كتب راجح خوري في النهار اللبنانية:

عشية الانتخابات العراقية بدا نوري المالكي متهوراً ومرتبكاً تماماً، عندما حاول ان يصدّر مشاكله الداخلية المتفاقمة، ليلقيها على الجيران وقت كان العالم يصفق لهؤلاء الجيران.

المالكي الذي يحكم العراق منذ عام ٢٠٠٦، يواجه في هذه الايام مأزقاً سياسياً مع خصومه وقد ضاقوا به الى درجة ان يصفه مقتدى الصدر قبل اسبوعين بـ”الديكتاتور والطاغوت”، كما يواجه مأزقاً امنياً في الأنبار، ولهذا يبدو واضحاً انه أراد تصدير مشاكله الى الخارج، فلم يتوانَ عن اتهام السعودية وقطر “باعلان الحرب على العراق ودعم منظمة القاعدة سياسياً واعلامياً وإيواء زعمائها الارهابيين”! هكذا بالحرف ولكأنه لا يعلم ان اتهاماته المضحكة فعلاً، جاءت متزامنة مع :
١ – اعلان السلطات السعودية يوم الجمعة اعتبار تنظيمات داعش وجبهة النصرة والقاعدة والاخوان المسلمين وحزب الله في المملكة جماعات ارهابية والبدء بملاحقتها.
٢ – إصدار عشرة من علماء الشيعة الكبار في منطقتي القطيف والاحساء بياناً يعلن تأييد القرار السعودي المذكور.
٣ – اصدار منظمة العفو الدولية بياناً ينتقد قسوة مضمون قرار السعودية وشموليته في مواجهة الارهابيين.
٤ – اتساع موجة الترحيب الدولي بقرار خادم الحرمين الشريفين مطلع شباط فرض عقوبات على كل من يقاتل في الخارج او ينتمي الى تيارات متطرفة دينية او فكرية او مصنّفة ارهابية داخلياً او اقليمياً او دولياً!
المضحك اكثر ان المالكي نسي ما كان قد اعلنه شخصياً في الخامس من شباط بعد صدور أمر خادم الحرمين الشريفين : “ان القرارات والاحكام السعودية ضد الحركات الارهابية جيدة وصحيحة”، فماذا عدا مما بدا الآن ليطلق اتهاماته، التي وصلت الى حد القول ان السعودية وقطر تشنان حرباً معلنة على النظام السياسي في العراق، وتؤويان زعماء الارهاب والقاعدة والتكفيريين والجهاديين الذين يأتون من دول اوروبية؟
هل يظن ان قصف الجيران بالاتهامات يمكن ان يحجب مشاكله الداخلية المتفاقمة وقد وصلت الى حد تهديد اياد علاوي باسقاط “حكومته الفاشلة وغير القادرة على حكم البلاد”، في حين لم ينسَ العراقيون بعد اتهامات مقتدى الصدر، الذي وصفه بالطاغوت قائلاً: “ان كل من يعارض الحكومة يتهم بالارهاب”.
المالكي يقصف الآخرين بالاتهامات ربما لإخفاء “ممارساته هو الارهابية” على ما يقول الصدر، وربما لضيق عند “الثلّة التي جاءت من وراء الحدود” (والكلام لمقتدى) وانزعاجها الأكيد من الحزم السعودي ضد الارهاب، وهو ما سيقطع عليها حبل الاتهامات والمزاعم التي حاولت دائماً ان تلصق القاعدة بالرياض رغم ان الرياض تشن حرباً ضروساً ضدها!
وكيف للسيد نوري الحديث عن الارهاب عندما يقوم ابن احد وزرائه باقفال مطار بغداد وبالهاتف ومن بيروت؟

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. فاشل وخائن مع مجموعة من العملاء الرخيصين يحكمون بلداً أوصلوه للهاوية ويحاولون ستر سوءاتهم بإتهام الآخرين .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *