(CNN) — تبدأ في العاصمة الإيرانية، طهران، الاثنين أعمال ملتقى دولي للصيرفة الإسلامية تحت عنوان “نقد ودراسة ثلاثة عقود من الصيرفة بلا ربا في إيران والعالم” في حين، قال أحد الفقهاء الشيعة في إيران والمتخصص في التمويل الإسلامي، إن هناك حاجة لتعزيز المصرفية الإسلامية في البلاد، مضيفا أن الربا لم يختف من النظام المصرفي الإيراني، بل تعزز.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية إن الملتقى الذي يعقد في دورته الـ25، بحضور وفد من البنك الإسلامي للتنمية ووزير الشؤون الاقتصادية والمالية الإيراني، علي طيب نيا، ومحافظ البنك المركزي، ولي الله سيف، واساتذة الحوزة العلمية في إيران. وبحسب الوكالة، فسيعمل كبار المسؤولين في الشؤون الاقتصادية والمصرفية في إيران خلال أعمال الملتقى على “نقد ومناقشة قانون العمليات المصرفية بلا ربا من المنظور العلمي والنظري.”
وفي سياق متصل، نقلت وكالة الأنباء القرآنية الدولية شبه الرسمية عن المفكر الديني الإيراني والمدرس بحوزة مدينة “قم”، آية الله هادوي الطهراني، قوله خلال دورة “الصيرفة الإسلامية” بطهران إن هناك “ثلاثة اتجاهات عامة في مجال الصيرفة الإسلامية” تتنوع من خلال النظرة إلى الاقتصاد الإسلامي بوجه عام والصيرفة الإسلامية بوجه خاص.
ولفت الطهراني إلى أن الرؤية الأولى، التي عبّر عنها عدد من الجامعيين والمسؤولين، يعتقدون بعدم وجود موضوع في الاقتصاد تحت اسم “الصيرفة الإسلامية” مضيفا أن هذه الرؤية تركز على “الانفصال بين العلم والقيم.”
ونوه الطهراني إلى أن موقف الغرب من العلوم الإنسانية الإسلامية يشهد تبدلا، إذ بات موضوع الاقتصاد الإسلامي “موضع اهتمام في الغرب، بينما ترفض بعض الجهات الداخلية العلوم الإنسانية الإسلامية” واستشهد على صحة نظريته بالقول إن جامعات عريقة مثل “هارفرد” تنظيم سنويا مؤتمرا كبيرا حول الاقتصاد الإسلام.
أما الرؤية الثانية حول الاقتصاد الإسلامي والصيرفة الإسلامية فتشير إلى أن الاقتصاد المتعارف عليه قد حصل من خلال أساليب مختلفة على إنجازات، إلا أن بعض هذه الأساليب “تعارض المبادئ الإسلامية،” مضيفاً أن موضوع حذف هذه الأساليب أو استبدالها بأخرى “يتم التطرق إليها في الجهات الفقهية والمالية الإيرانية.”
واستطرد طهراني مبيناً: “على أساس الرؤية الثانية فقد حذفنا بعض أساليب وأدوات اقتصاد النظام الرأسمالي، کالربا، لما فيها من تناقض مع المبادئ الإسلامية. إلا أنه وحسب رأیي لم يتم حذف الربا في النظام المصرفي الإيراني بل تم تعزيزه إذ أن هناك شواهد تدل على استخدام بعض عناوين للاقتصاد الربوي في هذا النظام.”
وتطرق الطهراني إلى الرؤية الثالثة حول الاقتصاد الإسلامي، مبيناً أن هذه الرؤية – التي قال إنها تعرضت للتجاهل في إيران خلال ثلاثة عقود – قد باتت اليوم موضع اهتمام أكبر، تدعو إلى إعادة التعرف على مكانة المصارف في النظام الاقتصاد الإسلامي، وتحديد وتبيين جوانب الصيرفة الإسلامية بدلاً من الصيرفة اللاربوية.”