دمشق هذه الأيام لا تشبه نفسها قبل شهر من الآن، مطوقة بالجيش، تعج برجال الأمن السوري والشبيحة بسلاحهم الكامل.

دمشق تجمع نقيضين يبدو اجتماعهما كوميديا سوداء، تخرج المسيرات المؤيدة هاتفة بالطائفية علانية، في الوقت نفسه الذي لا يترك المتكلمون باسم النظام فرصة إلا ويتهمون المتظاهرين والمعارضين بزرع الفتنة والمناداة بها، وتبدو المسيرة التي خرجت في السابع من نيسان أبريل في يوم ميلاد حزب البعث (كما يسمى رسمياً في سوريا طوال 40 عاماً) تجسيداً وقحاً لطائفية يبذل النظام جهده في بثها ونشرها.

حمل المؤيدون يوم 7 أبريل/ نيسان قلادة لسيف الإمام علي بن أبي طالب وعليه العلم السوري وصورة الرئيس بشار الأسد، وإن كانت الصفة العامة لتلك المسيرات هي الرفاهية المبالغ فيها، وسيارات الهمر التي تتصدر المسيرة، فإن ذلك كله هذه المرة بدا وكأنه طبيعي إذا ما قورن بالنزعة الطائفية التي قصد مؤيدو الأسد إظهارها مستفزين مشاعر الناس أولاً ومؤكدين أنهم هم من يزرع الطائفية، وتبقى هتافات المسيرة “شبيحة للأبد لأجل عيونك يا أسد” أقرب لممارسات النظام وتجسيداً لفكره دون زيادة ولا نقصان.

في مقابل تلك المسيرة تمت الدعوة إلى اعتصام سلمي أمس أمام البرلمان (مجلس الشعب السوري)، يحمل السلمية والابتسامة شعاراً له، وتقتصر شعاراته على الدعوة لوقف القتل في محاولة لمتابعة ما فعلته الناشطة ريم دالي قبل يومين عندما ارتدت اللون الأحمر ورفعت شعار “أوقفوا القتل” أمام البرلمان وأمام السيارات بجرأة حسدها عليها الرجال.

ثمة من سمى الاعتصام الصامت أمام مجلس الشعب “بالاعتصام الصاروخ” لسرعة انفضاضه خوفا من الاعتقال والرصاص، وتقول الناشطة خولة دنيا والتي أطلقت صفة الصاروخية على الاعتصام: “كان من الرائع أن الوقفة مرقت بدون اعتقالات.. وكان من المؤسف كذلك أنها لم تستمر سوى دقائق معدودات.. تعودنا على المظاهرات الطيارة في قلب دمشق التي لا تتجاوز الربع ساعة.. أما الاعتصام “الصاروخ” فهو إحدى إبداعات الشباب الجديدة.

أخشى أن نصل لمرحلة رمشة العين، أو زرقة الفأر.. بكل الأحوال كان من الرائع أن نلتقي من جديد.. وأن يكون هناك من عنده الاستعداد للنزول لوسط دمشق بعد كل الوحشية التي أتحفنا بها النظام.. “

وتبقى السلمية والاعتصامات الصامتة خاصة بالمعارضين والمناهضين لحكم الأسد، والمظاهر الطائفية والهتافات التشبيحية أحد أهم صفات مسيرات المؤيدين.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫13 تعليق

  1. شو ها الحب والاخلاص والوفاء لقائدهم مكتوب على اللافتة الشعوب تحرق انفسها لعزل رؤسائها ونحن نحرق انفسنا ليبقى الاسد قائدنا

    1. إنه الرعب والخوف …. الأخ جاسوس على أخيه ..والأبن على أبيه … الكل يرتعب وأمامه مشاهد الرعب وفديوهات الذبح وهم يتعمدوا أن يصورها حتى يبث الرعب في قلوب الجميع

      وعندما يسقط النظام بإذن الله …فسوف يشاهد العالم جميعا هؤلاء وهم يحرقون البطة بأنفسهم وبأيديهم
      مثل ما فعلوا مع القذافي …..

      1. سراج يا من تكلمت بلعادة وتقول قال الله وقال رسوله تتكلم على مافعلوه بلقائد معمر القدافي وتفتخر بما عملوه مع اسير الدي الله ورسوله اوصو بهم خيرا
        اتقي الله في كلامك

    2. ههههه بأيا قرن عيشي إنتي…. ما حلك تفهمي إنك غلط و إنتي وحيدة بنورت عم تحاريبي الكل
      لعيون سفاح الشام ..فعلا عايش بغير كوكب

  2. {الشعوب تحرق نفسها لعزل رؤساءها ونحن نحرق أنفسنا ليبقى الأسد قائدنا }
    ماهو حرق كل شي ودمر كل شي والناس الحين تموت بسببه وهو لاهي ولاهمه اهم شي يحافظ ع الكرسي بس ..

  3. الله يحرقك يا كلب يا بشاار انتا وكل مين بيدافع عنك
    وذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها

  4. ولسة العالم عميعطيه فرص ومهل لأيمتا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ليخلص على الشعب كلو ما

  5. الامة مثل الام ولادة لن ينقرض الشعب السوري
    لكن بشار سيلبس البدلة الحمراء في يوم من الايام
    حسني و معمر و غدر بهما الزمان فما بالك عاشق هاري بوتير !!

  6. كلامك ياقاضي مثل البندق الفاضي طقش بلا معنى( يضرب هذا المثل القديم في الكلام غير المجدي)

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *