كتبت كارلا خطار في “المستقبل”
تورا بورا “ملبننة” يحذّر منها وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور. هو البعيد والحاضر أبداً، “الملتزم” سياسة “النأي بالنفس” حيال ما يجري في سوريا، هو نفسه المدافع عن مقعد النظام السوري في الجامعة العربية، والذي يستقبل سفير النظام علي عبد الكريم علي ويكرّس من أجله منبر وزارته.. كلام منصور جاء في خلال جولته الأفريقية، وبالتزامن مع انتهاك النظام السوري السيادة اللبنانية “أريد أن أنبّه الجميع: لا تحوّلوا لبنان إلى تورا بورا”.
في تحليل أولي يعود اللبناني بالذاكرة الى العام 2001، الى تورا بورا في أفغانستان حين احتدمت المعركة بين “مسلّحي” تنظيم القاعدة ونظام طالبان من جهة والقوات الأميركية والألمانية والبريطانية والتحالف الشمالي الأفغاني من جهة أخرى. انتهت تلك المعركة بأن قضى الطرف الأخير على نظام طالبان، فتحقق بالتالي النصر ضدّ السلاح والمسلّحين والأنظمة “الجهادية” أو “المجاهدين”..
لكن ما هي الرسالة التي يريد وزير الخارجية إيصالها الى اللبنانيين والمجتمع الدولي؟ فالتشبيه لفّ العالم من أفريقيا ليصل الى لبنان خصوصاً وأن معركة تورا بورا تعني المجتمع الدولي تحديداً. وأن يكون الوزير في جولة خارجية لا يعني أنه منقطع عن التواصل مع حلفائه، فإن كان ليس باستطاعته أن يستقبل السفير السوري مثلاً فيمكنه أن يتصّل به ويبلغه بكل التطورات، خصوصاً وأن النظام يستهدف الداخل اللبناني ويحقق إصابات في البشر والحجر.. فقد سبق للسفير أن قدّم شكوى ضدّ لبنان وقد أيّده في هذه الخطوة الوزير، وهذا التواطؤ يساعدهما في محاولة إيجاد ثغرة لتحويل لبنان الى تورا بورا.
طبعاً ليست أمنية النظام السوري وسفيره في لبنان وكذلك “وكيله” الوزير منصور أن يحوّلوا لبنان الى تورا بورا هانئة، فيكون الحل بأن يتحوّل الى تورا بورا ليتم إنقاذ أو تحويل الأنظار عن الثورة في سوريا ضدّ نظامها المجرم، ليتمكن قاتل الأطفال من استغلال الحلّ السياسي أو “النفاذ بريشه”. فلو التزم عدنان منصور سياسة معتدلة وعادلة تجاه ما يجري في سوريا وأبعد لبنان عن الأخطار المحدقة به، لما كان اليوم ينقل تحذيراً بتحويل لبنان الى تورا بورا.
لكن تورا بورا الأفغانية تطهّرت من السلاح والمسلّحين والجهاديين فمن هم حملة السلاح في الحالة اللبنانية، ومن هم المجاهدون في الداخل السوري؟ يكفي أن غالبية الحكومة اللبنانية، التي ينتمي إليها منصور هي “حكومة السلاح” والمجاهدين في الداخل والخارج. تورا بورا التي يريدها بشار الأسد في أي مكان من لبنان، والتي يفشل رفعت علي عيد في تفجيرها في طرابلس، وسبقه الى الفشل ميشال سماحة في الشمال، والتي يحذّر منها الوزير منصور لن ينجح جيش النظام السوري في تفجيرها على الحدود اللبنانية السورية، ولن تكون الحدود تلك البوابة الشرعية لدخول جيش بشار الى لبنان واستباحة السيادة وانتهاك حقوق اللبنانيين بعد قتلهم وخطفهم..
تورا بورا التي صنعها بشار الأسد في سوريا لن تنتقل الى لبنان لتفخيخ الانتخابات أو لإزاحة النظر عن الداخل السوري ليستفيد النظام الدموي من فرصة قد لا تتكرر.. من الآن وحتى تحريرها، سيبقى عدنان منصور حاملاً لكل ألقابها، نائب سفير تورا بورا، وزير في حكومتها، ناطق باسم نظام تورا بورا في الجامعة العربية والمدافع عن إرهابها، منسّق العلاقات الخارجية في نظام تورا بورا. لكن كل هذه المراكز تتطلّب من بشار الأسد “طالبان”: “طالب” جثث الشعب السوري و”طالب” المجاهدين من “حكومة السلاح” في لبنان، على أمل أن ينجح عدنان منصور في تصريف أعمال حكومة تورا بورا الأسدية..
سفير تورا بورا،عدنان منصور الاسدي.. يسلم قلمك كارلا خطار…
غالبية الحكومة اللبنانية، التي ينتمي إليها منصور هي “حكومة السلاح”
هو بالفعل وكيل السفير السوري في لبنان…زوزير خارجية النظام السوري ..اكثر من ان يكون وزير خارجية لبنان…..