بدأت إدارة معلومات الطاقة الأميركية رسم 3 سيناريوهات لتطور أسعار النفط في الأعوام من 2015 إلى 2040 من خلال دراسة جديدة تنشرها على مراحل حتى بداية مايو المقبل.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، توقعت الدراسة في أعلى السيناريوهات أن يبلغ سعر خام برنت 237 دولارا للبرميل في عام 2040.
ووضعت السيناريوهات على أساس 3 عوامل رئيسية تؤثر في أسعار النفط صعودا وهبوطا، وهي:
أولا: تطور نمو اقتصاديات منظومة دول التنمية والتعاون الاقتصادي التي تضم 28 دولة من الاقتصادات الكبرى المؤثرة في استهلاك النفط، إضافة إلى الدول الناشئة التي أصبحت مؤثرة في الاستهلاك النفطي، وعلى رأسها الصين ودول “بريك”.
ثانيا: تطور طاقات إنتاج النفط في دول “أوبك”، وتطور معدلات الإنتاج من الدول النفطية خارج “أوبك”.
ثالثا: افتراض عدم حدوث هزات “جيوسياسية” في مناطق الإنتاج الرئيسية للنفط. ولم تضع الدراسة في حساباتها، المضاربات التي يجريها التجار على النفط كأحد أهم الأدوات الاستثمارية في بورصات السلع إلى جانب الذهب.
والسيناريوهات الثلاثة هي سيناريو “السعر المرجعي”، وهو السعر المتوسط، وسيناريو “السعر الأعلى”، وسيناريو “السعر الأدنى”.
في سيناريو “السعر المرجعي” توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن ينمو الإنتاج في دول منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) من مستوياتها البالغة 35 مليون برميل يوميا بنهاية عام 2011، إلى 48 مليون برميل يوميا في عام 2040.
وقالت الدراسة إن الموارد النفطية لدول «أوبك» تؤهلها للإنتاج بأكثر من ذلك، ولكنها ستلجأ إلى خفض الإنتاج لدعم الأسعار والمحافظة على احتياطاتها النفطية، كما افترضت في هذا السيناريو كذلك عدم حدوث هزات سياسية في دول أوبك تؤدي إلى تغييرات كبرى في المعروض النفطي وتدفقاته على الأسواق العالمية. وتوقعت إدارة الطاقة الأميركية في هذا السيناريو أن ينخفض سعر برميل خام برنت من مستوياته الحالية إلى 96 دولارا للبرميل في عام 2015، ثم يعود للتحسن ويتواصل الارتفاع في السنوات المتلاحقة ليصل إلى 163 دولارا للبرميل في عام 2040.
وقالت إن هذا الارتفاع في أسعار النفط سيحدث بسبب زيادة الطلب العالمي على النفط والضغوط المتوقعة على المعروض.
أما السيناريو الثاني في الدراسة المبني على «السعر الأعلى»، فيتوقع حدوث نمو اقتصادي سريع في اقتصادات منظومة دول التنمية والتعاون الاقتصادي، يفوق التوقعات الحالية، وبالتالي يقود هذا النمو إلى زيادة كبيرة في استهلاك العالم من النفط.
ورسم السيناريو كذلك حدوث تباطؤ أقل من المتوقع في نمو اقتصاديات الدول الناشئة، وعلى رأسها اقتصادات الصين والهند والبرازيل والدول الآسيوية وباقي الدول الناشئة.
وأشارت الدراسة إلى أن الأسعار المرتفعة للنفط ستجد استجابة قوية من الدول المنتجة للنفط خارج “أوبك”، متوقعة أن يزيد إنتاج هذه الدول بنحو 8 ملايين برميل عن مستوياته الحالية.
وطبقا لهذا السيناريو توقعت إدارة معلومات الطاقة أن يرتفع سعر برميل خام برنت إلى 165 دولارا في العام 2015 ويواصل ارتفاعه حتى يبلغ 237 دولارا للبرميل بحلول عام 2040.
وفي السيناريو الثالث وهو “سيناريو السعر الأدنى”، توقعت إدارة الطاقة الأميركية أن ينخفض سعر خام برنت إلى أقل من 80 دولارا للبرميل في عام 2015، ثم ينخفض إلى 75 دولارا في عام 2017، ليبدأ بعدها في الارتفاع التدريجي ليصل إلى 75 دولارا للبرميل في عام 2040. وبناء على هذا السيناريو توقعت إدارة الطاقة الأميركية أن تضعف قدرة “أوبك” على دعم الأسعار من خلال خفض الإنتاج كما كانت تفعل في السابق، مشيرة إلى أن هذا الضعف يحدث بسبب زيادة الإنتاج من خارج “أوبك”.