بقلم: حيدر محمد الوائلي
كانت رسالة من السماء لأرضٍ مُلئت موتاً وفساداً وظُلماً لبث الروح فيها والصلاح والعدل، فتحقق لها التغيير المنشود ولكن لبرهة فسرعان ما عاد الفساد والموت والظلم وبإسم الدين هذه المرة فكان أبشع وأمرّ.
ما خان أمينها ولكن الناس لا الله ورسوله إئتمنوا الخائن عليها ليتحول منبرٍ صُدِح من على أعواده بأمر الله علماً وعدلاً وأخلاقاً إلى بوق دعاية سلطانية يمتطيه شاهد زورٍ لحصد البيعة والترهيب، فتلاقفوها تلاقف الطفل للكرة وإتخذوها مُلكاً عضوضاً ولازات تلك المنابر يعلو صوتها في الوقت التي أُخرست منابر العلم والعدل والأخلاق.
كانت رسالة حقٍ أرادها الله أن تكون شمعةً تضيء صراطه المستقيم فجعلوها حرائق تلتهم الناس ليسلم عرش الأمويين والعباسيين بأسم خلافة المسلمين، وتبعهم على نهجهم شعوباً وسلاطين يفسدون بأسم الدين.
من حسرة رسول الله (ص) الذي ما أوذي نبي مثل ما أوذي ولا زالت أمة المليار مسلم تؤذيه كل يوم بسوء صنيعها وتحسب سوءها يقربها لله زلفى، فها هو شجى حسرته يسمعه من له لبٌ وقلب سليم.
إرتدوا لباس التقوى زوراً ونفاقاً وصاروا بإسم الله يفتون ويحكمون، ولهم أنصار يبايعونهم ويتبعونهم بكماً لا يتكلمون إلا بما يؤمرون وصماً لا يسمعون إلإ ما يُلَقّنون.
منافقون أشد ضرراً وأذىً وتدميراً وفساداً على الدين والناس من كافرٍ يصيح بملئ الفم أنا كافر…! (إن المنافقين في الدَّرْك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا)اية145/النساء.
يُظهِر المنافق خيراً ويكتم شراً ويضع مبرراً لنفاقه وشره فأول درب النفاق تبرير يقنع نفسه به ليعينه اول الأمر على مواجهة رد فعلٍ نفسيٍ لتأنيب الضمير وسرعان ما يضمحل التأنيب ليبقى النفاق متسيداً، وفي القران الكريم سورة كاملة إسمها (المنافقون) وايات كثيرة متفرقة للتنبيه من خطرهم الكبير وفداحته.
طبعاً لا يقر المنافق بنفاقه عند مواجهته بالأمر فهو يلجأ لأتهام من يبين نفاقه بالكفر والزندقة والإخراج من الدين وتصيد عيوبه، وأكثر المنافقين شراً من كانت صفته رجل دين.
له شخصيتان: الاولى ظاهرية يتعامل بها مع الناس زوراً، وأُخرى باطنية لشهوته ومعتقداته وميوله العصبية والشهوانية، ويتصور أن يقيه التظاهر النقد والأهانه وكشف حقيقته بحقيقة وعقيدة صحيحة هو أراد تدميرها.
يخطابهم الله تعالى كاشفاً تلك الأزدواجية في التعاطي بأمور الدين بقوله: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون)آية85/البقرة.
تكاثروا اليوم ومزجوا فساد السياسة بفساد الدين ومن ثم بفساد الطائفية بأسم السنة والشيعة يتناوشون، فموضة اليوم حديث الطائفية السنية والشيعية كما كانت…!
تُناصر الشعوب وأنظمة الحكم والدين ورجاله لا على أساس العلم والأخلاق والأنسانية والتعايش بل وفق التبعية السنية والشيعية، فما يُعتبر جهاداً في مكانٍ يُعتبر ذات الفعل في مكان ثانٍ فساداً، ورجال دين تخطب وتناصر من على منابر هؤلاء وهؤلاء وكلٍ له وسائل إعلامية جبارة وتمويل أكثر جبروتاً، وإسرائيل من خلف ظهرانيهم تبني وتخطط لتدمير كلاهما وأكثرهم لا يعقلون.
كان عندهم قبل بضع سنوات معدودة يحرم الخروج على الحاكم ولو كان ظالماً لأنه ولي أمرّ…! فصار اليوم جهاداً وربيعاً عربي…! ولازال بعض الحكام ممن تشتهيه أنفسهم يحرم الخروج عليه دون غيره…!
صار دين الأسلام سلعة تباع وتشترى، بعدما كان سلعة تباع وتشترى، وسيبقى سلعة تباع وتشترى ما دام للزور الديني منابر وقنوات إعلامية وأنظمة حكم داعمة وممولة مثلما كان له كل ذلك تاريخياً بأسم الخلافة والحكم.
ما فسدت الأرض أكثر إلا بأسم الدين الذي به الكثيرون يتجارون ويتكسبون، ولم يكن هو دين الله ورسوله المقدس ولكنه دين الزور والسياسة والهوى والشهوة فكان الصوت الأعلى فيما مضى واليوم للثاني.
كان شراء الدين رخيصاً في الماضي البعيد وصار شراؤه أرخص في الماضي القريب وأصبح ثمن بيعه وشراؤه بخس دراهم معدودة اليوم.
من هوان الدنيا أي يبرز بإسم الدين الناعقون مع كل ناعق من الحاقدين الميّالين مع كل ريح، وأن يسمى الجاهل الحاقد المنافق عالماً بل مفتياً ورجل دين فيا لله وللفتوى ورجالها.
من آهات وحسرات في حشاشة القلب أرادت وتريد وستبقى تريد للأمة أن تنهض من سوء حالها لخيره ولكن (يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون) اية30/يس.
تخرس أفواه من تريد أن تنير العقول بالحكمة والعلم وحسن الدين والمعاملة و(الدين المعاملة) في الوقت الذي تُفغر أفواه من يتكلم بأسم الدين زوراً وجوراً وطائفية ممن أشاعوا الخراب وملئوا عقولاً بالأحقاد وقلوباً بالكراهية، فهم لا يطيقون ديناً يسلبهم شهوتهم وسطوة حكمهم ودينهم المفصل عليهم فأعدوها حرباً عليه وثأراً منه وبإسمه.
لم يهنئوا بما جنوه من دينهم الشهواني لا بدين ولا دنيا فقد ضيعوا الأثنين معاً ولم يشعروا بسكينة دين الله تسكن صدورهم التي سكنها نار الكراهية وشهوات النفوس ولا يسع قلبٌ نور الله وظُلمات الشر.
بالكاد ينام ليستيقظ فيجد نفسه صفراً في ميزان العلم والأخلاق والحكمة حتى لو ملك ما مَلَك من سلطة وشهوة وسمعة ومنصب، في هذه الوقت الذي فيه الأصفار يحكمون ويفتون بأسم الله.
دين الله ثورة تغيير وإصلاح وصلاح، فتراهم يخافونه لأن سيحدث تغيير كبير في دينهم الذي تلقنوه وورثوه فأتبعوه على عمى فتراهم يلقنونه غيرهم على عمى أيضاً من على منابرهم الجديدة ووسائل إعلامهم المتطورة وميزانيتهم المالية الضخمة وما تم دعمهم إلا لغرض الأستمرار بتلقين أجيال العميان على هذا النهج الذي ألفوا آبائهم عليه عاكفين.
ولأن البعض سيكون ضحية هذا التغيير الذي سيطالهم لو سمحوا لنور العلم والأخلاق والحكمة أن يتوغل في العقول المظلمة لا من جهلٍ بل من تعتيم على الحق، فالحق مستقيم وأكثرهم له كارهون ومحاربون.
لم يعوا من القران (ادع إِلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هُو أَعلم بمن ضَلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)اية125/النحل، ولم يعهدوا نبياً وصفه الله (وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم) اية4/القلم، فقرانهم القتل والحقد والكراهية ونبيهم ليست له أخلاق إذا كان ما يفعلونه اليوم يلصقونه بالقران الكريم وسنة النبي الأكرم (ص).
(إذا إرتدى الزور لباس التقوى ستقع أكبر فاجعة في التاريخ) من قول لرادها كريشنان.
وقد وقعت، ولازالت.
مقال جميل ……………….الجزائر
للاسف الدين أصبح مطيه لمن لا مطية له ! حق يراد به باطل !
أصبح الدين وسيله لمن يريد السلطه والمال فيصعد به لينال ما يريد حتى نابليون بونابرت أصبح مسلما ؟
نعم نابليون الفرنسى عندما غزا مصر أصبح مسلما وهذا ليس بحلم حلمته أو كلام أخترعته لاتهم به الخليفه نابليون !
فعندما غزا نابليون مصر كتب خطابا لاهل مصر يخيل لقارئه بأن من كتبه خليفة المسلمين لرعيته وليس شخص آخر ؟ جاء فى خطاب الخليفه نابليون :
( بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله لا ولد له ولا شريك فى ملكه ) ! نعم قالها نابليون وليس أنا ؟
ويكمل بقوله : فأما ورب العالمين القادر على كل شىء فإنه قد حكم على إنقضاء دولتهم ( يقصد المماليك الفاسدين فى مصر ) !!!! يا أيها المصريون قد قيل لكم إنى ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم فذلك كذب صريح فلا تصدقوه وقولوا للمفترين إنى ما قدمت أليكم إلا لاخلص حقكم من يد الظالمين وإنى أكثر من المماليك أعبد الله تعالى وأحترم نبيه والقرآن العظيم ؟ وإن جميع الناس عند الله متساوون وإن الذى يفرقهم هو العقل والفضائل والعلوم فقط ! ويكمل بقوله فإذا كانت الارض المصريه إلزاما للمماليك فليرونا الحجه التى كتبها الله لهم ولكن رب العالمين رؤوف وعادل وحليم وبعونه وتعالى من الان فصاعدا لا ييأس أحد من الاهالى !!
أيها المشايخ والقضاة والائمه قولوا لامتكم بأن الفرنساويه هم أيضا مسلمون مخلصون وإثبات ذلك أنهم نزلوا فى روميه الكبرى وخربوا فيها كرسى البابا الذى كان دائما يحث النصارى على محاربة المسلمين ثم قصدوا جزيرة مالطه وطردوا منها من كانوا يزعمون إن الله تعالى يطلب منهم مقاتلة المسلمين ؟ فإحتار المصريون بكلامه وإنشقت صفوفهم إلى نصفين قسم يصدقه وقسم يعرف بأنه كذاب وما هى إلا حيله منه لاحتلالهم !
وقد صدر كتاب لمؤلف باكستانى أبو أحمد جل الوحيد بعنوان ( نابليون المسلم ) !
يحاول أن يثبت فيه صحة إسلام نابليون وبأنه إعتنق الاسلام عن إخلاص وبنى جامع كبير وأباح لقادته وجنوده دخول الاسلام حتى أن أكبر قادته وإسمه جاك مينو دخل الاسلام وسمى نفسه جاك عبدالله مينو ؟ فكان يتلو القرآن ويؤدى الصلاة فى المسجد كل جمعه ويقيم الصلوات الخمس وتزوج فتاة مسلمه !
يقال بأن نابليون إعترف فى آخر أيامه عن هذا الخطاب فقال : ( بأنه قطعه من الدجل ولكنه دجل من طراز خاص ) ؟
واليوم أصبحنا كلنا ضحيه للدجالين بإسم الدين ! إلبس غتره ( قطعة غماش بيضاء ) وأطل لحيتك وقصر دشداشتك وإحفظ آيه وحديثين وأكثر من قال الله وقال رسوله فيصبح الكل يطبل خلفك ! وتقودهم قود النعاج بل يتقاتلون للدفاع عنك حتى لو كنت لوطيا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!