نجيب ميقاتي..إما التنحي أو مواجهة غضب السنة

هل كانت تسجيلات “حقيقة ليكس” القشة التي قسمت ظهر البعير ونصبت الفخ للطائفة السنية ليتناحر أبناؤها وسياسيوها التي لطالما حرصت على الوحدة ونبذت الغوغائية والتشرذم؟ فبحسب معلومات، فإن الرئيس نجيب ميقاتي أراد أن يوجه للرئيس سعد الحريري صفعة سياسية بإمتياز إنتقاماً لما ورد على لسان الأخير بحقه في إفادته لدى لجنة التحقيق الدولية التي بثتها قناة الجديد، فإستغل موقف الرئيس عمر كرامي “الشجاع” والمشهود له، ليستعيد منصباً لم يتلذذ به طويلاً، معلناً السمع والطاعة لجماعة 8 آذار، رغم يقينه أن شرط المعارضة الأول والأخير لتنصيبه رئيساً للحكومة هو نسف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الأمر الذي يناقض تصريحاته الشهيرة بتأييده ودعمه لها

ميقاتي يدعي أنه مرشح توافقي، وبأنه حريص على سنيته وطائفته، ولكن غاب عن ذهن دولته أن للتوافق شروط أضعف إيمانها عدم رؤية إطارات مشتعلة على مقربة من منزله في طرابلس، فعن أي توافق يتحدث وعن أي وسطية يدعي وهو الذي أعماه شغف المناصب ضارباً عرض الحائط أعرافاً سنية حرص أسلافه على إتباعها

لقد تحالف سعد الحريري مع الميقاتي في إنتخابات 2009، ووافق وعلى مضض بشرط التضحية بمصباح الأحدب، أحد قادة ثورة الأرز في الشمال، كرمى عيون أحمد كرامي، لكن هذا التحالف ما لبث أن ثبت أنه إنتخابي مؤقت لا سياسي، فسقطت الأقنعة عند أول إمتحان، وجاءت الطعنة الميقاتية موجعة ومخزية للحريري الذي سيتحسر على ولاء ووفاء صديقه الأحدب

إذا ظن نجيب ميقاتي أن بمقدروه أن يدوس على أكثرية سنية رافضة له، فهو مخطئ، وسيجد نفسه أمام خيارين، إما التنحي والعودة عن الخطيئة أو مواجهة غضب السنة