(CNN)– ألقى تصويت مجلس العموم البريطاني برفض مشروع قرار حكومي للتدخل عسكرياً في سوريا، ليلقي مزيداً من الضغوط على إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي يبدو أنه قد حسم أمره بالفعل بتوجيه ضربات عسكرية إلى الدولة العربية، وإن لم يتخذ قراراً رسمياً بعد.
وبعد جلسة عاصفة شهدت مناقشات محتدمة بين رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، ونواب المعارضة، بقيادة زعيم حزب العمال، إد مليباند، جاء قرار مجلس العموم، مساء الخميس، برفض مشروع القرار بفارق 13 صوتاً، بعدما صوت 272 نائباً لصالح القرار، في حين عارضه 285 آخرين.
ورغم أن معارضي كاميرون لم يغلقوا الباب تماماً أمام مشروع قرار حكومته بالتدخل في سوريا، وطلبوا انتظار نتائج التحقيقات التي يجريها فريق التفتيش على الأسلحة الكيميائية في سوريا، فقد تعالت أصوات داخل المجلس تطالب بعدم الإقدام على أي تحرك دون قرار من مجلس الأمن الدولي.
وفي تعليق له على القرار الذي انتهى إليه مجلس العموم في لندن، قال وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هاغل، في تصريحات له من العاصمة الفلبينية مانيلا الجمعة، إن “الولايات المتحدة تحترم تصويت البرلمان البريطاني، بعدم المشاركة في العملية العسكرية المحتملة ضد سوريا.”
إلا أن الوزير الأمريكي أكد أن الولايات المتحدة مازالت تسعى لحشد مزيد من الجهود والدعم الدولي، وعلى ضوء “أياً كان القرار الذي سيتم اتخاذه”، بشأن التدخل في الأزمة السورية، كما أشار إلى أن الولايات المتحدة تبحث أيضاً في تشكيل “تحالف دولي، بحيث يمكن التحرك معاً.”
وفي واشنطن، قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة قد تجد نفسها مضطرة لاتخاذ تحركات عسكرية ضد سوريا، دون دعم واحدة من أهم حلفائها، في وقت أكد فيه مسؤولون في البيت الأبيض أن واشنطن ستواصل التشاور مع لندن، بشأن أي عملية عسكرية محتملة.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، كيثلين هايدن، في بيان مساء الخميس، إن “الرئيس أوباما سيتخذ قراره وفق ما هو أفضل لمصلحة الولايات المتحدة”، وتابعت: “إنه يعتقد أن هناك مصالح أساسية للولايات المتحدة على المحك، وإن الدول التي تنتهك المعايير الدولية الخاصة بالأسلحة الكيميائية، ينبغي محاسبتها.”
وذكر مسؤول أمريكي رفيع، أن تحرك الولايات المتحدة بصورة منفردة، ربما يكون “الخيار المحتمل” في الوقت الراهن، وقال عن قرار البرلمان البريطاني: “نحن نراعي ما يفكرون به، كما أننا نقوم بتقييم العملية من كافة جوانبها، ولكننا علينا أن نتخذ قراراً نحن بحاجة إلى اتخاذه.”