كتب – محمد عبد السيد
لم تكن تحلم ابدا ان يأتي اليوم وتعمل فيه بهذا المجال وهو مجال الاحتياجات الخاصة فقد كانت تحلم ان تكون صحفية في احد الجرائد المشهورة وتعشق مجال الاعلام وتحتل في كافة مسابقات الالقاء المسرحي والاذاعة المدرسية و التمثيل المركز الاول علي مستوي الجمهورية طيلة مشوارها الدراسي من المرحلة الابتدائية وحتي الجامعة وبعد حصولها علي الثانوية العامة القسم الادبي وبتفوق لم تتمكن من الالتحاق بكلية الاعلام بقارق نصف درجة فقط وكان هذا بمثابة اول صدمة في حياتها والتحقت بكلية الالسن جامعة عين شمس وظلت بها شهرين الي ان قررت ان تنتقل لكلية التربية تحت الحاح من الاسرة لرفضها فكرة السفر والاقامة منفردة بالقاهرة في الوقت الذي كانت فيه الاسرة الام والاب بمجال التربية و التعليم وعن تلك الفترة من حياتها تروي استاذة شيماء في تلك الفترة ادركت مفهوم اليأس وتساوي كل شئ عندي فقد كان الحلم الكبير عندي الاعلام وعندما ولي اصبح كل شئ في كفتي ميزان متساويتين فأخذت القرار بأرضاء امي وانتقلت لكلية التربية من اجلها والتي لم تكن ابدا من احلامي او طموحاتي
ثم اصبحت الطالبة المتفوقة الطموحة دائما اخر ما تفكر فيه هو التفوق او التميز واعتبرت انها في مكان ليس بمكانها واستمر الحال هكذا الي ان جاء يوم كانت طالبة التربية العملية شيماء كامل
في احد مدارس التربية الخاصة في اول يوم تدريب ميداني تقف في احد اركان فناء المدرسة علي استحياء تطالع هؤلاء الاطفال المختلفون في الشكل والاحساس وهي خائفة الي ان اقترب منها طفل من اطفال متلازمة داون معه قطعة حلوي وقدمها لها وقبلها
وعن تلك اللحظة تحكي استاذة شيماء
في اللحظة التي قبلني فيها ذلك الملاك الصغيرغرث بعقلي وكياني حب اطفال التربية الخاصة ورفعت عيناي للسماء ولأول مرة منذ سنوات تلمع عيناي مرة اخري بالطموح الذي كان يلازمني طيلة عمري واختفي عني بعض الوقت واعاده لي ذلك الملاك الصغير وشعرت انها رسالة من الرحمان ومن لحظتها اخذت علي عاتقي ان احمل الام وهموم تلك الفئة من الاطفال وذويهم
ثم اكملت دراستها وعملت فترة في مدارس النور للمكفوفين بمحافظة كفر الشيخ ثم التقت بشريك حياتها التي تعتبره الداعم الاساسي لها بعد والدها في مشوار نجاحها وتزوجت وانتقلت للعيش معه بالمملكة العربية السعودية حيث بدأت رحلة العمل والحلم والطموح
وتخصصت بتدريب اطفال التوحد بأحدث البرامج العالمية في العديد من مراكز التدريب بالرياض وبدأت رحلتها بتصميم برامج لتلك الاطفال فقد صممت اول مجموعة قصصية موجهه خصيصا لأطفال التوحد تشمل موضوعات متعددة مثل التدريب علي الخطر – التحذير من الغرباء والتحرش الجنسي وهي تعد الاولي من نوعها بهذا المجال
وحصلت علي درجة الماجيستير بالتوحد بتقدير ممتاز وتحل ضيفة دائمة بالتلفزيون السعوي وقناة الدانة السعودية وقناة الاسرة العربية بالتلفزيون المصري وتعمل مستشار بالتربية وتحليل السلوك وهي الان باحثة دكتوراه باحدث برامج التوحد وهي تحلم بأن نكون مصدرين للبرامج العلاجية الخاصة بتلك الفئة فهي تري في المعلم المصري القدرة علي التميز والاستحقاق بتاريخ اجداده وبصفاء نفسه وهي تحلم بالعالمية وتسعي وراء قضية اساسية اعلنتها بالتلفزيون السعودي (مبادرة ساعدني) وهي دمج اطفال التوحد بالمجتمع وان يكون لهم تمثيل مجتمعي يليق بهم وعن هذة النقطة تقول استاذة شيماء
لدي حلم لن يصمت لساني عن المطالبة ما دام بقلبي نبض الا وهو حق اطفال التوحد بالمجتمع العربي ككل ولازلت احلم بكرسي بالبرلمان لاطفال التوحد يعبر عنهم وعن مطالبهم وهناك نماذج منهم عبقرية تستحق ذلك وانا بحكم ظهوري بالاعلام سأطالب لهم بهذا الحق في كل مكان فأنا كلما قابلت طفل توحدي قرأت في عينيه ما يعجز لسانه عن اخبار العالم به فربما يفتقد هذا الطفل القدرة علي الكلام ولكن عينيه مليئة بالمعاني ولكن فقط لمن عنده الرغبة ان يقرأها حلمي ان يعرف كل انسان علي وجهه الارض من هو طفل التوحد