هل ولد الربيع العربي من رحم حرب العراق؟

(CNN)– يرى البعض بأن لحرب العراق صلة غير مباشرة بموجة “الربيع العربي” التي تجتاح الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو رأي يرفضه محللون للإيحاء بأن سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، كان “الملهم” للثورات العربية.
ويؤكد محللون، من بينهم أد حسين، كاتب المقالة التي أعدت خصيصاً لـCNN، على صحة نظريتهم بطرح تساؤلات: لماذا انتظر العرب عقد بأكمله للانتفاض؟ ولما الانتظار حتى 2011؟
وعدد المحللون بعض التطورات المباشرة وراء الانتفاضات العربية، منها “الحرب على الإرهاب”، التي أطلقتها الولايات المتحدة مباشرة عقب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، واستغلها حكام المنطقة الطغاة لسحق معارضيهم، وامتد القمع ليشمل حتى الحركات غير الراديكالية ما دفع بالأجيال الشابة لفقدان الثقة في قدرة الإسلاميين على الإطاحة بتلك الأنظمة الاستبدادية.

وجاءت المساعي الأمريكية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط على “مقياس” الديمقراطية الأمريكية، وهي جهود لخصتها وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق، كوندليزا رايس، بتعقيب جاء فيه: لستين عاماً سعت الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار على حساب الديمقراطية في هذه المنطقة هنا في الشرق الأوسط.. ولم نحقق أي منهما.”
وعبر أجندتها “للترويج للديمقراطية” خصصت إدارة الرئيس الأسبق، جورج بوش، مساعدات مالية هي الأضخم لتمويل برامج لدعم المنظمات غير الحكومية بالمنطقة، وتدريب الناشطين المعتدلين على استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي والتعبئة، ما ساعد شباب المنطقة لاحقاً في تطويع مواقع اجتماعية كــ”فيسبوك” و”تويتر”، لمراوغة وسائل الاتصالات المتاحة الخاضعة لقبضة الأنظمة الحاكمة.
ويعتقد المحللون بأن نفحات “الربيع العربي” كانت ستجتاح المنطقة لا محالة سواء أن سقط صدام أم لا، لكن الفضل ربما يعود إلى هجمات 11 سبتمبر، فشبح حرب العراق حال دون تقديم المساعدات للثورات العربية، وأحبط العزيمة الدولية من تقديم يد العون لوقف حمام الدم في العراق.
فذلك الشبح يقف عائقاً أمام قيادة الولايات المتحدة لجهود لإسقاط النظام السوري الوحشي، فلقد ثبت بأن لغيير الأنظمة عواقب كما تعلمنا من حرب العراق.. لذلك من الآن فصاعداً لن تكون هناك التزامات مجدداص ببناء “دولة” أو “إعادة تأهيل لقوات أمنية، في أي دولة عربية.