وائل قنديل – “الشروق” المصرية
المستفيد الأول والوحيد من الضربات الصهيونية لأهداف سورية هو بشار الأسد، وإذا كانت هذه الضربات قد ألحقت أذى بالمشاعر العربية من هذه العربدة الإسرائيلية الصفيقة فإنها وبلا شك نزلت بردا وسلاما على قاتل شعبه الذى حصدت آلته الإجرامية مئات الشهداء فى بانياس خلال اليوم السابق لغارات من يناصبهم عداء استثماريا لطيفا لا يصل أبدا ولم يصل إلى صدام.
لقد تفوقت بشاعة بشار فى حصد أرواح شعبه على نفسها، وتجاوزت فى انحطاطها مجازر الصهاينة فى دير ياسين وبحر البقر وصبرا وشاتيلا وقانا، وبينما كان يقف عاريا من أية شرعية أخلاقية أو إنسانية، جاءه الغوث من «العدو اللذيذ» الذى لا يستغنى عنه أبدا، حيث سرقت أنباء الهجمات الاسرائيلية الأنظار عن أخبار المذابح الأسدية فى المدن السورية.
وبدلا من الحديث عن عمليات الإبادة التى يرتكبها النظام السورى بحق شعبه تبدلت الأحوال، وانتقلت دفة الحديث إلى العدوان الإسرائيلى على سوريا، ليتحول بشار من قاتل إلى نورس مكسور الجناح على ظهر سفينة، وينتقل من مجرم فى قضية إلى ضحية فى قضية أخرى.
إن العربدة الصهيونية فى الأراضى السورية جريمة مرفوضة من كل مواطن عربى لديه الحد الأدنى من الإحساس بالكرامة، غير أن الوضاعة الإنسانية المجسدة فى ممارسات الأسد ونظامه ضد الشعب السورى جريمة أكبر وأشنع تستوجب ،ليس فقط الإدانة، وإنما أيضا التصدى لها من كل عربى يمتلك الحد الأدنى من الحس الإنسانى.
لقد تلقفت جوقة الطبل والزمر من «قومجية القتلة والسفاحين» الهدية الصهيونية وراحت ترقص مرة أخرى بكل مجون وخلاعة على إيقاع موسيقى الممانعة المزيفة، واستعرت الحناجر بالهتاف الأجوف عن المقاومة والنضال منطلقة من أن القصف الصهيونى استهدف شحنات صواريخ كانت فى طريقها للنظام السورى وامتداداته، وهنا قمة البهتان والتدليس لأن هذه الأسلحة لو صحت رواية قصفها لم تكن لتنطلق باتجاه العدو الصهيونى أبدا، وإنما توجه دوما إلى صدور الشعب السورى العارية، ذلك أن التاريخ لم يسجل ولو مرة واحدة حالة مقاومة لأبطال الممانعة الكوميدية الذين لم يضبطوا يوما فى حالة دفاع عن النفس فى مواجهة سيل من الإهانات المتكررة من قبل الإسرائيليين.
ومن باب النصب والاحتيال أن يحاول شخص أو تيار يعتبر المقاومة الحقيقية (فى فلسطين) عدوا لمصر ويحرض الشعب عليها ولا يمانع فى تصفيتها بالسلاح الصهيونى.. يحاول أن يبيع لنا قوميته وعروبته التى نبتت فيه فجأة بمناسبة القصف الصهيونى الوقح لأهداف سورية، كما أنه من السذاجة أن يتصور أحد أنه بالإمكان سرقة وعى المواطن وصرف ضميره عن متابعة مأساة الشعب السورى على يد نظامه إلى تصديق وهم العداء الإسرائيلى لبشار الأسد.
غير أن الطريف فى المسألة أن نظام الأسد فى هذا الموقف يستلهم دراما حرق المجمع العلمى فى مصر كسلاح استخدمته السلطة لكسب التعاطف والتحريض على المتظاهرين ويتحدث إعلامه عن استهداف مركز الأبحاث العلمية فى ريف دمشق.
لكن الأكثر كوميدية أن بعض المعارضة الظريفة فى مصر وجدتها فرصة لتحمل الرئيس الإخوانى المسئولية عن العدوان الإسرائيلى.
وعلى من ينتظرون رد بشار الأسد على إسرائيل ألا ينتظروا شيئا كبيرا، لأن الرد لن يخرج عن رسالة رقيقة للصهاينة تقول «شكرا للمساعدة».
فعلا البطة هو المستفيد الوحيد من هكذا أفلام محروقة و يحتفظ بحق الرد طبعا
لكن ما لا يحسبه هذا النظام أن هذه الضربة أثرت على فيلمه و بدأت الخلافات على من يرد عليها إيران تطلب من سورية الرد و سورية من حسون و حسون من الفلسطينين و الفلسطينين من إيران و لن يرد أحد سبحان الله
يمكن جدا ما كتبته ان يكون صحيح وخاصة وان التننيين واحد
بس ما رح يقدر يقتل بشار كل السوريين ولا رح يخلصو الفلسطينيين اصحاب الحق دايما هم من ينتصرو بالنهاية
سلام…. يا سلام يا ورود كيفك و كيف احوالك و بنوتك و البيبي ان شاء الله ملاه و زينين يا رب
ورود هل لا زلت في اتصال مع مراحب؟ هل عندك عنوان بريدها ؟ا