راجح الخوري – النهار اللبنانية

فوجئ الذين كانوا يستمعون الى كلمة محمد مرسي في قمة الدوحة، عندما هدد غاضباً بقطع الاصابع التي يمكن ان تمتد الى مصر وخصوصاً بعدما التفت يمنة ويسرة الى الحاضرين وهو يطلق هذا التهديد !
وسرت في اوساط الرسميين تساؤلات عمن يتهّم مرسي بمد الاصابع الى مصر وليس هناك بين الدول الحاضرة من اصابع او ايدٍ او رغبة عند احد يمكن ان تعكر عليه وعلى حكم “الاخوان” حال الهدوء والاستقرار والازدهار التي تهيمن على الوضع المصري، فليس من ضربة كف في ارض الفراعنة الجدد !
لكن سرعان ما تبين للصحافيين المصريين ان مرسي كان يكرر تهديداً سبق ان وجهه قبل ايام الى المعارضة التي تشعل مدن مصر وشوارعها، عندما قال انه اذا اضطر الى اتخاذ ما يلزم لحماية البلد فلن يتأخر، وان كلامه ليس استكباراً او اعلاناً للحرب على احد، وهنا اضاف بالعامية: “لكن اللي حايحط صوابعه داخل مصر حقطعها… انا شايف صبّاعين ثلاثة بيتمّدوا جوا من توافه لا قيمة لهم في هذا العالم “!
التهديد بقطع الاصابع التي تمتد الى مصر من الداخل ربما يكون مفهوماً، اما ان يكرر مرسي هذا التهديد امام القمة العربية فإنه يقع في خطأين، الاول انه يوجه الى المعارضة في الداخل تهديداً من الخارج ومن موقع غير مناسب، إذ ما دخل القادة العرب بمسألة الاصابع وقطعها في حين كان الاهتمام مركزاً على الازمة السورية والقضية الفلسطينية، وثانياً ما الداعي الى ان يحرج مرسي نفسه وبلده باطلاق التهديد من القمة وهو ما يمكن ان يستجلب الاصابع للتدخل في مصر؟
واذا كانت تهديدات مرسي قد اثارت موجة من الانتقادات الداخلية بعدما اعلنت “جبهة الانقاذ الوطني” رفضها “هذا التهديد المسيء الى صورة مصر ومرسي نفسه دون أي مبرر”، سارع مستشاره ايمن علي الى التوضيح، ان مرسي لم يقصد التهديد، ولكأن قطع الاصابع ليس تهديداً، بينما ارتفعت تعليقات مؤيديه داعية الى قطع الاعناق بدلاً من الاصابع، وعند هذا الحد هبت روح الفكاهة المصرية في موجة جديدة من السخرية والتهكم ضد مرسي على مواقع الاتصال الاجتماعي، وجاء فيها على سبيل المثال: “حد يقول للريس ما يقطعش الصباع وهوّا جوّا مصر لازم يطلعه برا الاول لحسن يعمل غرغرينا، والمصحف انت مسخرة يا مرسي، في رئيس يا جدع يقول صوابع؟ صباع ايه يا ابو صباع؟ يا عمّ ارحم مصر كلامك مالوش معنى الله يكسفك، الله يخرب بيتك وبيت جماعتك واخوانك اللي خانقنا بيهم، ايه معنى صوابع بتنحط في مصر؟ نبوس ايدك اقطع الصوابع وخلصنا، يا نهار اسود صوابع كفتة ولا صوابع محشي”؟

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *