وصل إلى السلطة أكثر من مرة عبر صناديق الإقتراع ، بالرغم من مخططات غربية لدعم المعارضة اليمينة فى بلاده لإفشاله ، يسارى محبوب فى بلد تقوم على الاشتراكية ، معارض للهيمنة الامريكية فى عالم يخضع فيه الأغلبية لتوجهات العم سام بدون نقاش ، مناصر للقضية الفلسطينية فى صارعها المستمر منذ عقود بالرغم من الأميال التى تفصل بلده على فلسطين ، ربما يكون غير محبوب كثيراً لدى الأنظمة الحاكمة فى الدول العربية لمواقف عدة ، لكنه بقى صديقاً للشعوب العربية بالرغم من تباعد المسافات ، ربما لأن الشعوب العربية قد وجدت فيه ما أفتقدوه فى زعمائهم ، و ربما لأن شجاعة الرجل فى مواجهة أمريكا و إغلاقه لسفارة إسرائيل فى بلاده و حديثه الدائم المناصر للقضية الفلسطينية ، ودعمه للفقراء فى بلاده و تشكيله لجبهة ثورية معارضة للديكتاتورية الامريكية هو ما جعله يلقى إستحسانا لدى بعض ـ بل الكثيرين ـ من العرب ، هو ” هوجو تشافيز ” إذن !
ربما صداقات الرجل و بعض سياساته ـ أنا شخصيا أتحفظ على بعض هذه السياسات ـ قد قللت من تلك الشعبية أو أثرت على علاقاته الغير قوية بالأساس مع أنظمة الحكم فى معظم البلدان العربية ، منها مثلا رفضه للتدخل الغربى للقضاء على نظام معمر القذافى فى ليبيا ، وتقاربه الشديد مع إيران ونظامها الحاكم ، و رفضه لإسقاط نظام بشار الأسد فى سوريا ، ربما هى مواقف تؤخذ عليه من وجهة نظر البعض ، وربما هى ما تفسر غياب تام للقادة العرب عن جنازته ، لكن فى المقابل ستبقى له بعض المواقف التى لن ينساها التاريخ ، تشافيز ناصر القضية الفلسطينية دائما ، و أيد حزب الله فى حربه ضد الكيان الصهيونى ، و ساعد الدول العربية فى منظمة الأوبك ليصل سعر النفط إلى قيمة مقبولة ، وقف ضد العدوان الامريكى على العراق ، و ان لم يكن ذلك كافيا .. فيكفيه أنه من الزعماء القلائل الذين صرخوا فى وجه أمريكا ، بينما يعجز كثيرون عن حتى مناقشة بعض التوجيهات الأمريكية لهم !
تشافيز يمكن وصفه بالرئيس الذى شعر بالفقراء والمهمشين فى بلده ، هو “سيمون بوليفار” جديد لكن بنكهة أخرى ، ربما إختلفت حوله الآراء .. لكنه إحتفظ بشعبية ليست بالهينة فى بلاده ، بل فى أمريكا الجنوبية كلها ، رحل تشافيز لكنه ترك إرثأ لا يُنسى ، رحل بعض صراع دام لعامين فى آخر معاركه .. والتى كانت مع السرطان ، و كما قال عنه صديقه الكوبى راؤول كاسترو :” أهم شئ أنه رحل دون أن يُهزم ” ، رحل تشافيز .. ليترك فنزويلا أمام إنتخابات رئاسية جديدة تفرز رئيساً جديداً إما أن يسير على نفس دربه أو يغير إتجاه السير !