كتب عبدالله ناصر العتيبي في الحياة:
قبل أيام حكمت محكمة سعودية على أحد المواطنين، يدعى نمر باقر النمر، بالإعدام. هذا الحكم ربما يكون نقطة البداية فقط، فحكم المحكمة، بحسب علمي، لا يزال في مراحله الابتدائية، ويحتاج إلى التأكيد والمؤازرة من مرجعيات أعلى.
القصة ربما معروفة للجميع، وتاريخ الرجل أيضاً معروف لكثير من الناس في داخل المملكة وخارجها، لكن سؤال هذه المقالة يتمحور حول: كيف استُقبل خبر «الحكم بإعدامه» داخلياً وخارجياً، وما هو الموقف السعودي المنتظر حيال ذلك؟
بالنسبة إلي، استقبلت الخبر بـ«عاديّة» كبيرة! لم أستغرب حكم الإعدام من جهة، ولم أتمنّه من جهة أخرى!
لم أستغربه، لأنني افترضت أن المدعي العام السعودي وجه تهمة «الخيانة الكبرى» للنمر بسبب دعواته العلنية لنقل الثورة الإيرانية إلى داخل الأراضي السعودية، ومطالبته باستبدال الملكية السعودية بولاية الفقيه التي تمثل إيران مرجعيتها ومركز قيادتها العليا! لم أستغرب الحكم عليه بالإعدام، لأن «خيانة الوطن» لمصلحة جهات أجنبية ليس لها جزاء إلا الإعدام، في المملكة وفي عدد من دول العالم التي تطبق هذه العقوبة القاسية. المحكمة السعودية لم تأت بشيء جديد في هذا الجانب. لم تخرق قانوناً دولياً أو عرفاً عالمياً، وإنما اشتغلت في حدود اختصاصاتها، بما يحفظ وحدة البلاد السعودية ويحمي أراضيها ويجنب مواطنيها الفرقة والاختلاف، اللذين لا يؤديان إلا إلى طريق واحد: الفوضى!
الحكم إذاً في تقديري يستقيم مع ما نفهمه من الأعراف الدولية المتعلقة بمواجهة الخيانة الداخلية، ومن التراث الإسلامي المتعلق بقطع دابر الشر. مقتنع أنا بذلك ومؤمن بأن النطق بهذه العقوبة القاسية إنما يأتي في سياق المصلحة الوطنية الكبرى لكل مواطني السعودية على اختلاف أعراقهم وطوائفهم ومناطقهم وثقافاتهم، لكني على الجانب الآخر أتمنى لو أن محكمة أعلى تسارع إلى تخفيف الحكم بإعدام النمر إلى عقوبة أقل، كون المذنب ينتمي إلى طائفة الشيعة ذات التمثيل القليل في المجموع الكلي لسكان المملكة، وذلك كي لا يحسب هذا «الحق الوطني» بأنه غلبة «المحاكم السنية السلفية» للضعيف الشيعي. كما أن هذا التخفيف المفترض لا يضير المجموع الوطني، كون الحادثة ليست محل خوف انتشار أو تقليد أو تبنيها على أنها «موضة» سياسية لمعارضي السياسات الحكومية.
هذا بالنسبة إلي، فماذا عن السعوديين كلهم؟ السنة في السعودية، والذين يمثلون الغالبية المطلقة، يرى أكثرهم، من خلال استقراء سريع لمواقع التواصل الاجتماعي، أن الحكم بإعدام النمر هو أمر مستحق «لرافضي» يسب صحابة رسول الله! الكثير منهم يتشفى بحكم إعدامه كونه شيعياً فقط، مخالفاً لهم في العقيدة، وبعضهم يرى أنه يستحق الإعدام لخيانته وطنه، وقليل منهم يبرّؤونه ويطالبون بإلغاء الحكم.
مجموعهم العام يضعه أولاً موضع الخصم التاريخي، ثم يتحدث تالياً عن تهمته. وهذا يطرح سؤالاً عريضاً جداً، ماذا لو كان «الخائن» في المرة المقبلة سنياً يطالب بإسقاط الملكية السعودية لتحل محلها «المرشدية الإخوانية» العابرة للحدود؟ ماذا لو حكمت إحدى المحاكم السعودية، وهل ستحكم؟، على ناشط إخواني؟ كيف ستستقبل الجماهير السنية هذا الحكم؟
الشيعة من جانبهم رفضوا في غالبيتهم هذا الحكم، وخرج بعضهم إلى الشوارع للتنديد بما يسمونه استهداف رموز الشيعة، وهذا يمثل في تقديري تكريساً لانعزاليتهم عن السعوديين وانتمائهم إلى الطائفة لا إلى الوطن، وإلا فإن نمر النمر ممثل لنفسه، يفترض عزله عن أيه اصطفافات مبنية على نوعية الطائفة فقط! رد الفعل الشيعي هذا يكرس في الذهنية السنّية الحاجة دائماً إلى الضغط على المكون الشيعي. فالسنّة دائماً يضعون على رأس استنتاجاتهم أن الانسياق غير المحسوب للشيعة خلف صوت نمر النمر ومن شابهه من الداعين لإقامة ولاية الفقيه في السعودية، يجعل من متوسطاتهم رعايا محتملين للجمهورية الإسلامية الإيرانية!
السعودية دولة سنيّة سلفيه في نظامها، كلنا نعرف هذا، ولا مشكلة في ذلك، لكن عليها دائماً، من وجهة نظري، أن تحتوي الطوائف الإسلامية كافة، سواء تلك التي توجد داخل حدودها أم المتناثرة على خريطة العالم الإسلامي. دولة سنية سلفية، لكنها تتعامل مع مواطنيها بناء على مسطرة واحدة هي المواطنة، تجرّم من يتعرض للرموز الدينية أياً كانت طائفته، وتعاقب من يحض على الكراهية أياً كان مذهبه ومنطقته وعرقه. دولة سنّية سلفية، لكنها تتعامل مع المسلمين حول العالم بناء على مقياس واحد هو المرجعية الأخيرة، سواء أكانوا شيعة أم سنة أم حتى طوائف مجهولة مغمورة! كل ذلك كي لا يشعر السّني في السعودية بأن حكومته داعمة له على حساب الشيعة، وكي لا يشعر الشيعي بأن حكومته تقف ضده لأجل سنيّتها! كل ذلك كي يشعر المسلمون على اختلاف توجهاتهم وطوائفهم وأطيافهم، بأن بلاد الحرمين هي الملجأ الأخير لكل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
وانطلاقاً من هذه النقطة تحديداً، نتمنى من السعودية أن تقف بشدة وترد بعنف على التدخل الإيراني السافر، سواء التدخل المباشر منها أم غير المباشر من توابعها في المنطقة، المحتج على حكم إعدام نمر النمر. على السعودية أن تصد هذا التدخل من جهة، وتعمل من جهة أخرى على حشد المعارضة الدولية ضد إيران في كل مرة تعدم فيها سنياً، لا لمطالبته بالملكية السعودية في إيران، وإنما لاحتجاجه على الظروف السيئة التي يعيشها أبناء الطوائف الأخرى غير الشيعية في بلاد فارس.
خاين وابن 60 ب 90
رحلوه لولاية الفقيه واستريحوا منه وكل من يطالب بعده الحقوه به
الخائن لا مكان له بيننا
بل تهمته اكبر من هيك فهذا شيعي موالي لآل بيت محمد وهاي اكبر تهمه
تكذب الكذبة وتصدقونها