هي سلطة وسخة وخائنة.. ماذا بعد يا جزيرة؟

كأنها جاءت برأس الأفعى!
أياما طويلة وهي تبشر بأنها ستضرب بمقتل، فلم تجد الجزيرة أو لنقل لم تجرؤ إلا ضرب بالميت!
وكأننا في احلام اليقظة نتخيل المفاوض الفلسطيني يفاوض بعد أن عراه العرب جميعا لاستعادة فلسطين من النهر إلى البحر..
طيب وماذا بشأن المباحثات السرية بين حماس والصهاينة سواء المباشرة منها أو عن طريق طرف ثالث..
وثائق هذه المباحثات اصلا لا تحتاجها قيادة الجزيرة، التي على ما يبدو أصبحت تلعب بوضح النهار بدون مواربة وكأن لسان حالها يقول: نحن المتحدثون باسم حماس وسنسقط ما عجزت حماس عن اسقاطه!
ألا وهو سلطة محمود عباس!
لم تصل الجزيرة إلى نتيجة مفادها بأن لا فرقا حقيقيا بين حماس والسلطة..
الاثنتان تلتزمان بالهدنة!
الاثنتان تمنعان المقاومة!
فيما حماس تسعى لسحب الشرعية من عباس وذلك منذ ان اعلن خالد مشعل في الدوحة أن حركته هي بديل منظمة التحرير الفلسطينية وأنه بديل عرفات.
ما كشفته الجزيرة يعد سقطة مهنية لا تغتفر وكان يمكن أن تغتفر لولا أنها أعدت تلك الوثيقة مثل القذيفة وهيأت لها الأجواء وكأنها وصلت إلى رأس الثعبان. فما كشفته القناة هو عبارة عن مفاوضات أو محادثات بغرف الفنادق أو بالردهات.. ولم يوقع أحد ولم يتنازل أحد!
من قبل تم حصار عرفات في كامب ديفيد بعد أن شيطنته حماس وكل الذين يرفعون رايات المقاومة من الفنادق. ورفض الرجل أن يوقع. استدعى كلينتون رئيس السي آي إيه ليبلغه انه لا يضمن حياته لاربع وعشرين ساعة ان لم يوقع. رد عرفات ولا اضمن حياتي بنفس الفترة ان وقعت.
لم تنقص عرفات الشجاعة وهو ليس أجبن من عباس. والأمر ينطبق على الأخير فلم يوقع ولم يتنازل ولم تحمله الأصوات الفلسطينية التي انتخبته لتجهيز العسكر لتحرير فلسطين، بل كان الرجل واضحا حين قال ان لا سبيل أمامه سوى المفاوضات.
قد تختلف معه أو تتفق قد تنعته بالواقعية أو بالخيانة لكنه واضحا يعي تماما أن لا ظهر يسنده والعرب جردوا الفلسطينيين من كل شيء.. فلا انتفاضة تجدي ولا مفاوضات تجدي.
ولا عريقات ولا عباس ولا غيرهما أحد يستطيع التنازل عن الثوابت الفلسطينية مهما بدى الضعف والانقسام بين صفوف الفلسطينيين.
والمقاومة التي تبنتها حماس .. جمدتها
وشعار ان فلسطين من النهر إلى البحر استبدلته بدولة مؤقتة!
طبعا ما كانت الجزيرة لتجرؤ على بث هذه الوثائق لولا ان الفلسطينيين مبتلين بسلطة ضعيفة بل وغبية!
فهل رأيتم أغبى من كبير المفاوضين صائب عرقات الذي جاء إلى فخ الجزيرة برجليه! وكان الأجدى منه ان يدع القناة تبصق بصقتها ومن ثم يأتي ليبرر وينفي ويؤكد
مسكين شعب فلسطين.. ابتلى بسلطة فاسدة وبحركة تتدعي المقاومة ولا يردعها دين ولا خلق لتنهي الانقسام.. وباعلام يصب الزيت على النار.
ليت هذا الاعلام خصص حصاده لثورة الجزائريين أو اليمنيين أو المصريين.. ليته يحرض على اصنام اخرى ولا ينتظرها كي تسقط حتى يقول فيها ما لم يقله مالك في خمر.
انهم الفلسطينيون.. الحيطة المايلة.. الجسد الضعيف الذي ما انفك العرب يزاودون على جروحه ودمائه.
لكم الله يا شعب فلسطين.

زياد الحسيني – الوطن