صنع مهندسون في كلية إمبريال كوليدج لندن “طابعات طائرة ثلاثية الأبعاد” من الممكن أن تحمي الناس من مخاطر المخلفات النووية.
وتستطيع الطابعة، التي تعمل كطائرة بدون طيار، أن “تطبع” رغوة لاصقة على الأجسام الخطرة قبل تثبيت نفسها عليها، ورفعها إلى مكان بعيد.
ويأمل المهندسون أن تستطيع تلك الأجهزة طبع أعشاش لها أعلى الأشجار في المستقبل، لتتمكن من الراحة وإعادة الشحن قبل الاستمرار في العمل.
لكن متخصص في علوم أجهزة الروبوت قال إنه غير مقتنع بقدرة تلك الطائرة على الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وعمل ميركو كوفاك، مدير مختبر أجهزة الروبوت الجوية في كلية إمبريال كوليدج لندن، مع فريق صغير لإنجاز ذلك المشروع.
وظهرت الطائرة التي يطلق عليها “كوادكوبتر” – وهي طائرة بدون طيار بأربع طوافات – في مقطع فيديو وهي تقوم بطباعة رغوة لاصقة على كتلة صغيرة، قبل أن تحلق بعيدا عن المكان.
وبعد ذلك تأخذ طائرة أخرى بست طوافات، يطلق عليها “هيكساكوبتر”، مكان الطائرة الأولى، وتهبط على الجسم المقصود حتى تثبت عليه الرغوة، ثم تطير بذلك الجسم إلى مكان بعيد.
ويأمل الباحثون أن تكون هذه العملية ذات فائدة كبيرة، وخاصة في إزالة المواد الخطرة مثل المخلفات النووية.
وحسب دورية “نيو ساينتست” العلمية، تعمل الكوادكوبتر بشكل مستقل تماما بمساعدة نظام تحديد المواقع.
وتقول التقارير إن الرغوة المستخدمة في تلك العمليات مكونة من مادة البولي يوريثين.
ويذكر ملخص المشروع أن التطبيقات التي يمكن أن تستخدم فيها الطابعة قد تشمل “بناء هياكل الاستجابة الأولية في حالات البحث والإنقاذ”، بالإضافة إلى “طبع هياكل لسد الثغرات في التضاريس المتقطعة”.
وقال توماس جي كريدي، طالب دكتوراه عمل على المشروع في الكلية: “إن هذه الخطوة الأولى مهمة في تطوير نظم أجهزة الروبوت، وبناء معدات تُستوحى من الطبيعة”.
وجاءت فكرة تصميم هذه الطابعات الطائرة من العصافير التي تبني أعشاشها باستخدام لعابها.
وقال نويل شاركي، الأستاذ في علوم الذكاء الاصطناعي والروبوت في جامعة شيفلد، لبي بي سي إن قدرات الطباعة ثلاثية الأبعاد لا تثير إعجابه، ولكنه قال إن لديه آمالا كبيرة في إمكاناتها المستقبلية.
وعلق على مقطع الفيديو الذي أظهر عمل الطابعة الطائرة بالقول: “هذه ليست عملية طباعة ثلاثية الأبعاد، وإن كانت تشتمل على بعض عناصرها”.
وأضاف: “لكن اللعبة ستتغير إن استخدمت هذه الأجهزة في إصلاح الجسور، وأعمال البناء الأخرى عن طريق الجو”.
وكانت شركتا ديزميكر، المتخصصة في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد، وفيلوسيتي بيجونز، المتخصصة في التصوير الجوي، قد تعاونتا في 24 يونيو/ حزيران لصنع طابعة طائرة ثلاثية الأبعاد، لكنها أقل تطورا، وقالتا إنها “الأولى من نوعها في العالم”.
وتعرض هذه الطائرات الصغيرة التي طورها الدكتور كوفاك في مهرجان “إمبريال فيستفال” في العاصمة البريطانية لندن في التاسع والعاشر من شهر مايو/ آيار.