(CNN)– فيما يلي معلومات حول الحرب السورية قد لا تصلح لتكون بمثابة موسوعة لها، ولكنها تسلط ما توفر من الأضواء على وضع مخيف في منطقة من العالم عرفت برمالها المتحركة:
– كيف كانت سوريا قبل النزاع:
حتى قبل اندلاع الاحتجاجات، لم يكن الوضع يتميز بالسلام التام حيث تسيطر مشاعر الاستياء على البلد منذ عقود. ففي القرن الماضي، قمع الرئيس السابق حافظ الأسد انتفاضة لحركة الإخوان المسلمين بقضبة من حديد أدت إلى قتل الآلاف في مدينة حماه.
وعند وفاة حافظ، خلفه ابنه بشار في ما عده ملاحظون أسرع عملية تعديل للدستور، فوعد بإصلاحات تأخرت، تزامن الاستياء منه مع انتفاضة بعض الشعوب العربية. وشهدت سوريا خلال العقد الماضي قمع انتفاضتين للدروز عام 2000 والأكراد عام 2004.
– كيف بدأت الحرب الأهلية؟
بدأت في فبراير/ شباط 2011 بعد أسابيع من إطاحة زين العابدين في تونس وحسني مبارك في مصر وتزامنت مع انتفاضة ضد علي عبدالله صالح في اليمن ومعمر القذافي في ليبيا. اعتقلت السلطات تلامذة أطفالا في درعا رسموا شعارات على الجدران تدعو “لإسقاط النظام” وهو نفس الشعار الذي رفع في دول الربيع العربي. عذّبت السلطات بعض الأطفال مما أثار احتجاجا في أوساط أقاربهم ليتوسع لاحقا ويشمل أناسا آخرين. بدأت المظاهرات في الانتشار وقمعتها السلطات وسقط في إحداها أربعة قتلى. شكل ذلك نقطة فاصلة حيث أدت إلى اندلاع مظاهرات عارمة في الكثير من أنحاء البلاد.
– كيف تحول الاحتجاج إلى دعوة لإسقاط الأسد؟
لم يستغرق الأمر طويلا لينتقد الأسد المتظاهرين في درعا، وفي خطاب أمام مجلس الشعب في مارس/أيار 2011 اتهم “متآمرين” بالوقوف وراءهم. ووفقا للخبراء فإنّه كانت لذلك الخطاب تداعيات كارثية تماما مثل خطاب بن علي الثالث في تونس والخطاب الثالث لحسني مبارك في مصر. فإثر الخطاب بيومين، عمت التظاهرات مختلف أنحاء البلاد داعية لإسقاط النظام بدلا من المطالبة بإصلاحات. فيما تسلّح متظاهرون واعتبرتهم الحكومة إرهابيين وبدأ القتال الذي أدى حتى الساعة إلى أكثر من 100 ألف قتيل.
– لكن لماذا قررت واشنطن التحرك الآن؟
عندما تحدث الرئيس باراك أوباما العام الماضي عن سوريا، أشار إلى أنّ الخط الأحمر بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية سيكون استخدام أسلحة كيماوية. والآن ترى واشنطن أن ذلك تمّ مما يفتح الباب أمام نقل الأزمة إلى مستوى غير مسبوق.
– لماذا لم تسلح واشنطن المعارضة بالكيفية الملائمة؟
وعدت واشنكن في يونيو/حزيران بتزويد المعارضة ببعض الأسلحة الدفاعية الخفيفة مع احتمال أن تضم أيضا أسلحة مضادة للدبابات. لكن لماذا تأخر ذلك؟ الكثير من المعارضين المقاتلين هم أعضاء في تنظيمات قريبة من تنظيم القاعدة ومنهم من قاتل أمريكا نفسها في العراق وأفغانستان. ودعا ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التساؤل عن المصير “الحقيقي” لتلك الأسلحة.
– لكن لماذا التشدد من روسيا؟
اعترف بوتين بأنّ روسيا والولايات المتحدة لا ينظران “بنفس العين” إلى سوريا. فدمشق وموسكو حليفان عريقان وبين 2007 و2010 تجاوزت قيمة صفقات التسليح بينهما مبلغ 5 مليار دولار. لذلك سيكون أمرا مضرا جدا لروسيا أن تنتهي تلك الشراكة. كما أن موسكو ترى تناميا للنفوذ الأمريكي بما يضرب مصالحها. وهناك أيضا أمر آخر يتمثل في كون القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا في البحر الأبيض المتوسط تقع في ميناء طرطوس السوري. كما أن بوتين مازال لم ينس قصف ليبيا من قبل حلف الناتو مما أدى إلى إطاحة أحد حلفاء بلاده: معمر القذافي.
– ما علاقة الدين بالحرب؟
عائلة الأسد تنتمي للطائفة العلوية الأقلية وهي تحكم بلدا يتشكل ثلاثة أرباعه من السنة. وسيطرت العائلة على الكثير من مفاصل الدولة مدعومة بأقليات أخرى لا تنظر بعين الرضى لما يمكن أن يكون عليه وضعها لو سيطرت الأغلبية على البلاد.
– والآن..ما هو السيناريو الأسوأ؟
الأسوأ هو أن يتسلل القتال إلى الدول المجاورة. تلك الدول هي العراق (مختلطة الأعراق) الأردن (ذو الأغلبية السنية) تركيا (السني مع عرقيات أخرى مثل التركمان والأكراد والشيعة أيضا) لبنان(مختلط الأعراق) إسرائيل (اليهودية).
وأدى القتال أصلا إلى نزوح مئات الآلاف إلى الكثير من الدول المجاورة وأدى أصلا كذلك إلى بعض التوترات. ولجميع هذه الدول مسائل دينية وتاريخية فيما بينها تزيد من تعقيد الوضع بصورة كارثية.
اللهم أهلك الظالمين بالظالمين … ولا تذر منهم فردا ً ،،. وأهلكهم أبدا ً .. ولا تبقي لهم عدداً.