راجح الخوري – النهار اللبنانية

الحديث عن حرب مذهبية بين السنّة والشيعة لم يعد يشكل اكتشافاً، انه حقيقة زاحفة عبر تعبئة من الكراهية المستجدة في المنطقة كلها، وقد ساعدت في تأجيجها سياسات التدخل والتهديد الايرانية سواء بسبب سعي طهران الى لعب دور قيادي ومحوري في الاقليم، وسواء بسبب جعلها الاقليم ساحة لمقارعة “عدوّها” الاميركي و”المستكبرين”، وهو مثلاً ما دفع علي خامنئي الى القول انه يريد ان يهزم اميركا في لبنان!
الفظاعات التي تجري في سوريا قد تشعل هذه الحرب البغيضة، ولم يكن احد في حاجة الى مقال اللورد بادي اشداون في “التايمز”، الذي جاء فيه “ان سوريا هي منطلق الحرب الكبيرة بين السنة والشيعة”، ولا كان احد في حاجة الى تحذير السيد حسن نصرالله من ان “هناك من يدفع لبنان الى اقتتال مذهبي ومن يريد ان تكون بيننا وبين الفتنة ايام قليلة”!
وقبل ان يرفع نوري المالكي صوته المتهدج واصبعه، محذراً من ان هزيمة الاسد ستؤدي الى حروب اهلية ومذهبية في العراق ولبنان وانقسامات في الاردن، كان مهدي طائب وهو رجل دين بارز في ايران قد قال صراحة: “اذا خسرنا سوريا نخسر طهران. ان سوريا هي المحافظة الايرانية رقم 35 الاكثر استراتيجية بالنسبة الينا، فاذا هاجمنا العدو في سوريا او في خوزستان فالأولى بنا ان نحتفظ بسوريا”!
وعندما يكرر خامنئي ان طهران لن تسمح بسقوط الاسد فمن المفهوم انه لا يريد ان يخسر ثلاثين عاماً من الاستثمار السياسي والمادي ومن التحالف مع نظام جعل من سوريا، على الاقل، البوابة الايرانية للعبور في الإتجاهين اي السعي لاختراق الخليج من خلال العراق، ويكفي هنا ان نتأمل الوضع الراهن في العراق، واختراق الوجدان العربي عبر قضية فلسطين عبر دعم “حزب الله” و”حماس”، وهو ما أوصل طهران الى الشاطئ الشرقي للمتوسط بما يعطيها قوة في مواجهة الغرب في المسألة النووية.
كل هذا معروف، ولكن لماذا ترتفع الآن في بيروت وبغداد نبرة التحذير من الحرب المذهبية، ولماذا يرى المالكي مثلاً ان دعم السعودية وقطر للشعب السوري “أمر عجيب” بينما كل العجب هو في الدعم الايراني والعراقي لنظام يقصف شعبه بالطائرات والصواريخ وقد تجاوزعدد الضحايا الـ80 الفاً؟
واضح انه كلما ترنح النظام السوري على حافة السقوط ستزداد حدة التحذير من الحرب المذهبية، والدليل على هذا سيكولوجيا كلمات المالكي: “النظام لم يسقط ولن يسقط… ولماذا يسقط؟”، ولكن من الضروري في النهاية التساؤل كيف تقفز ايران الشيعية فوق العالم العربي السنّي فتدعم نظاماً عربياً يقتل شعبه من السنّة ثم تتعجب محذّرة من حرب بين السنة والشيعة؟!

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. هو هذا بالصبط ..لم يعد خافيا تدخل المجوس الشيعي في الدول العربية مرة بشراء الفقراء بالمال علي حساب فقر الشعب الايراني لنشر عقيدتهم الفاسدة لشتم رموز اسلامية وخاصة عرض رسول الله بشتم ال بيته الاطهار عائشة وحفصة والصحابة الكرام لاستفزاز .. ومرة بامداد عملائها في الدول العربية كلبنان لخلق الفتنة والتظاهر بالقوة والتلويح بننووي كوريا الشمالية الصدء , والمتسللين الي الحجاز واغلبهم ايرانيين ليسوا بعرب اصبحوا رهن اشارة دولة المجوس وما يجري في سوريا من التقتيل بفتوى مجوسية بقتل السنة بدون شفقة والمجرم بشار السوء والغبي الحقير المالكي ,استيقظوا يا عرب !

  2. كلما قل تداول هذه المواضيع في الإعلام و في حياتنا اليومية كلما اعطى نتائج افضل
    العنوان خبيث و كأن هذه الحرب قامت فعلاً و المقال ينتقل الى المرحلة الثانية
    من اشعل النيران ??
    اقول رغم رغبة الكثيرين من الطرفين في إشعال هذه الحرب الشرفاء من الطرفين سيقفوا ضد هذه المشاريع و لا داعي لأي تجييش طائفي

  3. كلما قل تداول هذه المواضيع في الإعلام و في حياتنا اليومية كلما اعطى نتائج افضل
    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
    العداء والخلاف بين الطائفتين يعود لاكثر من 1000 عام مضت من الزمن , وهيهات هيهات …..
    يركن ويخمد لفترة ولا يموت , يشتد اواره وتسطع ناره كلما سنحت الفرصة للشيعة وسمحت لهم الظروف بالظهور على اهل السنة فيذيقونهم الويل والثبور وعظائم الامور كما حدث تاريخيا مع القرامطة والفاطميين . وحديثا كيف ساعد شيعة افغانستان الغزو الامريكي لاحتلال بلادهم وفي العراق .
    في سوريا لم يكن اهل سوريا يحفلون بالطائفية ولم تحر على لسانهم حيثياتها بينما هم لم ينطقوا بها بل تحدثت افعالهم عنهم من تسريح الاف الضباط السنة من الجيش واعتلائهم لسدة الحكم وتسلمهم اعلى المناصب ومراكز القوة والهيمنة واستئثارهم لها . وزرع العلويين في كافة انحاء البلاد لتسليطهم على رقاب العباد واحكام المور في الدولة حتى لا تمر شاردة ولا واردة الا من تحت انوفهم .
    ثم اذا طالب الشعب ببعض الحرية وبعض الكرامة كشروا عن انيابهم وكشفوا عن حقدهم الذي يحملونه ويتوارثونه منذ اكثر من الف عام , واذا شاهدتم بعضا من مقاطع الفيديو رايتم كيف يقتلون الناس ويتسلون بقتلهم بل ويستشفون بهذا القتل ويشفوا نارهم بذبح الاطفال واغتصاب النساء ,
    المعركة بين السنة والشيعة بدأت ولن تنتهي ……. حتى يأذن الله ان تنتهي …..
    وهي المعركة الاخيرة والفاصلة ……
    الملاحم الكبرى تبدأ بزوال الشيعة – القضاء على الشيعة احدى جناحي اليهودية – وطهارة ارض الشام …….
    فارتقبوا اني معكم من المرتقبين .

  4. واحــد
    كان الأجدر بك يا صديقي ان تقتبس الجزء الأخير من كلامي وهو التالي :
    اقول رغم رغبة الكثيرين من الطرفين في إشعال هذه الحرب الشرفاء من الطرفين سيقفوا ضد هذه المشاريع و لا داعي لأي تجييش طائفي

    1. عيني عليك يا نهى يا ست الكل ,
      لم اغفل عن الجزء الاخير من كلامك , المشكلة انه لا يوجد شرفاء في الجانب الاخر ( وان وجدوا ) فهم مغيبين ومهمشين لايسمع لهم صوت ولا يؤخذ لهم براي وان علا صوت احدهم فهناك الف يد تطاله بالسوء , كما حدث مع احدهم واسمه على ما اذكر عباس محمد موسوي – ربما الكثيرين يحملون هذا الاسم – حيث طبع كتابا يتناول فيه معضلات الشيعة ويفندها , مثل الامامة والعصمة وعاشوراء وذم الصحابة وامهات المؤمنين والولاية والمهدي وغيرها … ثم اخذ يبحث عن نقاط الالتقاء مع السنة وليس نقاط الخلاف , فكان مصيره ان وجد مقتولا بعد اقل من شهرين لطباعته كتابه ومنع كتابه من التداول وسحب من الاسواق . ومثل هذا تتكرر الحوادث .
      هذا مصير شرفاء الشيعة , محشورين في الصف الاخير ام السلطة عندهم فمحرمة على الشرفاء ولا يتسلمها الا كل ختار كفور . تنظيمات ودرجات اهل الشيعة اكثر ما تكون شبها بالماسونية وتنظيماتها ودرجاتها و سريتها .

  5. ليكو لبيقتلو بعضن سنه او شيعه او مسيحيه كلن ارهابيين لان العربي يستحي عل حالو شاطرين عل بعضن وتاركين الغرب تسرق النفط واسراايل تزيد مستوطناتها بفلسطين ،، ايمتا بدكم توعو ليش ما بتنبذو الفتنه الدينيه وتحاربوها بوحدتكم . وعل فكره انا بلوم اصحاب النفس الضعيفه لبيركضو ورا الدين ليقتلو بعض والدين ما دخلو فيهم هول .

  6. الصراع بين السنه و الشيعة صراع عربي فارسي
    ايران تحاول شراء الذمم بالأموال الطائلة لنشر التشيع في كل بلداننا العربية و الخليجية الى جانب بلدان المغرب العربي و افريقيا
    هذا ليس لب موضوعنا
    هناك علماء شيعة لبنانيون يختلفون مع سياسة التناحر مع السنة مثل السيد الطفيلي الأمين العام السابق و من مؤسسي حزب الله اللبناني و السيد علي الأمين الرئيس السابق للمحكمة الجعفرية في صور و السيد هاني فحص الذي أكد على ضرورة إعلان استقلالية الشيعة عن المواقف السياسية في القضية السورية
    هذا ما قصدته حين قلت هناك ناس شرفاء لا يريدون للطائفة الشيعية ان تتورط في خلافات لاشأن لها بها

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *