ويجعل الوضع المعقد في المنطقة اكثر خطورة’، وان ‘على الدول الداعمة لاسرائيل ان تعي جيدا ان شعبنا ودولتنا لا يقبلان الهوان’، هي تصريحات غير مسبوقة في جديتها ووضوحها وتعاطيها مع هذا العدوان.
لم يسبق ان صدرت بيانات او تصريحات بهذه القوة والوضوح عن السلطات السورية، والتفسير الأبسط لها ان كيل ضبط النفس السوري قد طفح، وان الخيارات امامها بدأت تضيق، وابواب الهروب من المواجهة قد تكون اغلقت.
‘ ‘ ‘
اسرائيل وامريكا في عجلة من امرهما، ومعهما كل الدول العربية الداعمة لهما، فحال الجمود على الجبهة السورية الذي دخل عامه الثالث، وصمود النظام طوال هذه الفترة، بل ووصول تقارير عن تحقيقه بعض التقدم في جبهات القتال، هذا الجمود تريان انه لا يجب ان يستمر، ولا بدّ من الحسم.
الخوف من سقوط الصواريخ والاسلحة الكيماوية السورية في ايدي جماعات سنية (الجماعات الجهادية) او شيعية (حزب الله) تستخدم ضد اسرائيل لاحقا، او من قبل النظام حاليا، كآخر محاولة من اجل البقاء، هو الذي يقف خلف هذا العدوان الاسرائيلي.
النظام السوري استطاع ان يمتص جمــيع الغارات الاسرائيلية السابقة، سواء تلك التي وقعت قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية في صيغتها السلمية، او بعدها، لانه كان يفعل ذلك تحت مسمى الاستعداد وتعزيز القدرات الدفاعية، والحفاظ على سورية الوطن والشعب، ولكن الآن الصورة تغيرت بالكامل، واسباب ضبط النفس تبخرت، فسورية مدمرة ممزقة، واكثر من مئة الف من خيرة ابنائها قتلوا، وجيشها انهك، واربعة ملايين من اهلها شُردوا في الداخل والخارج، فلماذا الخوف الآن؟
الكثير يتساءلون في العالمين العربي والاسلامي عن قيمة الاحتفاظ بهذه الصواريخ السورية اذا كانت لن تستخدم للردّ على هذه الإهانات الاسرائيلية، والاستباحات المتكررة للكرامة الوطنية السورية؟
يتفهم الكثيرون عدم اخذ النظام السوري زمام المبادرة في الهجوم على اسرائيل في ضربة استباقية، ولكنهم لا يتفهمون عدم دفاعه عن نفسه وبلاده في مواجهة مثل هذا العدوان.
امريكا تدافع عن اسرائيل، وتبرر هذا العدوان الصارخ بأنه دفاع عن امنها من قبل دولة لم تطلق رصاصة عليها وتواجه خطر التفكك والصراع الطائفي، فلماذا لا يفعل حلفاء سورية، روسيا وايران على وجه التحديد، الشيء نفسه والتحرك سياسيا وعسكريا لوقف مثل هذا العدوان؟ فالاسلحة التي تدمرها الغارات الاسرائيلية روسية وايرانية بالدرجة الاولى.
‘ ‘ ‘
يجب ان تدرك الجماعات الجهادية الاسلامية ان اسرائيل تريد اسقاط النظام السوري ليس من اجل تسليم الحكم في سورية لها، وانما لبدء معركة اخرى، تشارك فيها الولايات المتحدة ودول عربية واقليمية اخرى للقضاء عليها، وتجربة صحوات العراق هي درس لا بدّ من الاستفادة منه.
السلطة في سورية في حال سقوط النظام ستسلم الى جهة مستعدة لـ’تنظيف’ البلاد من الجماعات الجهادية، حسب توصيف المسؤولين الغربيين، والعاهل الاردني تحدث عن ذلك صراحة عندما قال ان واشنطن تتوقع انتهاء هذه المهـــمة في غضون سنتين او ثلاث بعد اسقاط النظام.
لا بدّ ان القيادة السورية تدرك جيدا، او هكذا نأمل، انه اذا كان نظامها سيسقط، فمن الاكرم له ان يسقط في حرب ضد المحتل الاسرائيلي، وبعد تكبيده خسائر كبرى، خاصة انه البادئ في العدوان، فالأشجار تموت واقفة.
النظام السوري يجب ان يعلن وقفا شاملا للعمليات العسكرية ضد معارضيه، في اطار الدعوة لمصالحة وطنية من اجل التركيز على مواجهة العدوان الاسرائيلي، وكم سيكون موقف المعارضة بطوليا ومسؤولا لو قابلت هذا الاعلان بما هو افضل منه.
الحرب في اعتقادنا بدأت، والمنطقة على شفير هاوية بلا قاع، وينتابنا احساس بأنها ستكون حربا مختلفة في ادواتها ونتائجها، حربا ستغير خريطة المنطقة، ولا نرى انتصارا اسرائيليا فيها، فإذا كانت اسرائيل لم تحسم حربا استمرت 34 يوما مع حزب الله اللبناني لصالحها، فهل ستنتصر في هذه الحرب التي اشعلت فتيلها، خاصة اذا تحولت الى حرب اقليمية او دولية؟ لا نعتقد ذلك.
Twitter:@abdelbariatwan
مع أني بحبك يا ابن بلدي و بقرألك كثير بس جانبك الصواب هون ولساتك عندك أمل في العرب يردوا !!!!! ولك هدول حكومات محنطه وسلاحها وشطارتها على شعوبها قال يردوا على إسرائيل والله نكته !!!!!
كلام عين العقل والمنطق …. بس بدك مين يطبق!!
الرد لن يكون الا بعد عودة السلام والأمن الى سوريا والقضاء على كل تكفيرى قاطع روؤس اطفال ونساء دخل من الحدود المفتوحة من كل النواحى وأتى ليجاهد جهاده المزعوم في رؤوس السوريين وأن تكررت الأستفزازات الأسرائلية فسيكون الرد مباشرة ;)………………….الجزائر
يا كمال الجيش السوري حالتو حرجة وغارق لتحت أذنيه في المعارك ضد التكفيريين ولا يستطيع ان يدخل الآن في حرب وهذا بديهي… لكن حضرة ايران تتفضل لازم هيي ترد بما أنها عارفة الوضع جيدا وما لازم تسمح لإسرائيل بالتمادي أكثر… لان رأسنا انفلق من كتر ما صرحو الإيرانيين انو اذا اعتدت اسرائيل على سوريا لن نسكت وسنرد وينو الرد!!!!؟؟؟؟
والاضرب من هيك انو صرح مسؤول بالجيش الإيراني ان المقاومة سترد!!!!
انو نحنا بلبنان ننضرب ونظل بالحروب وهني دعم وحضور عن بعيد!!!!
او شو رأيك؟؟
صحيح يا مودى لكن أسرائيل ذكية فهى تقصف سوريا الاجواء اللبنانية عن طريق صواريخ موجهة لهذا سوريا لا تريد ان تفتح معركة مفتوحة معها عدا الأنشغال الداخلى لو كانت اسرائيل تدخل بطائراتها الى سوريا كما تفعل في لبنان لأستعاظت سوريا بأسقاط بعض طائراتها وانتهى الأمر لهذا ستبقى تسمعين سنرد في الوقت المناسب واكيد هذا الوقت ليس الأن خاصة ان روسيا هى من تظغط ع الدولة السورية خوفا من انفلات الأمور وألا لكانت الامور انفلتت منذ زمن طويل هاها لماذا قلتى لى جرصتنا بموضوع الطائرة السورية التى اخترقت اجواء أسرائيل هل لديكى فكرة اخرى عن الفيديو ……………………الجزائر
يا كمال صدق لن تتحسن الأمور كثيرا في سوريا هذه حرب قذرة والأمن والأمان في سوريا صعب الرجعة اليهم…. يعني الانتظار لا يفيد بل يزيد الصهاينة تسلطا وكل مرة نتحجج بالحرب الدائرة في سوريا ….انا قلتللك انو ايران الآن يجب ان ترد ممنوع السكوت بعد اليوم على مثل هذا العدوان … والمعركة الكبرى او الإقليمية آتية لا محال وبما ان الوضع في سوريا لن يستقر نسبيا فلماذا السكوت لهؤلاء الصهاينة ولاد الحراام..!!
لأن أيران لا تريد التشويش على برنامجها النووى بكل بساطة يا مودى فهو عندها اهم من أى شيء وهى لا تريد بدء الحرب وأستفزاز أسرائيل بل العكس ولن تكون حرب مادامت اسرائيل تتدعى انها ضربت اهداف محددة ولم تدخل في حرب حقيقية مع سوريا …………………..الجزائر
وبالنسبة ليش قلتللك جرصتنا بموضوع اختراق الطيران السوري فهذا صراحة ليس إنجازا بحجم المرحلة او بحجم الاعتداءات الصهيونية المتكررة على سوريا…
هااااااها انا عندما وضعت الموضوع قصدت فقط ان أقول ان سوريا قامت بردة فعل مباشرة وليس كما يدعى كثيرون انها وقفت فقط موقف المتفرج كان ينقص تلك الطائرة أن تقصف كلام المعلق يقول انها اخافت الأسرائليين كثيرا حاصة انها ظلت عشر دقائق تحلق ولم تستطيع دفاعات اسرائيل استهدافها شيء غريب …………………..الجزائر
للأسف يا عبد الباري كنت حب أقرأ مقالاتك سابقاً لكن هلأ أرائك ما بتعجبني
ويظهر إنك عايش بالوهم أنه يصير فيه رد بس ضحكتني كلمة الهيبة المهدورة إذا لم ترد هههه
وكأنه عندما دخلت طائرات إسرائيل سابقا وقصفت موقع سوري ولا عندما حلقت فوق قصر الرئيس ومع ذلك لم نرى رد واحد من الجبان بشار لم يكن انتقاص للهيبة ولا يستوجب الرد !!
ولا عندما تبقى أرضنا محتلة 30 سنة ولا تطلق رصاصة واحدة اتجاه إسرايل وكأنه فيه معاهدة سلام معها ليس انتقاص من هيبة الدولة !!
الله يوفقك يا عطوان شبعنا من الحكي الفاضي عن المقاومة والصمود من هالجبان لذلك لا رد ولا رح يرد هالجبان 000ريتهم يردوه على القبر عن قريب حتى نرتاح …شكراً مسيو كمال
هاااها على شو يا نور ………………الجزائر
ولو على جهدك وتعبك بنقل الأخبار …بس شايفة اللي مصدقين أخبارك ما في حدا منهم ومو متل ما قلت عم يكتروا شكلهم عم يتقلصوا ….